استطاع علماء آثار يعملون في جنوب مصر، في مدينة إدفو تحديدًا، أن يكشفوا عن منطقة أثرية نادرة، وتلى ذلك كشفهم عن بقايا هرم مدفون تحت الرمال عمره يقارب 4600 سنة، ممّا يجعله واحدًا من أقدم الأهرامات المعروفة حتى الآن، بل أقدم حتى من هرم خوفو الأكبر في الجيزة.
يبلغ طول هذا الهرم حوالي 16 قدم حاليًّا. إلا أن الباحثين يتوقعون أن ارتفاعه كان يصل حتى 40 قدم قبل أن تكسر قامته عوامل التعرية والجو.
وبالرغم من الظروف السيئة للهرم المتبقّي، إلا أنه يكشف عن خصائص فريدة. فقد اكتشف الباحثون فيه أماكن مخصصة لتقديم القرابين، ووجدوا زخارف منقوشة على الحائط الخارجي للهرم. الزخارف وجدت بالقرب من أضرحة أطفال تم دفنهم في أسفل الهرم. ومن المعروف أن اللغة الهيروغريفية (الأبجدية التي استخدمت للنقش عند الفراعنة) ظهرت في مراحل لاحقة بعد مرحلة بناء الأهرامات (في وقت متأخر) مما يشير إلى أن هذه الأضرحة الموجودة أسفل هذا الهرم المدفون لم تكن هي الهدف الأساسي من تشييده.
ومهما كان هدف تشييد هذا الهرم، فالعلماء يعتقدون أنه لم يطل استخدامه كثيرًا. فأغلب الظن أن هذه المنطقة قد هُجِرت بعد خمسين عامًا من بنائه عقب امتداد نفوذ “خوفو” الذي كان يسعى دائما لجذب القوى للجيزة لتشييد هرمه الأكبر في المنطقة.
ومما تجدر الإشارة له أن العلماء كانوا يعلمون بوجود هذا الهرم في هذه المنطقة لكن عمليات الحفر والتنقيب لم تبدأ حتى عام 2010. وكانت الإشارة الأولى لوجود هذا الهرم هنا في عام 1894 من قبل عالم الآثار المصرية جورجيس لينغرين Georges Lengrain.
يذكر العلماء أنهم يسعون الآن لدراسة الأهمية التاريخية لمنطقة “تل إدفو” ويعدون بنشر النتائج قريبا.