بشكلٍ عام يتزوج الرجال من نساءٍ أصغرَ منهم سنًّا، كما تفضل النساء الزواج من رجال يكبرونهم في العمر.
يحدث هذا عادةً، لكن هل السبب وراء هذا الاختيار هو الثقافة، أو الوراثة، أو ربّما البيئة المحيطة؟
وهل هنالك فرقٌ عمري مثاليّ بين الرجل والمرأة يفضل الزواج عندَ بلوغه؟
أظهرت أبحاثٌ جديدة أنّه بالنسبة للشعوب السامية في فنلندا في عصر ما قبل الصناعة كانَ على الرجال الزواج من فتياتٍ تصغرهم بخمسة عشر عامًا تقريبًا من أجلِ زيادة فرص البقاء لذريّتهم.
يقولُ عالم البيئة سامولي هيلّي من جامعة توركو في فنلندا: «لقد درسنا كيف أثّرت الفوارق العُمرية بين الوالدين عند الزواج على نجاح الإنجاب لدى الأُسر عندَ الشعوب السامية بالنسبة للرجال الذين يتزوجون مرة واحدة فقط في حياتهم، كما وجدنا أنَّ الزواج من فتاة تصغر الرجل بحوالي 14.6 عامًا سيزيد من فترة نجاح الإنجاب في حياة الرجل، وبعبارةٍ أخرى عدد الأبناء الذين بقوا على قيدِ الحياة حتى سن 18 عامًا».
وقد قام الباحثون بذلك من خلال فحص سجلّات الكنيسة ل 700 حالة زواج من شعوب الأوتسجوكي والإيناري والأينونتيكيو، من القرن السابع عشر حتى القرن التاسع عشر من أجل البقاء بعيدًا عن تأثير الطبّ الحديث على بقاء الطفل.
ومع ذلك فقط 10% من هذه الزيجات بين الرجال والنساء كان فرق العمر بينهما هو فرق السن الأمثل.
وتراوحت هذه الفترة بين الرجال الذين يتزوجون نساءً تكبرهم سنًّا بحوالي 20 عامًا إلى نساء تزوجن رجال يكبرونهم بخمسة وعشرين عامًا، وكان معدّل فرق السن بين الزوج والزوجة ثلاث سنوات تقريبًا.
يمكن أن تكون عادات الزواج أو قد يكون توفر الرَنّة (نوع من الأيائل، كانت الشعوب السامية ترعى الرَنّة) لدعم أسرةٍ جديدة هو السبب الرئيسيّ في أنّ الكثير من الزيجات السامية لم تظهر الفرق الأمثل في السن.
من خلال الزواج من فتيات تصغرهم بـ 15 عامًا، زادَ رجال الشعوب السامية -رجال ما قبل الصناعة- من فرصِ بقاء نسلهم.
في نهاية المطاف العمر الذي تستطيع فيه الفتاة الإنجاب هو العامل الأهم للنجاة بالنسبة لبقاء ذريّتها، فالنساء الشابات جدًا بصورة عامة يحملن أطفالًا أصحّاءَ جدًا.
أما عن الزواج من امرأة أكبر سنًا أو من رجل كبير في السن ثبت أنّه العامل الأكثر ضررًا على نجاح الإنجاب.
كما وأظهرت أبحاثٌ أخرى في السويد: أنّ التطابق المثالي في الأعمار بين الرجال والنساء للزواج هو أن تكون المرأة أصغر بست سنوات من الرجل.
لكنّ القيود الثقافية على الزواج قد تغيّرت.
يقول هيللي «كانت الثروة هي العامل الأهم في الزواج عند الساميين، تقريبًا لم يلعب الحب أي دورٍ في ذلك»
- ترجمة: بشار الجميلي.
- تدقيق: لؤي حاج يوسف.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر