تحدث حالة فرط حمض يوريك الدم عندما توجد كمية كبيرة من حمض اليوريك في الدم، يمكن لزيادة مستويات حمض اليوريك أن تؤدي إلى أمراض عديدة، بما في ذلك نوع مؤلم من خشونة المفاصل يسمى النقرس. ترتبط مستويات حمض اليوريك المرتفعة بحالات مرضية أيضًا مثل أمراض القلب، السكري وأمراض الكلى.
ارتفعت معدلات فرط حمض يوريك الدم بشدة منذ عام 1960. أظهرت أحدث الدراسات المتعلقة بهذه الحالة إصابة حوالي 43.3 مليون مواطن أميركي بهذه الحالة.
ما أسباب حدوث تلك الحالة؟
ينتج حمض اليوريك عن تكسير مادة البيورين (purines) داخل الجسم. البيورينات هي مواد كيميائية موجودة في أغذية معينة مثل:
- اللحوم الحمراء
- لحوم الأعضاء
- المأكولات البحرية
- الفول
يتخلص الجسم بشكل تلقائي من حمض اليوريك عن طريق البول، يحدث فرط حمض يوريك الدم إذا كان الجسم ينتج الكثير من حمض اليوريك أو عندما يكون غير قادرًا على التخلص منه، ويحدث هذا عادةً بسبب أن الكليتين غير قادرتين على التخلص منه بسرعة كافية.
يمكن لزيادة كمية حمض اليوريك في الدم أن تؤدي إلى تكوين بلورات، على الرغم من أنه يمكن لتلك البلورات التراكم في أي مكان في الجسم فإنها تميل إلى التراكم حول المفاصل وداخل الكلى، بعد ذلك تهاجم خلايا الدم البيضاء الدفاعية تلك البلورات مسببةً حدوث التهاب وألم.
أعراض فرط حمض يوريك الدم:
يعاني فقط ثلث الأشخاص المصابين بتلك الحالة من أعراض. وعلى الرغم من أن تلك الحالة لا تعد مرضًا، لكن إذا بقيت مستويات حمض اليوريك مرتفعة يمكن أن يؤدي ذلك إلى العديد من الأمراض بمرور الزمن.
النقرس Gout:
أو كما يسمى أحيانًا التهاب المفاصل النقرسي, يحدث لحوالي 20% من الأشخاص المصابين بتلك الحالة. يمكن أيضًا للانخفاض السريع لمستوى حمض اليوريك أن يسبب النقرس.
يمكن للنقرس أن يصيب أي مفصل في الجسد، ولكن تظهر الأعراض أولًا في الإصبع الكبير، ومن المحتمل أيضًا أن يصيب القدم والركبة والكاحلين والكوع.
تحدث هجمات النقرس فجأة وغالبًا في الليل، وتزداد شدتها خلال 12 إلى 14 ساعة، تختفي هجمات النقرس خلال أسبوعين حتى إن لم تعالَج.
تتمثل أعراض النقرس في:
Burning knee, painful knee and normal knee joint, abstract design. Human legs on a blue checkered background.
- ألم شديد في المفاصل.
- تحريك المفصل بصعوبة.
- احمرار وتورم.
- تشوه للمفاصل.
النقرس التوفي المزمن Tophaceous gout:
إذا كنت تعاني من فرط حمض يوريك الدم لسنوات عديدة، يمكن لحمض اليوريك أن يشكل كتلًا تشبه الحصى. تتراكم تلك الكتل تحت الجلد وحول المفاصل. يمكن لتلك الكتل أن تزيد الألم سوءًا وبمرور الزمن تدمر المفصل أو تضغط على الأعصاب.
حصى الكلى:
يمكن أن تتراكم بلورات حمض اليوريك مكوّنة حصى في الكليتين. غالبًا ما تكون تلك الحصى صغيرة وتخرج مع البول ولكن أحيانًا تكون كبيرة الحجم ما يؤدي إلى انسداد للجهاز البولي.
تشمل أعراض حصى الكلى:
- ألمًا في أسفل الظهر أو البطن أو الفخذ.
- غثيانًا.
- ألمًا وصعوبة أثناء التبول.
- دمًا في البول.
- بولًا ذا رائحة كريهة.
يعتبر تراكم البول بيئة خصبة للبكتيريا؛ ولذلك تعد عدوى الجهاز البولي أمرًا شائعًا إذا كنت تعاني من حصى في الكلى.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتلك الحالة؟
تكون أكثر شيوعًا لدى الرجال عن النساء. ويزداد خطر الإصابة بتقدم العمر. ويكون أكثر شيوعًا إذا كنت من سكان جزر المحيط الهادئ أو أمريكيًا من أصول أفريقية.
هناك عوامل خطورة عديدة أخرى مثل:
- معاقرة الكحول.
- بعض الأدوية وتحديدًا أدوية أمراض القلب.
