فايروس جديد شبيه بالسارس قد يصيب الإنسان
هذا الفايروس الجديد المعروف باسم (WIV1-CoV) يرتبط بنفس المستقبلات البشرية التي يرتبط بها فايروس السارس، والذي أصاب الآلاف عام 2002.
تم اكتشاف فايروس جديد شبيه بالسارس في خفافيش حدوة الحصان الصينية (Chinese horseshoe bats) من الممكن أن يمتلك القدرة على إصابة البشر دون الحاجة للتأقلم والتكيف، مما قد يمهد الطريق إلى تفشيه. وفقًا لدراسة في جامعة نورث كارولاينا (University of North Carolina).
هذا العمل بقيادة د. رالف باريك (Ralph Baric) بروفيسور علم الأوبئة في كلية جيلينجز للصحة العامة التابعة للأمم المتحدة، جاء في أعقاب التفشي لوبائين قويين آخريين -الإيبولا وزيكا- واللذان لا لقاح لهما حتى الآن؛ الوباءان اللذان حصدا آلاف الأرواح وكلفا المليارات.
يقول د. فينيت ميناشري (Vineet Menachery) المحرّر الأول للدراسة: «إن قدرة هذه المجموعة من الفايروسات أكبر مما كنا نتوقع سابقًا». وأضاف: «في حين أن الفايروسات الأخرى تتطلب بعض التكيفات والتعديلات حتى تنتشر كوباء؛ فإن عدة سلالات فيروسية منتشرة بين الخفافيش قد تخطت هذا الحاجز وتكاثرت في خلايا الإنسان، مما يشير إلى إمكانية تفشيها بسرعة».
عمل رالف باريك و فينيت ميناشري على ترتيب فيروسات (الكورونا وشبيه السارس) المعزولة من خفافيش الحدوة الصينية -حيث ظهر السارس-. وبناءً على هذا الترتيب؛ أعادوا بناء الفايروسات داخل الفئران وذلك لتقييم قدرتها على إصابة خلايا الإنسان.
وجدا أيضًا أن الفايروس الجديد المعروف باسم (WIV1-CoV) يمتلك القدرة على الارتباط بنفس المستقبلات التي ترتبط بها فايروسات الكورونا والسارس (SARS-CoV). وأظهر الباحثون قدرتها على الاستنساخ بسرعة وكفاءة داخل الشعب الهوائية البشرية المستزرعة، مما يدل على قدرتها على الانتقال مباشرة إلى الإنسان.
«لنكن واضحين؛ إن هذا الفايروس -قد- لا ينتقل إلى الإنسان، ولكن اذا حصل وانتقل، فإن (WIV1-CoV) ستكون له القدرة على إحداث وباء جديد وتكون نتائجه كبيرة على الصحة والاقتصاد العالميين». هذا ما قاله د.فينيت؛ والذي نشر عمله في الثالث عشر من شهر آذار الحالي على الانترنت لموقع (Proceedings of the National Academy of Sciences).
وجد فريق البحث أيضًا أن الأجسام المضادة التي استخدمت في علاج السارس كانت فعالة ضد فايروس (WIV1-CoV) في عينات الأنسجة البشرية والحيوانية، مما قد يوفر خيارًا علاجيًا فعالًا إذا ما حدث انتشار للوباء.
ومع ذلك؛ فإن اقتصار العلاج على استخدام الأجسام المضادة (-كما هو الحال مع عقار (ZMapp) الذي استخدم في الوقاية من وباء ايبولا عن طريق إنتاج أجسام مضادة بأعداد كبيرة لعلاج الكثير من الناس-) لن يفيد في الوقاية من فايروس (WIV1-CoV). وذلك بسبب التغيرات الطفيفة في التسلسل الفيروسي.
السارس (SARS): عرف بهذا الاسم اختصارًا لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (severe acute respiratory syndrome). وقد انتشر لأول مرة كوباء عام 2002، حيث سجلت حوالي 8000 إصابة وسبّب 800 حالة وفاة.
ينتشر السارس عن طريق الهواء، أعراضه في البداية تشبه أعراض الإنفلونزا مع سعال جاف، ولكن سرعان ما يتحول إلى التهاب في الرئة، مالئًا الرئتين بالسوائل ومسببًا ضررًا كبيرًا في جهاز المناعة.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (the Centers for Disease Control and Prevention)، فإن الوفيات بين المصابين بالسارس بعمر أقل من 24 سنة تكون نسبتها 1% تقريبًا، ولكن هذه النسبة تقفز إلى 50% عند المصابين بعمر 60 سنة أو أكثر.
يعتقد د. رالف باريك وفريقه أن فايروس (WIV1-CoV) لديه القدرة على إحداث نتائج مماثلة إذا تمكن من الوصول للإنسان.
ويقول د. باريك أيضًا: «هذه الأعمال تعطينا معلومات عن الفايروسات المنتشرة في الحيوانات مما يساعدنا على الحد من تأثيرها المحتمل على الإنسان. ومن المهم أن نعرف أن هذه الطريقة لا تستخدم فقط لفايروسات السارس وشبيهة السارس؛ بل يمكن تطبيقها على مسببات الأمراض الناشئة الأخرى، سواءً كان فايروس MERS -وهو الفايروس المسبب لمرض زيكا ZEKA- أو كان فايروس آخر لم نسمع عنه بعد».