وقّعت شركة غوغل يوم الاثنين 14 أكتوبر الماضي صفقةً للحصول على الكهرباء من المفاعلات النووية الصغيرة للمساعدة على تشغيل الذكاء الاصطناعي.

جاء الاتفاق لشراء الطاقة من المفاعلات التي بنتها شركة كايروس باور بعد أسابيع فقط من الإعلان عن أن جزيرة ثري مايل -موقع أسوأ حادث نووي في أمريكا- ستستأنف عملياتها لتوفير الطاقة لشركة مايكروسوفت.

قال المدير الأول للطاقة والمناخ في غوغل في مؤتمر صحفي: «نعتقد أن الطاقة النووية لها دور حاسم تؤديه لدعم نمونا النظيف والمساعدة على تحقيق تقدم الذكاء الاصطناعي».

تابع: «تحتاج الشبكة إلى هذه الأنواع من مصادر الطاقة النظيفة والموثوقة التي يمكنها دعم بناء هذه التقنيات».

لم يُكشف عن أي تفاصيل مالية.

الذكاء الاصطناعي المتعطش

يعمل عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل على توسيع قدرات مراكز البيانات الخاصة بهم بسرعة لتلبية احتياجات الحوسبة لثورة الذكاء الاصطناعي، بينما يجوبون العالم أيضًا بحثًا عن مصادر للكهرباء.

من المتوقع تشغيل أول سلسلة من المفاعلات المعيارية الصغيرة (SMRs) التي طورتها شركة كايروس نتيجةً لصفقتها مع غوغل، بحلول نهاية هذا العقد، وفقًا للشركات.

من المتوقع أيضًا تشغيل مفاعلات صغيرة إضافية بحلول عام 2035، لتولد إجمالي 500 ميجاوات من الطاقة.

تتميز المفاعلات المعيارية الصغيرة بتماسكها وربما سهولة تفعيلها، في ظل الاستثمارات الكبيرة التي قام بها مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس في هذا القطاع.

مع ذلك، فإن هذه التكنولوجيا ما زالت في مهدها وتفتقر إلى الموافقة التنظيمية، ما يدفع الشركات إلى البحث عن خيارات الطاقة النووية الحالية.

قال مايك لوفر -المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كايروس- في المؤتمر الصحفي: «إننا نعد هذه الشراكة مهمة جدًا».

أضاف لوفر أن الاتفاقية تسمح لتكنولوجيا SMR «بالنضج والتطور مع مرور الوقت».

قال تيريل إن الشبكة تحتاج إلى مصادر كهرباء جديدة ونظيفة لدعم الذكاء الاصطناعي مع تسارع قدراتها واستخداماتها، قائلًا إن الطاقة النووية جزء من حملة تقوم بها شركة التكنولوجيا العملاقة لتوفير طاقة وفيرة خالية من الكربون على مدار الساعة.

قال تيريل عن الصفقة: «هذا رهان واعد حقًا. إذا تمكنا من توسيع نطاق هذه المشاريع ثم توسيع نطاقها عالميًا، فسوف نقدم فوائد هائلة للمجتمعات وشبكات الطاقة في جميع أنحاء العالم».

هل يُشكل مصدر الطاقة خطرًا؟

نظرًا إلى أنها مصدر أكثر ثباتًا للطاقة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تراهن العديد من شركات التكنولوجيا على التطور السريع للطاقة النووية لتلبية متطلبات الذكاء الاصطناعي من الكهرباء.

سيؤدي استخدام مايكروسوفت للطاقة النووية في ثري مايل آيلاند إلى تعزيز شبكة الكهرباء التي تغطي 13 ولاية.

تواجه هذه المنطقة ضغوطًا شديدة بسبب الاستهلاك الهائل للطاقة في مراكز البيانات، ما يثير المخاوف بشأن استقرار الشبكة مع زيادة الطلب على الذكاء الاصطناعي.

وافقت شركة أمازون لخدمات الإنترنت (AWS) في مارس على استثمار 650 مليون دولار في حرم مركز بيانات مدعوم من محطة نووية أخرى في بنسلفانيا.

تواجه الطاقة النووية معارضين أقوياء بسبب المخاوف بشأن التخلص من النفايات المشعة، واحتمال وقوع حوادث كارثية، والتكاليف المرتفعة المرتبطة ببناء المحطة وإيقاف تشغيلها.

تسبب الانهيار الجزئي للوحدة 2 في جزيرة ثري مايل عام 1979 في حالة من الذعر في الولايات المتحدة وأدى إلى توقف التوسع في الطاقة النووية.

وهو ما عدته لجنة التنظيم النووي أخطر حادث في تاريخ تشغيل محطات الطاقة النووية التجارية في الولايات المتحدة، على الرغم من أنها لاحظت عدم وجود آثار جانبية واضحة تهدد صحة العمال أو العامة بعد تعرضهم للكميات الصغيرة من الأشعة.

اقرأ أيضًا:

دراسة جديدة تجد أن الطاقة النووية أقل ضررًا على البيئة

هل تكون الطاقة النووية منقذ عالمنا الوحيد؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: هادية أحمد زكي

المصدر