عندما يتعلق الأمر بالسرطان، العوامل البيئية أهم من الجينات!
يعتقد كثيرون أنَّ غالبية أسباب السرطان وراثية وجينيَّة وغير قابلة للتعديل، ولكنَّ الدراسات والإحصائيَّات المختلفة المُقدَّمة خصوصًا من قبل منظمة الصحة العالميَّة WHO والجمعية الأمريكية للسرطان ACS تؤكِّد أنَّ قرابة 90% من من أسباب السرطان بيئيَّة و10% فقط مرتبطة بالوراثة!
إنَّ الأسباب البيئيَّة تعني العوامل والظروف الموجودة في بيئة الإنسان ومحيطه، والتي تؤثِّر عليه سلبًا أو إيجابًا، وبالطبع فهي أسبابٌ قابلةٌ للتعديل ويمكن تجنُّبها.
وعلى رأس قائمة هذه الأسباب البيئيَّة:
• التدخين (Smoking).
• زيادة الوزن (Obesity).
• قلِّة النشاط الجسدي (physical inactivity).
• نوعية الغذاء الفقيرة أو غير الصحيَّة (poor nutrition).
يعتبر التدخين أهم عامل خطورة للإصابة بالسرطان، فهو مسؤول بمفرده عن 32% من الوفيات المرتبطة بالأورام الخبيثة، ويسبِّب 83% من وفيات سرطان الرئة، ناهيك عن الأضرار الكبيرة والأمراض الأخرى التي قد يُسبِّبها. ومن المُقلِق أن نعلم أنَّ معدَّل التدخين في انخفاض مستمر في الدول المُتقدَّمة نتيجة حملات التوعية والتضييق الحكومي عليه، ولكنَّه على عكس ذلك تمامًا في الدول النامية وفي المنطقة العربيَّة، فعدد المُدخنين في زيادة وخاصَّةً بين فئة الشباب.
كذلك فالبدانة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، مثل سرطان المري والثدي والكبد والبنكرياس والكلية. وتلعب نوعية الغذاء أيضًا دورًا هامًا في صحة الجسم وفي الوقاية من مختلف الأمراض ومنها السرطان بالطبع، وبحسب توصيات الجمعية الأمريكيَّة للسرطان (ACS) فالغذاء الصحي المتوازن الذي يحوي كميةً كبيرة من الخضار والفواكه والغني بمختلف أنواع الفيتامينات هو من أفضل الحلول المتاحة للوقاية من الأورام الخبيثة، خاصَّةً تلك التي تُصيب الجهاز الهضمي، وتنصح منظمة الصحَّة العالمية WHO)) البالغين بممارسة الرياضة المعتدلة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل؛ لأنَّ النشاط الجسدي الجيد ونمط الحياة الصحي هو حجر الزاوية في مكافحة السرطان.
إنَّ السرطان هو واحدٌ من أخطر الأمراض وأصعبها علاجًا وأسوأها إنذارًا، والسلاح الأفضل المتوافر بأيدينا حاليًا لمواجهة هذا الداء العضال يكمن في شيئين اثنين:
• الكشف المبكر عن الورم في مراحله الأولى حين يكون علاجه أبسط وأسهل.
• اتِّباع أساليب الوقاية، والتي تتمثَّل في تجنُّب الأسباب البيئيَّة التي ذكرنا أهمَّها آنفًا.
إعداد: د. محمد الأبرص
تدقيق: دانه أبو فرحة
المصدر:
Cancer Facts & Figures 2016 .Atlanta :American Cancer Society; 2016