تُعد غازات الجهاز الهضمي جزءًا من عملية الهضم الصحية. تنتج الغازات في الأمعاء الغليظة عندما تُفكِك البكتيريا الكربوهيدرات التي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة.
يُقدر العلماء أن الشخص العادي ينتج 0.6 إلى 1.8 لترًا من الغازات يوميًا. يتخلص الشخص من الغازات بالتجشؤ أو بإطلاق الريح، يُخرج معظم الأشخاص غازات البطن بمعدل 12 إلى 25 مرة يوميًا.
الغازات المعوية ليست مؤلمة عادةً، لكنها ليست بالضرورة مدعاةً للقلق إن كانت مصحوبةً بآلام.
قد تحدث الغازات المؤلمة عند الأكل أو الشرب بشراهة وسرعة.
قد ترافق الغازات المؤلمة تقلصات، إذ يشعر الشخص بألم خفيف أو سلسلة من الآلام الحادة في الصدر أو البطن.
قد يصاحب الغازات أيضًا:
- الشعور بالامتلاء.
- امتلاء البطن بالغازات، وهو تراكم غازات يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة.
- انتفاخ البطن.
- التجشؤ.
أسباب قصيرة المدى
قد تسبب العديد من العوامل الغازات المؤلمة، منها:
ابتلاع الهواء الزائد نتيجة:
- الأكل أو الشرب بسرعة كبيرة.
- مضغ العلكة.
- تناول المشروبات الغازية.
- التدخين.
- تناول الحلوى الصلبة.
- وضع بدلة أسنان غير مناسبة.
تناول الأطعمة التي قد تسبب حدوث غازات مثل:
- الخضراوات.
- الفاصولياء.
- كل الحبوب.
- مشتقات الحليب.
الإمساك.
رشح الأنف.
التوتر والآلام المزمنة.
يجد الأشخاص الذين يعانون نوبات متكررة من الغازات المؤلمة أنه من المفيد معرفة الأطعمة والمشروبات التي تسبب عدم الراحة في البطن لتجنب تناولها.
أسباب طويلة الأمد
بالنسبة لبعض الناس، تُعد الغازات المؤلمة مشكلة متكررة. قد يزيد ألم الغازات بسبب مشكلات صحية أخرى مثل:
عدم تحمل الطعام
قد تظهر الغازات إذا لم يتمكن الجهاز الهضمي من هضم أطعمة معينة وامتصاصها. مثلًا قد يعاني الشخص:
- الداء الزلاقي: يسبب هذا الاضطراب المناعي الذاتي التهابات في الأمعاء الدقيقة كلما تناول الشخص الغلوتين، ما يسبب عدم امتصاص الأمعاء الدقيقة حاجة الجسم من العناصر الغذائية.
- عدم تحمل اللاكتوز: هو عدم القدرة على هضم اللاكتوز الموجود في مشتقات الحليب.
- سوء امتصاص الفركتوز: يُعرف بعدم تحمل الفركتوز الغذائي، إذ يعاني المريض اضطرابات في هضم وامتصاص الفركتوز الموجود في الخضار والفواكه.
فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة
يحدث فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة بسبب الزيادة غير الطبيعية في البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة. تنتج هذه الحالة عن انخفاض حموضة المعدة أو بطء حركة الأمعاء. تختلف أعراض فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة من شخص لآخر، وتشمل:
- الانتفاخ.
- ألمًا في البطن.
- الإسهال.
- الوهن العام.
- الشعور بالتعب.
داء الارتجاع المَعدي المريئي
يحدث داء الارتجاع المَعدي المريئي عندما ينتقل حمض المعدة إلى المريء باستمرار، المريء هو الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة. تشمل أعراض الارتجاع المريئي الأكثر شيوعًا حرقة المعدة بالإضافة إلى:
- ألم في الصدر أو البطن.
- انتفاخ.
- تجشؤ.
- ارتجاع سائل حامض.
- إحساس بوجود كتلة في الحلق.
- رائحة نفس كريهة.
- التهاب الحلق المزمن.
متلازمة القولون العصبي
تُعد من الاضطرابات الشائعة التي تؤثر في الأمعاء الغليظة. لم يتوصل العلماء إلى السبب الدقيق لها، لكن قد تشمل:
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
- الحساسية الغذائية وعدم التحمل الغذائي.
- الإجهاد.
- مرور الطعام عبر الأمعاء الغليظة بسرعة كبيرة جدًا أو ببطء شديد.
يعاني معظم المصابين بمتلازمة القولون العصبي نوبات تظهر فيها الأعراض وتختفي باستمرار، قد تستمر النوبات أحيانًا أيامًا أو أسابيعًا أو حتى شهورًا، ومن الأعراض ما يلي:
- آلام في البطن وتشنجات.
- انتفاخ البطن عادةً ثم زواله بعد إخراج الغازات.
- إسهال أو إمساك.
- حاجة ملحة إلى تمرير البراز.
