عن طريقِ تحليل دم طوّره باحثون من جامعة ديوك، يُمكن تحديد مسبب مرض الجهاز التنفسي – إذا كان فيروس أو بكتيريا – بدقة تصل إلى تسعون بالمئة. التحليل يعتمد على نمط تعبير جينات محددة في الجهاز المناعي للمريض تختلف في حالة الاستجابة لفيروس. نُشِر البحث في دورية Science Translational Medicine.
يُعَد تحليل الدم هذا طريقة جديدة محتملة لتشخيص الأمراض في الجهاز التنفسي و قريبة إلى الاستخدام السريري، حيث يمكن أن تساعد المرضى في الحصول على تشخيص و بالتالي علاج أفضل دون استخدام غير ضروري للمضادات الحيوية التي لا تعمل على الفيروسات. في حالات الأوبئة، فإنه من المهم للغاية تشخيص مسبب المرض بشكل أكثر دقة و أسرع من وسائل التشخيص التقليدية. الاختبارات الحالية تتطلب معرفة مسببات المرض لتأكيد الإصابة بسلالة معينة. لكن هذا الاختبار يمكن استخدامه على الفور عند ظهور مرض جديد و غير معروف.
اعتمد الفريق على أبحاث سابقة أجروها للوصول لهذا التحليل، حيث حددوا حوالي 30 جينًا مسؤول عن الاستجابة المناعية للعدوى الفيروسية في المتطوعين الذين وافقوا على أن يُصابوا بسلسلة من فيروسات الجهاز التنفسي العلوي. في الدراسة الحالية لاختبار الدم، استُخدِم نمط تجريبي مُشابه للوضع في “العالم الحقيقي”؛ حيث شملت الدراسة 102 شخص وصلوا إلى قسم الطوارئ في المستشفى يشكون من حمى.
28 من هؤلاء كان لديهم عدوى فيروسية، و 39 عدوى بكتيرية، و 35 من الاصحاء. باستخدام الاختبار كانوا قادرين على تصنيف أكثر من 90% من المرضى بوجود عدوى فيروسية بدقة. الاختبار نجح في التعرف الإيجابي الحقيقي للعدوى فيروسية في 89% من الحالات، و تحديد 94% من الحالات الغير مصابة بعدوى فيروسية.
من المقرر إجراء دراسات أكبر لتقليص الوقت الذي يستغرقه الاختبار للحصول على نتائج. يستغرق الاختبار حاليا 12 ساعة، يحلل فيها بيانات نحو 30 جين، و يعتقد الباحثون أنّ كلا من الوقت و عدد الجينات يمكن تقليصهم.
