“ما هو برجك؟”… إنها لطريقةٌ جيدة لبدءِ حديثٍ ما.
لكن قبل أن تسأل أو تجيب عن هذا السؤال، خذ هذا بعين الاعتبار: برجك الفلكي يتوافق مع موقع الشّمس بالنسبة لكوكبات النّجوم كما ظهرت قبل أكثر من 2200 سنة!
قد تكون جذور علم التنجيم مرتبطة بعلم الفلك من الناحية العلمية، لكن إيّاكَ أن تخلط بين هذين المجالين.
فبإمكان علم الفلك أن يفسّر مواقع النجوم في السّماء، لكنّ الأمر متروكٌ لك لتحديد ما إذا كان هذا النَّسَق يدلُّ على أيّ شيء.
باختصار، وكما سترى أدناه، فإنّ برجك مختلفٌ عمّا كنت تعتقد بأنّهُ هو، والطّالع المقابل لهذا البرج الخاص بك لا يمكن أن يكون صحيحًا.
كوكبات دائرة الأبراج
مسير الشمس، أو موضع الشمس كما يُنظر إليه من الأرض دائم الدوران، يمر عبر الكوكبات التي شكلت دائرة الأبراج – برج الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو والحوت.
تم تحديد الأبراج أصلاً حسب الكوكبة التي كانت الشمس “فيها” في اليوم الذي وُلِدتَ فيه.
لاحظ علماء الفلك الأوائل أن الشمس تعبر من خلال كوكبات دائرة الأبراج خلال سنةٍ واحدة، مستغرقةً نحو شهرٍ في كلٍّ منها.
وبالتالي، فقد حسبوا أن كل كوكبةٍ تمتدُّ 30 درجة عبر مدار الشمس.
ومع ذلك، ظاهرةٌ تسمى البدارية غيّرت موقع الأبراج التي نراها اليوم – البدارية (بالإنجليزية: Precession)، هي حركة دائرية متغيرة حول محور يسمى محور البدارية.
في الفيزياء، هناك نوعان للبدارية سواء كانت متعلقة أو غير متعلقة بعزم الدوران.
وتلعب بدارية الكواكب دورًا هامًّا في المراقبة الفلكية ، فعلى سبيل المثال، تغيّرُ موقع نجم القطب في السماء هو أحد نتائج بدارية كوكب الأرض، حيث يميل محور دوران الأرض حول نفسها نحو 23 عن مستوي دورانها حول الشمس.
البدارية وعلم التنجيم
تم تحديد اليوم الأول من فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي سابقًا كنقطة الصّفر لدائرة الأبراج.
ويسمّي الفلكيّون ذلك بالاعتدال الربيعي الذي يحدث عند تقاطع مدار الشمس مع خط الاستواء السماوي.
حوالي 600 ق.م.، كانت نقطة الصفر موجودةً في الحمل وسُمِّيَت “النقطة الأولى للحمل”.
شملت كوكبة برج الحمل الـ30 درجة الأولى لمدار الشمس.
وكانت من 30-60 درجة هي كوكبة الثور؛ و من 60-90 درجة هي الجوزاء؛ وهلم جرًّا لجميع الأبراج الاثني عشر من دائرة الأبراج.
لكن ما لم يكن يعرفه المنجمون القدماء، أن الأرض تتمايل باستمرار حول محورها في دورة 25800 عام.
سبب هذا التمايل – الذي يسمى بـالبدارية – هو تأثير قوة الجاذبيّة للقمر على الانتفاخ الاستوائي للأرض.
على مدى الألفيَّتَين ونصف الماضين، تسبب هذا التّمايل في جعل نقطة التقاطع بين خط الاستواء السماوي والمدار الشمسي تتحرك غربًا على طول المدار الشمسي بمقدار 36 درجة، أو ما يقارب واحدًا على عشرة من الطريق حولها.
وهذا يعني أن الأبراج تراجعت واحدًا على عشرة – أو ما يقارب شهرًا كاملاً – من الطريق حول السماء إلى الغرب، نسبةً إلى النجوم التي تقع خارج هذا النطاق.
وعلى سبيل المثال، أولئك الذين ولدوا في الفترة بين 21 مارس و 19 أبريل يعتبرون أنفسهم من أصحاب برج الحمل.
لكن اليوم، لم تعد الشمس ضمن كوكبة الحمل خلال معظم تلك الفترة.
فمن 11 مارس إلى 18 أبريل، تكون الشمس في الواقع في كوكبة الحوت!
برجك الحقيقي
يُدرِج الجدول الآتي المواعيد التي تكون فيها الشمس في الواقع داخل الكوكبات الفلكيّة لدائرة الأبراج، وفقًا لحدود الكوكبات الحديثة و مصحّحةً تبعًا للحركة البدارية (يمكن لهذه التواريخ أن تختلف بمقدار يوم من سنةٍ إلى أخرى).
من المرجح أن تجد أنه بمجرد أن يتم أخذ البدارية بعين الاعتبار، فإنّ برجك سيكون مختلفًا.
وإذا كنت قد ولدت بين 29 نوفمبر و 17 ديسمبر فسيكون لك برجٌ لن تراه في الواقع في الصحيفة: برج الحواء! فمدار الشمس يمر عبر كوكبة الحواء بعد برج العقرب.
والآن لديك حقًّا شيءٌ رائع لبدء تلك المحادثة!
تحقق من برجك “الحقيقي” أدناه وتمعّن النظر بما تبدو السماء عليه يوم عيد ميلادك من خلال الذهاب الى تطبيق Birthday Sky.
- الجدي – 20 يناير – 16 فبراير
- الدلو – 16 فبراير – 11 مارس
- الحوت – 11 مارس – 18 أبريل
- الحمل – 18 أبريل – 13 مايو
- الثور – 13 مايو – 21 يونيو
- الجوزاء – 21 يونيو – 20 يوليو
- السرطان – 20 يوليو – 10 أغسطس
- الأسد – 10 أغسطس – 16 سبتمبر
- العذراء – 16 سبتمبر – 30 أكتوبر
- الميزان – 30 أكتوبر – 23 نوفمبر
- العقرب – 23 نوفمبر – 29 نوفمبر
- الحواء – 29 نوفمبر – 17 ديسمبر
- القوس – 17 ديسمبر – 20 يناير
لن ندخل بجدال هنا حول تأثير موقع الأرض بين الكواكب والنجوم على الحياة اليومية فذلك لا يقل سخافة عن القراءة بالماء والأكف، لكن نكتفي بالقول أن أسس هذا التنجيم و معايير قياسه فارغة وباطلة و هذا يجعل من الهراء ذكره أساسًا.
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر