التقط تلسكوب هابل الفضائي صورًا جديدة لكوازار (نجم زائف) تغذيه طاقة ثقب أسود، وكشفت هذه الصورعن هياكل غريبة ونفاثات عملاقة من الطاقة بدأ العلماء للتو بتفسيرها.
لا يزال تلسكوب هابل الفضائي يكشف عن أشياء جديدة عن الكون، بعد نحو 35 عامًا من إطلاقه.
في سلسلة من الصور الصادرة حديثًا، استخدم العلماء هابل لاستكشاف كوازار يبعد 2.5 مليار سنة ضوئية.
أشار الفريق في بيان لوكالة ناسا أن النتائج تعمق فهمنا لكيفية تطور هذه الأجسام الغامضة، وتكشف أيضًا عن أشياء غريبة في محيط الكوازار لا يستطيع الباحثون تفسيرها كليًا.
قال بن رين، عالم الفلك في مرصد كوت دازور وجامعة كوت دازور في نيس بفرنسا، في البيان: «لقد حصلنا على بعض الكتل بأحجام مختلفة، وبنية خيطية غامضة على شكل حرف L، وتقع على بعد 16000 سنة ضوئية من الثقب الأسود في مركز الكوازار».
الكوازار هو اختصار لـ: مصدر راديو شبه نجمي، أجسام ساطعة تشبه النجوم تنبعث منها موجات راديوية وتستمد طاقتها من تغذية الثقوب السوداء الهائلة.
تعرفنا على أول كوازار في الخمسينيات من القرن الماضي، لكن العديد من صفاته لا تزال غامضة بسبب سطوعه، مثلًا لا يعرف الباحثون الكثير عن البيئات المحيطة به عادةً بسبب سطوعه. مع ذلك، حجبت أداة التصوير الطيفي لتلسكوب هابل الفضائي (STIS) بعض هذا الضوء الزائد، على غرار الطريقة التي يحجب بها القمر الشمس في أثناء كسوف الشمس الكلي.
وجه الباحثون STIS نحو كوازار معروف اسمه 3C 273 السماوي وهو أول كوازار عُرِف رسميًا في عام 1963، وهو ساطع جدًا وينبعث منه ضوء أكثر بآلاف المرات من المجرات المتوسطة. يفترض العلماء أن هذا يرجع إلى أن 3C 273 محاط بحطام مجري ويستمد طاقته من ثقب أسود ضخم يلتهم بقايا المجرات الأصغر بجواره.
حجب جهاز هابل ما يكفي من الضوء لفحص تدفق المواد الذي يبلغ طوله 300 ألف سنة ضوئية، الذي يخرج من 3C273.
قارن الباحثون الصور ببيانات هابل الملتقطة قبل 22 عامًا، ووجدوا أن نفاثات الكوازار تتحرك أسرع كلما ابتعدت عن موقع الثقب الأسود المفترض.
يشير هذا إلى أن الثقب الأسود يساعد في زيادة سطوع الكوازار في أثناء التهامه لبقايا المجرات الصغيرة التابعة له.
أضاف الفريق أن النقاط والهياكل على شكل حرف L التي لوحظت في الصور الجديدة قد تكون بقايا تلك المجرات، ولكن نحتاج إلى مزيد من الدراسة لتحديدها.
قال رين: «لقد سد هابل الفجوة بين قياس التداخل الراديوي على نطاق صغير وملاحظات التصوير الضوئي على نطاق واسع، وبذلك يمكن اتخاذ خطوة رصدية لفهم أكثر اكتمالًا لتشكل مضيف الكوازار».
في السنوات القادمة، يخطط العلماء لاستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لتعميق فهمهم لهذا الكوازار الفريد بالنظر في طيف الأشعة تحت الحمراء الخاص به.
اقرأ أيضًا:
تلسكوب جيمس ويب الفضائي يؤكد “مقتل” مجرة بعيدة بواسطة ثقب أسود!
اكتشاف ثقب أسود يدور حول ثقب أسود آخر في مجرة تبعد عن الأرض 800 مليون سنة ضوئية
ترجمة: لور عماد خليل
تدقيق: ميرڤت الضاهر
مراجعة: باسل حميدي