إن لم تكن مهتمًا بالعناكب، سيُمثّل لك مسرح الأحداث هذا كابوسًا مروعًا.
فقد ظهرت شبكةٌ ضخمةٌ من خيوط العناكب غرب اليونان بمدينة تُدعى (أيتوليكو – (Aitoliko.
وكما ترون في الفيديو بالأسفل، غَطّت خيوط العناكب كل شيءٍ من الأشجار إلى الشُجيرات بالقرب من هذه البحيرة الضحلة على شواطئ المدينة.
كانت تلك العناكب من جنس Tetragnatha))، وهي عناكبٌ معروفة على نطاقٍ واسعٍ أنَّها عناكبٌ مرنة بسبب أجسادها المرنة والطويلة، وهي تعيش في الكثير من المناطق حول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، وتبني شباكها بالقرب من المناطق عالية الرطوبة، وبعضها يُمكنه المشي على الماء.
لكن قبل أن تُجَهّز قاذفات اللهب خاصتك للقضاء على تلك الشباك العنكبوتيّة، عليك أن تعرف أولًا أن هذا شيءٌ طبيعي، ولا يُشكّل أي خطر.
تشرح ماريا كاتازاكي، عالمة الأحياء المِجهريّة: «هذه العناكب لا تُشكل أي خطرٍ على البشر ولا تضرّ الحياة النباتيّة المُحيطة، سوف تتجمّع العناكب ثُم تموت بعدها!
وأشارت كاتازاكي إلى أن هذه ليست المرة الأولى لحدوث هذا، فهي ظاهرةٌ شائعة ويمكن أن تحدث كل عامين تقريبًا.
لكنَّ التساؤل هنا، لماذا يقوم هذا النوع من العناكب بهذه الظاهرة الغريبة؟
وفقًا لكتازاكي، فالحدث عبارةٌ عن مزيجٍ من دقة التوقيت واغتنام الفُرص، عندما يجد الحيوان الغذاء الوفير، ودرجة الحرارة المناسبة، والرطوبة الكافية، تُصبح لديه الظروف المناسبة ليكون قادرًا على التكاثر والإنتاج.
وتوضح كاتازاكي: «نشأت هذه الظاهرة نتيجة التزايد الكبير في عدد أفراد العناكب نتيجةً لتوافر الظروف السابقة، كلُّ شيء على ما يُرام، ومجموعةٌ فقط من العناكب قد استمتعت بالطقس، واستغلّت فرصة توافر الطعام وتزاوجت وضاعفت أعدادها، فمن يُمكنه أن يلومها على ذلك؟
في الحقيقة، يجب على السكان المحليين أن يشكرونها على هذا؛ لأنَّ من الأشياء التي تأكلها العناكب هو البعوض الذي يؤرّقهم.
وأضافت كاتازاكي: «لقد استغلت العناكب هذه الظروف وأقامت هذا النوع من التجمعات، وتكاثرت وأنتجت أجيالًا أُخرى».
من المُحتمل ألا يجد السكان المحليون هذا الواقع مبهجًا إلى حدٍّ ما، لكن على الأقل، إذا كان لديهم أي اهتمام بالاحتفال بالهالويين، أصبحت الزينة جاهزةً الآن!
- ترجمة: محمد غازي
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: زيد أبو الرب