غدة التيموس، المنتجة للخلايا التائية المناعية -قبل الولادة وفي الطفولة- تُصنف غالبًا غدةً غير وظيفية عند البالغين، وتُزال أحيانًا أثناء جراحة القلب لتسهيل الوصول إلى القلب والأوعية الدموية الرئيسية.
كشف بحث جديد عن أهميتها لصحة البالغين عمومًا والوقاية من السرطان وربما أمراض المناعة الذاتية.
قيّم الفريق خطر الوفاة والسرطان وأمراض المناعة الذاتية بين 1146 شخصًا بالغًا استؤصلت غدة التيموس لديهم أثناء الجراحة، وبين 1146 مريضًا خضعوا لعملية جراحية قلبية وصدرية مماثلة دون استئصال الغدة لتحديد ما إذا كانت الغدة توفر فوائد صحية للبالغين، وقاس العلماء أيضًا إنتاج الخلايا التائية ومستويات الدم من الجزيئات المناعية في مجموعة فرعية من المرضى.
توفي بعد خمس سنوات من الجراحة، نحو 8.1% من المرضى الذين خضعوا لعملية استئصال غدة التيموس، مقارنة بنحو 2.8% من أولئك الذين لم تُستأصل غدة التيموس لديهم، وهو ما يعادل 3 أضعاف خطر الوفاة. وخلال تلك الفترة أيضًا، أصيب بالسرطان 7.4% من المرضى الذين استؤصلت غدة التيموس لديهم مقارنة بنحو 3.7% من المرضى في المجموعة الشاهد، وهو ما يمثل خطرًا أعلى مرتين.
استُنتج من دراسة الأشخاص الذين استؤصلت غدة التيموس لديهم أنها ضرورية للغاية للصحة، فإذا لم تكن غدة التيموس موجودة، سيتضاعف خطر وفاة الناس وخطر الإصابة بالسرطان ما يشير إلى وجوب النظر في عواقب إزالتها بعناية عند التفكير في استئصالها.
وُجد في تحليل إضافي شمل جميع المرضى في مجموعة استئصال غدة التيموس خلال أكثر من خمس سنوات من المتابعة، أن معدل الوفيات الإجمالي أعلى في مجموعة استئصال التيموس مقارنة بعامة سكان الولايات المتحدة (9.0% مقابل 5.2%)، وكذلك الوفيات الناجمة عن السرطان (2.3% مقابل 1.5%).
وجد الباحثون أن خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية لم يختلف كثيرًا بين مجموعات استئصال التيموس ومجموعة الضبط، إلا أنهم لاحظوا اختلافًا عندما استبعد المرضى الذين أصيبوا بالعدوى أو السرطان أو أمراض المناعة الذاتية قبل الجراحة من المجموعة، وبعد استبعاد هؤلاء الأفراد، أصيب 12.3% من المرضى في مجموعة استئصال غدة التيموس بأمراض المناعة الذاتية مقارنة بنحو 7.9% في مجموعة الضبط، وهو ما يمثل خطرًا أعلى بمقدار 1.5 مرة.
في المجموعة الفرعية من المرضى الذين قيس إنتاج الخلايا التائية والجزيئات المرتبطة بالمناعة لديهم (22 في مجموعة استئصال الغدة التيموسية و19 في مجموعة الضبط، مع متوسط متابعة قدره 14.2 سنة بعد الجراحة)، كان لدى أولئك الذين خضعوا لاستئصال غدة التيموس انخفاض مستمر في مستويات إنتاج الخلايا التائية والجزيئات المرتبطة بالمناعة. وجد إنتاج خلايا تائية جديدة مقارنة بمجموعة الضبط ومستويات أعلى من الجزيئات المسببة للالتهابات في الدم.
يخطط الباحثون الآن لتقييم كيفية تأثير المستويات المختلفة لوظيفة غدة التيموس لدى البالغين على صحة الأفراد، يقول الباحثون: «يمكننا اختبار القوة النسبية لغدة التيموس وتحديد ما إذا كان مستوى نشاط الغدة لا مجرد وجودها، يرتبط بصحة أفضل».
اقرأ أيضًا:
لمفوما الخلايا التائية: الأعراض والعلاج
دواء الغلوبيولين المضاد للخلايا التيموسية
ترجمة: زينب عبد الكريم
تدقيق: المايا محمد علي