العلاج المتاح دون وصفة طبية
قد تقلل الأدوية التالية أعراض غازات البطن المؤلمة وتخفف من حدتها، وتشمل:
ألفا غالاكتوزيداز: يساعد على تحلل الكربوهيدرات الموجودة في الفول والحبوب والخضراوات. يجب تناول الدواء قبل الأكل مباشرةً.
سيميثيكون: يساعد الغازات على التحرك بسرعة أكبر عبر الجهاز الهضمي، إذ أظهر فاعليته في تخفيف أعراض انتفاخ البطن.
مكمّلات اللاكتاز: تساعد هذه المكملات على هضم اللاكتوز الموجود في مشتقات الحليب. يُمنع إعطاؤها الأطفال دون سن 3 سنوات أو النساء الحوامل أو المرضعات.
نمط الحياة والعلاج المنزلي
قد يساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة على تقليل الألم الناجم عن الغازات، ويشمل ما يلي:
- الإقلاع عن التدخين: يُسبب التدخين زيادة كمية الهواء التي يبتلعها الشخص.
- تغيير عادات الأكل:
- تقليل كمية الطعام في الوجبات.
- تجنب بعض الأطعمة قد يقلل من أعراض الغازات مثل: الفاصولياء والأطعمة الغنية بالألياف والبروكلي والقرنبيط ومشتقات الحليب والأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والمشروبات الغازية.
- ممارسة التمارين الرياضية مثل اليوغا والمشي، إذ أنها تحافظ على حركة الأمعاء الطبيعية، ما يقلل الاضطرابات الهضمية والانتفاخ.
- التعرض للحرارة: يساعد الحمام الدافئ على إرخاء عضلات البطن، ما يسمح بخروج الغازات بسهولة أكبر.
المغص لدى الأطفال
قد يعاني الأطفال أيضًا غازات مؤلمة. وجدت دراسة أجريت عام 2011 علاقةً بين البكاء المفرط والمغص وزيادة الغازات المعوية عند الأطفال.
تشمل أعراض المغص والغازات لدى الأطفال والرُضّع ما يلي:
- بكاء الطفل مع تقوس الظهر ووضع قدميه بالقرب من بطنه.
- صراخ شديد.
- عدم القدرة على تهدئة الطفل بسهولة.
يمكن علاج الطفل حديث الولادة من المغص والغازات بعد معرفة سبب المغص. إذ يجب الانتباه في أثناء الرضاعة حتى لا يدخل الهواء إلى معدة الطفل، بالإضافة إلى تجشؤ الرضيع في أثناء الرضاعة وبعدها.
آلام شبيهة بالانتفاخ
قد تتجمع الغازات في أجزاء مختلفة من القولون، إذ يسبب موقع الغاز ظهور أعراض تُشبه أعراض بعض الاضطرابات الصحية.
على سبيل المثال، قد يسبب الغاز الموجود في الجزء العلوي الأيمن من القولون أعراضًا تُشبه أعراض التهاب المرارة، وتُشبه أعراض الغازات الموجودة في الجزء العلوي الأيسر من القولون أعراض النوبة القلبية.
تشمل الحالات الأخرى التي تسبب أعراضًا تشبه الغازات المؤلمة ما يلي:
التصاقات البطن
تُسبب العمليات الجراحية أحيانًا الإصابة بالتصاقات الأمعاء، إذ يلتصق جزء من النسيج بأحد أعضاء الجسم ويسبب آلامًا شديدة، وقد يتطلب إجراء جراحة لمعالجة الالتصاق.
الفتق الإربي
يحدث الفتق الإربي حين يبرز النسيج عبر منطقة ضعيفة في عضلات البطن، ما يسبب انتفاخ البطن وآلامًا شديدة، وقد يتطلب إجراءًا جراحيًا.
سرطان القولون
قد يكون ألم البطن المستمر والتشنجات من أعراض سرطان القولون.
سرطان المبيض
قد يشير ألم البطن والانتفاخ إلى سرطان المبيض.
إذا استمرت الأعراض يوميًا أكثر من بضعة أسابيع، تجب استشارة الطبيب.
متى تجب استشارة الطبيب؟
تُسبب غازات البطن عادةً انتفاخًا وآلامًا، وتُعالج بإجراء تغييرات في نمط الحياة. ومع ذلك، قد تشير الغازات المؤلمة إلى مشكلة صحية. يُنصح باستشارة الطبيب إذا عانى المريض:
- اضطرابات في الأكل.
- وجود دم في البول أو البراز.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- وهنًا عامًا.
خلاصة
يُعد وجود الغازات في الجهاز الهضمي أمرًا طبيعيًا. يعاني الشخص الألم والانتفاخ والتجشؤ. عادةً ما يزول الألم من تلقاء نفسه أو باتباع نظام غذائي أو بتناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية. إذا كان الشخص يعاني آلامًا شديدة ومستمرة قد يشير ذلك إلى مشكلة صحية كامنة.
اقرأ أيضًا:
هل عليك القلق بخصوص نفخة البطن؟
ترجمة: ضياء الأطرش
تدقيق: مصطفى شحاته