ظهرت شبكة (ستلر) على مسرح العملات الرقمية سنة 2014، منبثقةً عن انشقاق بين صفوف المشرفين على عملة ريبل العابرة للحدود. حازت شبكة البلوكتشين والعملة الجديدتان مكانةً في الاقتصادات النامية، حيث تلعب الحوالات المالية دورًا مهمًا. ومنذ ذلك الحين توسعت قدر المستطاع، وهي تبني الشراكات حول العالم، لكن ما هي تحديدًا؟
ما هي ستلر؟
غالبًا ما يستخدم الناس مصطلح ستلر للإشارة لعدة أشياء، وللدقة فلنفرق بين مصطلحات (ستلر) و(لومينز) و(إكس إل إم). ستلر هي شبكة بلوكتشين لسجل التوزيع، ولومينز هي العملة الرقمية المصنوعة خاصةً لهذه الشبكة، و(إكس إل إم) هو رمز هذه العملة.
غالبًا ما تُستخدَم هذه المصطلحات الثلاثة بالتبادل، لكننا سنحاول اليوم استخدامها بالمعنى الحرفي لها توخيًا للدقة.
مؤسس ستلر رجل من أركنساس يُدعى جيد مكاليب، وهو اسم معروف في مجتمع العملات الرقمية، وقد لفت الأنظار أول مرة سنة 2010 عندما أسس شركة صرافة للبيتكوين تُسمى (إم تي غوكس)، التي سرعان ما أصبحت شركةً رائدة في مجال تحويل البيتكوين، وبحلول عام 2011 باعها مكاليب لملاك جدد، الذين عاصروا ذروة عمل تلك الشركة، لكنها تعرضت لاحقًا للعديد من محاولات الاختراق، ما أدى إلى توقفها عن العمل سنة 2014، وإحباط كل من شعر بالحماس تجاه البيتكوين.
بعد بيع إم تي غوكس، انتقل مكاليب إلى مشروع جديد هو (ريبل). كانت ريبل شبكة بلوكتشين مصممة لعمليات الدفع العابرة للحدود. وركزت على عمليات الدفع بالتحويل -عندما يرسل شخص من دولة ما المال إلى شخص في دولة أخرى، أقل تقدمًا عادةً- مستهدفةً حل المشكلة الرئيسية التي تعانيها هذه العملية: التكلفة الباهظة والزمن الطويل.
سعت ريبل إلى تبسيط العملية بتخفيف العبء على المؤسسات المالية، التي تتفاعل غالبًا مع عدة مؤسسات أخرى لإتمام التعاملات العابرة للحدود. باستخدام شبكة ريبل، أصبح بإمكان البنك أن يحول المال إلى بنك آخر دون إشراك طرف ثالث.
انفصل مكاليب عن ريبل سنة 2014، إذ ركزت رؤيته على خلق طريقة رخيصة سريعة لتحويل المال عبر الحدود إلى الأفراد، لا المؤسسات المالية، ولذلك يجب أن تستهدف الخدمة الدول التي تتصف بالوصول المحدود أو المعدوم إلى البنوك.
بابتكار ستلر، تقنية الدفع مفتوحة المصدر -على عكس نظام ريبل المغلق- نجح مكاليب وشريكه المؤسس جويس كيم، في جعل هذه الرؤية واقعًا.
سمات بلوكتشين ستلر
اللامركزية وقاعدة البيانات المفتوحة
تختلف ستلر كثيرًا عن سلفها ريبل في أنها تستخدم شبكة لا مركزية مفتوحة المصدر. هذا يعني أن ستلر لا تمتلك سلطة مركزية محددة مثل موظفي البنك. بل تعمل عدة نقاط مستقلةً لوضع التعاملات والمصادقة عليها على دفتر حسابات الشبكة. لستلر طريقة فريدة للوصول إلى نتيجة واحدة بين هذه النقاط، تُعرَف باسم الاتفاق البيزنطي الموحد.
هذا يعني أنه بدلًا من انتظار الاتفاق على مصادقة المعاملة، تصل شبكة كاملة من النقاط إلى الاتفاق، بأن تختار نقاط منفردة نقاطًا أخرى تعدها جديرة بالثقة، التي بدورها تختار نقاطًا أخرى يمكن الاعتماد عليها وهكذا، وعند اكتمال النصاب بينها -حقيقةً هي مشاركة عدة نصابات مختلفة يُشار إليها بشرائح النصاب- يُضاف التعامل إلى سجل الشبكة.
زمن التأكيد عالي السرعة
يتوافق النظام الذي وضعته ستلر لعملية التأكيد مع حقيقة أن هذه الشبكة لا تسمح بالتعدين -تتحكم الشركة بالإمداد، مع سياسة زيادة الحجم 1% سنويًا- ما يعني أن التعاملات تتم بسرعات أعلى بكثير مقارنةً بسواها من شبكات بلوكتشين مثل بيتكوين.
تستغرق التعاملات على ستلر 3 إلى 5 ثوان، ويستطيع النظام معالجة الآلاف منها معًا، ما يجعل هذه الشبكة عالية القدرة على التوسع.
