وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن معدل التعرض للاعتداء الجنسي على الأطفال يقدر بنحو 1 من كل 4 فتيات، و1 من كل 13 صبي قبل بلوغ 18 عامًا. الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.
يؤدي الاعتداء الجنسي على الأطفال إلى تأثيرات طويلة الأمد في الصحة الجسدية. الأشخاص الذين أبلغوا عن تعرضهم للاعتداء الجنسي يعانون غالبًا من الألم وأعراض الجهاز الهضمي والسمنة.
أيضًا يرتبط الاعتداء الجنسي على الأطفال بآثار اجتماعية سلبية، مثل المشكلات الجنسية، واضطراب العلاقات الاجتماعية، ونتائج اجتماعية واقتصادية مثل انخفاض الدخل.
يُعد الاعتداء الجنسي على الأطفال إحدى تجارب الطفولة السلبية التي تؤدي إلى عواقب وخيمة طويلة الأمد على ضحايا تلك السلوكيات. وفقًا لتقديرات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن نحو واحدة من كل 4 فتيات، وواحد من كل 13 صبي قد تعرضوا لاعتداء جنسي قبل بلوغهم 18 عامًا.
عواقب الاعتداء الجنسي على الأطفال ليست نفسية فقط، إذ وجدت الدراسات الطولية أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يؤدي إلى نتائج سلبية، منها مشكلات صحية واجتماعية واقتصادية أيضًا.
العواقب النفسية للاعتداء الجنسي على الأطفال:
اختبرت دراسات عدة التأثيرات النفسية طويلة الأمد للاعتداء الجنسي على الأطفال. وجدت مراجعة حديثة لأكثر من أربعة ملايين شخص أن من عانوا الاعتداء الجنسي على الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات بمعدل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً بالبالغين الذين لم يتعرضوا للاعتداء، من تلك الاضطرابات:
- اضطراب الشخصية الحدية.
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطرابات الأكل.
يرتبط الاعتداء الجنسي على الأطفال أيضًا بالإدمان على تعاطي الكحول والمخدرات. أيضًا فإن الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بنحو مرتين ونصف.
قد تستغرق العواقب النفسية للاعتداء الجنسي على الأطفال سنوات عدة لتتطور، إذ يُعتقد أن الاعتداء الجنسي يغير بنية وكيمياء الدماغ في أثناء نموه. وجدت دراسة أن أعراض الاكتئاب تستغرق وسطيًا 11 عامًا بعد الاعتداء الجنسي لتبدأ بالظهور، و9 أعوام حتى ظهور الإصابة بالاكتئاب، و8 سنوات حتى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.
العواقب الجسدية للاعتداء الجنسي على الأطفال:
تظهر الدراسات التأثير طويل الأمد في الصحة الجسدية على ضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال. بينت الدراسات أن البالغين الذين عانوا الاعتداء الجنسي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن مشكلات صحية بنسبة 1.35 إلى 2.12 مقارنةً بسواهم، ومنها:
- وهن الصحة العامة.
- ألم عضلي ليفي.
- أعراض الجهاز الهضمي.
- الأمراض النسائية.
- الأعراض القلبية الرئوية.
- السمنة.
على هذا، فإن البالغين الذين تعرضوا للاعتداء الجنسي في طفولتهم أكثر استخدامًا للعلاجات والرعاية الصحية على نحو متكرر مقارنةً بسواهم، أيضًا يرتبط تاريخ الاعتداء الجنسي على الأطفال بانخفاض احتمالات الحصول على تأمين صحي والحصول على فحص وقائي.
الآثار النفسية/الاجتماعية:
أظهرت نتائج الأبحاث أن للاعتداء الجنسي على الأطفال عواقب نفسية/اجتماعية سلبية، منها:
- اضطراب العلاقة الزوجية.
- عدم الرضا عن العلاقة.
- الخيانة الزوجية والانحلال الأخلاقي.
- العجز الجنسي.
تشير أدلة إلى أن ضحايا الاعتداء الجنسي على الأطفال قد يتعرضون الاعتداء مرة أخرى، إذ وجدت دراسة حديثة شملت 12252 ناج أن 47.5% منهم تعرضوا للاعتداء الجنسي لاحقًا. أيضًا فإن أطفال النساء اللائي تعرضن للاعتداء هم أكثر عرضة لذلك النوع من الاعتداء، ما يشير إلى أن دورة الإساءة قد تستمر في الجيل القادم.
العواقب الاجتماعية والاقتصادية للاعتداء الجنسي على الأطفال:
من منظور اقتصادي، يُقدر متوسط تكلفة سوء معاملة الأطفال –متضمنًا الاعتداء الجنسي على الأطفال- لكل ناج بمبلغ 830,928 دولار على مدار العمر، مقارنةً بمن لم يتعرضوا للاعتداء، إذ وُجد أن الناجين من الاعتداء الجنسي:
- يكسبون 8000 دولار فقط وسطيًا في العام.
- أقل احتمالًا لامتلاك حساب مصرفي، أو أسهم خاصة، أو سيارة أو منزل.
- أكثر عرضة بنحو ثلاث مرات للتوقف عن العمل بسبب المرض والإعاقة.
- أكثر عرضة ليكون عاطلًا عن العمل بنسبة 14%.
- أقل عرضة للذهاب إلى الكلية أو التخرج فيها.
- أقل عرضة للحصول على وظيفة تتطلب مهارات جيدة.
أيضًا فإن الاعتداء الجنسي على الأطفال يؤثر سلبًا على نحو كبير في جميع جوانب الحياة، ليس لمن تعرضوا للاعتداء فقط، لكن أيضًا لأحبائهم والمجتمع كله. على هذا، يجب أن نبذل ما بوسعنا لتجنب حدوث الاعتداء الجنسي، وتقديم الدعم والرعاية لم تعرضوا له بالفعل.
اقرأ أيضًا:
المساعدة بعد الاغتصاب و الاعتداء الجنسي
التعافي من الاعتداء الجنسي: مسألة ثقافة
ترجمة: ياسين أحمد
تدقيق: ريمي سليمان