- التعرض للرصاص.
- أمراض الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع مستوى سكر الدم.
- السمنة
- المعدلات العالية من النشاط البدني.
تشخيص فرط حمض يوريك الدم:
يطلب الطبيب صورة دم وتحليل بول لقياس مستوى مادة الكرياتينين والتي تحدد وظائف الكلى، كذلك مستويات حمض اليوريك.
تُعاد تلك التحاليل بعد اتباع نظام غذائي خالٍ من البيورين وذلك سوف يساعد في تحديد:
- ما إذا كنت تتناول أغذية مليئة بمادة البيورين.
- ما إذا كان جسدك يصنع الكثير من حمض اليوريك.
- ما إذا كان جسدك بل يتخلص من حمض اليوريك بصورة كافية.
علاج فرط حمض يوريك الدم:
يعتمد العلاج على السبب. إذا كان فرط حمض يوريك الدم دون أعراض، يكون العلاج غير ضروريًا. أما إذا كان مرتبطًا بحالة أخرى، فيجب علاج تلك الحالة:
النقرس:
يعالَج النقرس بواسطة واحد أو أكثر من تلك الأدوية:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs: والتي تمنع أو تقلل من شدة الألم. مثل: ibuprofen (Advil, Mortin IB) .
- الكولشيسين Colchisine: يستخدم عادة لمنع أو علاج النقرس، وتحديدًا للأشخاص الذين لا يستطيعون تحمّل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- بروبينيسيدprobenecid : يساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك عن طريق زيادة التبول.
- ألوبيورينولAllopurinol وفيبيوكسوستات febuxostat: يساعد في علاج النقرس من خلال تقليل كمية حمض اليوريك في الدم.
علاج النقرس التوفي مثل العلاج السابق ولكن إذا أصبحت الكتل كبيرة لدرجة أنها تتداخل مع حركة المفصل أو تبرز من خلال الجلد، تجب إزالتها جراحيًا.
حصى الكلى:
إذا كانت لديك حصى كلوية أقل من 5 مم، ينصحك الطبيب بشرب الكثير من الماء وتناول مسكنات الألم حتى تخرج.
أما الحصى التي تكون أكبر من 5 مم يكون من الصعب أن تخرج بمفردها، يوصف بعض الأطباء علاجًا مثل تامسولوسين tamsulosin والذي يساعد في ارتخاء عضلات الجهاز البولي، وهذا يجعل خروج الحصى أسهل وأقل ألمًا.
يلجأ الأطباء أحيانًا إلى طرق أخرى مثل تفتيت الحصى بالموجات الصادمة من خارج الجسم Extracorporeal show wave lithotripsy، وهي طريقة تُوجه فيها موجات صادمة من خلال الجلد عند منطقة الحصى. تساعد تلك الموجات في تكسير الحصى الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يسهل خروجها مع البول. أما إذا كانت الحصاة أكبر من 10مم فتحتاج إلى إخراجها جراحيًا.
النظام الغذائي:
هناك بعض التغييرات الغذائية التي من شأنها تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.
تذكر أن حمض اليوريك يتكون عندما يُكسّر البيورين في الجسم. وعلى الرغم من أن البيورين يُصنّع تلقائيًا، فإنه يوجد في بعض الأطعمة التي يجب تجنبها مثل:
- اللحوم الحمراء.
- المشروبات والأغدية السكرية وتحديدًا إذا كانت تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز.
- أعضاء الحيوان مثل الكبد.
- بعض الأطعمة البحرية مثل: الأنشوجة، السردين، الإسكالوب وبلح البحر.
- السبانخ والبسلة والمشروم.
- الفول والعدس.
- دقيق الشوفان.
- البيرة والمشروبات الكحولية.
- مكملات الخميرة.
بالإضافة لتجنب تلك الأطعمة يجب شرب الكثير من السوائل وخاصة الماء. فيجب شرب 8 أكواب من السوائل على الأقل يوميًا. تحدّث مع الطبيب عن كمية السوائل التي يجب شربها.
إذا كان لديك فرط حمض يوريك الدم ولكن دون أعراض، سيكون تغيير النظام الغذائي ونمط الحياة كافيين لتقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.
إذا كانت مستويات حمض اليوريك لديك لا يمكن التحكم بها، ستكون عرضةً للإصابة بالعديد من الأمراض مثل:
- النقرس المزمن.
- مشاكل الكلى.
- السكري
- ارتفاع ضغط الدم.
يجب عليك اتباع ارشادات الطبيب لتجنب الإصابة بتلك الأمراض.
اقرأ أيضًا:
فرط بروتينات الدم الشحميةHyperlipoprotienemia) )
وجود الغلوبيولينات البردية في الدم: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
فقر الدم الانحلالي بالمناعة الذاتية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: مينا أبانوب
تدقيق: لبنى حمزة
مراجعة: تسنيم المنجد
