علماء أوروبيون يعلنون عن اكتشاف جديد في مجال التوصيل الفائق
يمكن استخدام هذه المادة الجديدة يوروتايبس(Eurotapes) لتصنيع توربينات رياح بوزن أخف وقوة أكبر.
ويتوقع زافيير اربرادورس أن هذا الاكتشاف سيسمح يومًا ما بتصنيع توربينات رياح بقوة مضاعفة عن تلك الموجودة في يومنا الحالي.
في يوم الثلاثاء الماضي، أعلن العلماء الأوروبيون أنهم قد توصلوا إلى تطوير سلك توصيل فائق بسعر أرخص وفعالية أكبر وقد يستطيعون استخدامه في مضاعفة قوة توربينات الرياح.
ويصرح مدير المشروع في منشأة علم المواد في برشلونة، زافيير ابرادورس، أن يوروتايبس هو مشروع أوروبي جديد يهدف للبحث في التوصيل الفائق_أي قدرة المواد على توصيل الكهرباء بدون أية مقاومة أو هدر للطاقة.
وقد أنتج مشروع يوروتايبس 600 مترًا (1968 قدم) من هذا السلك.
أخبر زافيير وكالة أنباء أ ف ب (AFP) أنه بإمكان هذه المادة المصنوعة من أكسيد النحاس (copper oxide) توصيل الكهرباء أكثر بمئة مرة من النحاس.
وباستطاعة هذا السلك الجديد أن يوصل الكهرباء بشكل أكبر وأن يولد حقول مغناطيسية أقوى من تلك الموجودة اليوم.
كما أضاف أنه يمكن استخدام هذه المادة لتصنيع توربينات للرياح تتمتع بقوة أكبر ووزن أخفّ.
وتوقع أنه من الممكن أن نصنّع توبينات للرياح بقوة مضاعفة عن تلك الموجودة في يومنا الحالي.
وتطمح المنشأة أن يستطيع هذا المشروع التسبب بثورة في مجال الطاقة المتجددة.
يوروتايبس مشروع يمتد على لمدة أربع سنوات ويضمّ قادة العالم في مجال التوصيل الفائق من تسع دول أوروبية: النمسا، بلجيكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، رومانيا، سلوفاكيا، وإسبانيا.
ويغطّي الاتحاد الأوروبي ميزانية هذا المشروع بمبلغ قدره 20 مليون يورو (21 مليون دولار).
عندما يعبر تيار كهربائي موصل للكهرباء كالنحاس والفضة، يهدر قسم من الطاقة على هيئة حرارة؛ وتزيد خسارة الطاقة كلما زادت المسافة التي يعبرها التيار الكهربائي.
اكتشف التوصيل الفائق لأول مرة عام 1911 في مادة الزئبق.
ويتميز الموصل الفائق بقيمة مقاومة كهرباء معادلة للصفر إذا تم تبريده إلى درجة حرارة تقارب صفر كلفن (0 0K أو -273 0C أو -459 0F).
يولد التوصيل الفائق حقل مغناطيسي شديد القوّة؛ وتجد هذه الظاهرة عدة تطبيقات مهمة مثل استعمالها في التصوير بالرنين المغناطيسي.
للحصول على أسلاك كهربائية بميزة التوصيل الفائق الذي لا يهدر الطاقة، يتمّ وضع الأسلاك في أنابيب ليتمّ تبريدها باستخدام النيتروجين السائل.
ولكن تعقيد هذه التقنية وارتفاع كلفتها يحول دون انتشارها التجاري وانحسارها في بعض المجالات المتخصّصة فقط.
فهناك بعض شركات الطاقة التي تدير عددًا المشاريع في هذا المجال.
ولكن عملها ينحصر بالمشاريع الصغيرة أو المشاريع الإختباريّة فقط.
ونهدف اليوم أن نجد موادًّا يمكن استخدامها كموصل فائق للكهرباء في درجة حرارة معادلة لدرجة حرارة الغرفة، كي نستطيع توصيل الكهرباء لمسافات كبيرة بدون أي هدر للطاقة.
الترجمة: منال جابر
التدقيق: أسامة القزقي