التعاملات متعددة العملات
إن إحدى أفضل سمات ستلر هي سلاسة التعامل بين العملات، فإن أراد شخص تحويل المال من دولار إلى يورو، ستجد الشبكة شخصًا آخر يريد التحويل من يورو إلى دولار وتُتِم التعامل.
وفي حال عدم وجود شخص يريد التحويل من يورو إلى دولار، ستجد الشبكة سلسلة من تعاملات التحويل لإتمام المعاملة. مثلًا، يريد شخص دولار مقابل بيتكوين، وشخص آخر يريد تحويل بيتكوين مقابل إيثر، وشخص ثالث إيثر مقابل يورو، والمحصلة النهائية هي تحويل الدولار إلى يورو.
لومينز
لستلر أيضًا العملة الخاصة بها، وتلعب هذه العملة دورًا مركزيًّا في تسهيل التعاملات العابرة للحدود.
إن أراد بيتر في شيكاغو إرسال المال لجاكوب في وارسو، عليه أن يقلق حول كيفية تحويل ماله إلى الزلوتي البولندي.
مستخدمًا ستلر، يستطيع بيتر تحويل دولاراته من حسابه البنكي إلى شبكة المنصة، حيث سيتم تحويلها إلى لومينز، ومن ثم ستبحث ستلر عن أفضل سعر لتحويل لومينز إلى زلوتي، وحين تجده وتعالج العملية، سيودع المال بعملة زلوتي في حساب بيتر البنكي في وارسو. تتم العملية في غضون ثوان، مقابل رسوم تحويل ضئيلة جدًا، هي 0.00001 لومينز أو 0.000001 دولار.
ما عدد المؤسسات التي تستخدم ستلر بلوكتشين؟
شقّت ستلر طريقها إلى التيار الرئيسي بتبني عدة شركات رفيعة المستوى شبكة البلوكتشين الخاصة بها، وأيضًا بالاندماج مع عدة شركات أصغر موزعة حول العالم.
إليكم لائحة بجميع هذه الشركات:
- آي بي إم.
- ديلويت.
- سترايب.
- وانزيانغ بلوكتشين لابز.
- بيت 360.
- فاكتوري.
- ويبرو.
- هيجرو.
- دستربيوتد لاب.
- ميفوز.
- موني.
- أوراديان.
- كوانتوز.
- ريهايف.
- تيليندوس.
- أنغلو أفريكان.
- بوسايدون.
- ساتوشيباي.
- غراميو تيكنولوجيز.
- إن إي سي بايمينتس.
- يينبي.
- بلوكدايمون.
- إم في بي ووركشوب.
- سوايب.
- تيرنيو.
كيفية شراء لومينز (إكس إل إم)
لا يستطيع مواطنو الولايات المتحدة شراء لومينز مقابل الدولار من طريق شركات الصرافة، لكن من السهل التحايل على ذلك، بخطوات بسيطة عبر شركة تحويل مألوفة في الولايات المتحدة مثل (كوينبيس).
أنشئ حسابًا على كوينبيس:
يتطلب إنشاء حساب على كوينبيس القليل من الجهد، فكل ما عليك فعله هو إدخال اسمك وبريدك الإلكتروني وكلمة السر والولاية التي تعيش فيها، وبعد تأكيد بريدك الإلكتروني تصبح جاهزًا. قد تضطر حسب ولايتك إلى إدخال المزيد من المعلومات، مثل وظيفتك وهدفك من استخدام كوينبيس.
شراء العملات:
الخطوة التالية هي شراء العملات باستخدام حسابك، ما يتطلب إدخال بعض المعلومات المالية. يمكنك وضع معلومات عن حسابك المصرفي وبطاقة الائتمان أو الخصم وعنوانك وهويتك. يرتفع سقف خيارات الشراء كلما زودتهم ببيانات أكثر، والحد الأعلى هو 50000 دولار أو 30000 يورو.
اشتر أي عملة أخرى
بعد تجهيز حسابك ومعلوماتك المالية، جد عملة متوفرة للتحويل مقابل الدولار -أو أي عملة أخرى تستخدمها- والأكثر شيوعًا هو خيار البيتكوين أو الإيثر. ابدأ المعاملة بإدخال المبلغ الذي تريد دفعه للتحويل إلى العملة التي اخترتها -بيتكوين مثلًا- وفور الانتهاء ستظهر لك الكمية المقابلة من بيتكوين، أكمِل المعاملة.
استخدم تلك العملة للتحويل إلى لومينز
الأمر الجيد أنه مع أنك لا يمكنك شراء لومينز مقابل الدولار، فيمكن شراؤها مقابل عملات رقمية أخرى. كرر نفس العملية السابقة مع تغيير العملة التي تحولها من دولار إلى بيتكوين، والعملة التي تشتريها من بيتكوين إلى لومينز، وهكذا تحصل على المبلغ باللومينز.
اقرأ أيضًا:
ما هو الولاء للعلامة التجارية؟
ترجمة: كميت خطيب
تدقيق: أكرم محيي الدين