عيونه الكروية الضخمة ينبغي أن تحمل في طياتها مفتاحًا لهذا اللُغز، حيث إتضح أن اليعسوب لديه رؤية مقوّية للألوان والتي هي الأفضل على الإطلاق في عالم الحيوان.
نحن البشر لدينا ما يعرف بالرؤية ثلاثية اللون، وهو ما يعني أننا نرى الألوان مزيجًا من الأحمر والأزرق والأخضر, وهذا بفضل ثلاثة أنواع مختلفة من البروتينات الحساسة للضوء في عيوننا تدعى الأوبسينات opsins. نحن لسنا وحدنا فالرؤية الثنائية، الثلاثية، والرباعية للألوان هي من الضرورات في عالم الحيوان، من الثدييات إلى الطيور والحشرات.
أما اليعسوب، فقد وجدت دراسة أجريت على 12 نوعًا منه أن كل واحد منهم لديه ما لا يقل عن 11 والبعض الضخم لديه 30 من الأوبسينات البصرية المختلفة .
وجد ريو فيتاهشي Ryo Futahashi الباحث في المعهد الوطني للعلوم الصناعية المتقدمة والتكنولوجيا في تسوكوبا باليابان، أن اليعسوب يستخدم أوبسينات مختلفة في أعماره المختلفة. على سبيل المثال، يرقات بعض أنواع اليعسوب التي تفقس في الرمال تميل إلى افتقار الأوبسينات الزرقاء. “والسبب على الأرجح هو عدم وصول الضوء الأزرق إليهم بسهولة،” حسب قوله.
لكن هل كل تلك الأوبسينات الإضافية تعني أن اليعسوب يرى قوس قزح مختلف عنا؟ من الممكن أن يكون ذلك صحيحًا, فقد وجدت دراسات أخرى أن اليعسوب يمكن أن يرى الأشعة فوق البنفسجية على رأس الأزرق والأخضر والأحمر. ويعتقد أنهم يتمكنون من التعرف على الضوء المستقطب الساقط على السطوح العاكسة مثل الماء.
[divider]
[author ] ترجمة: نورة بوزوه | تدقيق: رغد سليمان – مقال ٣ [/author]
[divider]
