يزدحم نظامنا الشمسي بملايين الأجرام المتحركة فيه، من كواكب وأقمار ومذنبات وكويكبات. نكتشف كل عام المزيد من الأجرام، وتكون عادًة إما كويكبات صغيرة، أو مذنبات سريعة تتخذ من نظامنا الشمسي ملجأً لها، ويبدو أن هناك كوكبًا عملاقًا خفيًا يتوارى في باحتنا الخلفية.

اكتشف علماء الفلك الكواكب الثمانية الرئيسية بحلول عام 1864، ومازالوا يبحثون عن المزيد، وخلال الأعوام المئة الماضية وجدوا أجرامًا بعيدةً أصغر أطلقوا عليها الكواكب القزمة، وهو سبب إعادة تصنيف بلوتو على أنه كوكب قزم ولم يعد بعد الآن الكوكب التاسع في مجموعتنا الشمسية.

أعطى اكتشاف بعض هذه الكواكب القزمة علماء الفلك سببًا للاعتقاد بوجود جرم قد يكون متواريًا في أطراف نظامنا الشمسي. لكن كيف ذلك؟ هذا ما سنكتشفه لاحقًا.

هل يمكن أن يكون هناك كوكب تاسع؟

يقضي علماء الفلك مئات الساعات لتحديد موقع الكوكب التاسع والمعروف بإسم الكوكب إكس. ويوجد سبب وجيه لبحثهم لأن نظامنا الشمسي كما نعرفه لن يستقيم من دونه، لكن لِمَ ذلك؟

لأن كل جرم في نظامنا الشمسي يدور حول الشمس، بعضهم يتحرك بسرعة، والبعض الآخر ببطء، لكن كلهم يتحركون وفقًا لقوانين الجاذبية. كل ما له كتلة يملك جاذبية، ويشملنا ذلك نحن البشر أيضًا، وكلما كان الجسم ثقيلًا زادت قوة جذبه للأشياء. لذلك نجد أن الكواكب تملك جاذبية هائلة لدرجة أنها تؤثر في كيفية تحرك الأجرام الأخرى حولها، وعليه فجاذبية الأرض هي ما تبقي كل شيء على سطحها.

تملك شمسنا أكبر قوة جذب لأي جسم في النظام الشمسي، تلك القوة هي السبب الأساسي وراء دوران الكواكب حولها. لذا حصل علماء الفلك على أكبر دليل لوجود الكوكب التاسع المحتمل من خلال فهمهم لقوى الجاذبية.

سلوكيات غير متوقعة:

بالنظر إلى الأجرام النائية الأبعد من بلوتو مثل الكواكب القزمة، نجد أن مداراتها غير متوقعة بعض الشيء، فهي تتحرك في مدارات بيضاوية كبيرة جدًا، وتتجمع سويًا، وتتخذ مدارًا مائلًا مقارنة ببقية النظام الشمسي. وجد علماء الفلك أنه لابد من وجود كوكب له كتلة مقدارها عشرة أضعاف كتلة الأرض على الأقل للتسبب في ذلك، وهذا بواسطة استخدامهم الكمبيوتر لمعرفة الجاذبية اللازمة لهذه الأجرام للتحرك بهذا الشكل. لكن أين يوجد هذا الكوكب التاسع؟

تُعد محاولة تأكيد هذه الفرضية وصحة نماذج الكومبيوتر مشكلة في حد ذاتها، والطريقة الوحيدة لفعلها هي العثور على الكوكب التاسع. الأمر ليس بهذه البساطة، فكلنا يعلم أن القول أسهل من الفعل.

البحث مستمر:

يتسابق علماء الفلك من جميع أنحاء العالم -منذ سنوات عديدة- للبحث عن أدلة مرئية لوجود الكوكب التاسع، ويعتقدون -استنادًا إلى نماذج الكومبيوتر- أن الكوكب التاسع يبعد عن الشمس مسافة أكبر بعشرين مرة على الأقل من كوكب نبتون، ويحاولون رصده بالبحث عن انعكاس ضوء الشمس عن سطحه، تمامًا كما يضيء القمر بانعكاس ضوء الشمس عنه في الليل.

نظرًا لأن الكوكب التاسع يقبع بعيدًا جدًا عن الشمس، فإنهم يتوقعون أن يكون خافتًا جدًا ويصعب اكتشافه حتى بوجود أفضل التلسكوبات على الأرض. كذلك لا يمكن البحث عنه في أي وقت من السنة، إذ يجب أن تكون الظروف الليلية مواتية وفي وقتها تمامًا، ليلة بدون قمر، ومكان المراقبة التلسكوبية يواجه الجزء الأيمن من السماء.

بعد كل هذه التحديات، علينا ألا نفقد الأمل، فخلال العقد القادم سَتُبنَى تلسكوبات حديثة قادرة على دراسة أماكن جديدة في السماء، وقد تمنحنا الفرصة لإثبات وجود الكوكب التاسع أو نفي ذلك، فقط علينا الانتظار ونرى ماذا يخبئ لنا المستقبل القريب.

اقرأ أيضًا:

ما زلنا لا نستطيع إيجاد الكوكب التاسع!

الكوكب التاسع: ما هو؟ هل هو موجود حقًا؟

ترجمة: عمرو أحمد

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر