يبدأ سرطان البنكرياس بصورة نمو للخلايا في البنكرياس، ويُعد رابع سرطان مسبب للوفيات في الولايات المتحدة. يناقش هذا المقال الخيارات العلاجية المتاحة وفوائدها وآثارها الجانبية.
لمحة عامة عن علاج سرطان البنكرياس:
الهدف من علاج سرطان البنكرياس عادةً هو اجتثاث السرطان إن أمكن، أو كبح تمدد السرطان وإبطاء تطوره وإن كان العلاج غير مجدٍ، وذلك لتخفيف آثاره وتحسين جودة الحياة وإطالة العمر.
تعددت طرق علاج سرطان البنكرياس، فمنها الاستئصال الجراحي، والتخريب الحراري، والعلاج الكيماوي، والعلاج الشعاعي، وعلاجات حديثة مثل العلاج المناعي.
تعتمد الخطة العلاجية للمريض على عوامل مختلفة، تتضمن مرحلة السرطان، والصحة العامة للمريض، مع الأخذ بالحسبان رأي المريض وفريق الرعاية الصحية.
الجراحة:
كثيرًا ما يستخدم الأطباء الجراحة لعلاج سرطان البنكرياس، خاصةً الأورام التي لم تنتشر خارج البنكرياس. أكثر الأنماط الجراحية شيوعًا لعلاج سرطان البنكرياس هو استئصال البنكرياس العفجي (إجراء ويبل).
تنطوي عملية ويبل على استئصال رأس البنكرياس، وجزء من الأمعاء الدقيقة، وجزء من القناة الصفراوية والمرارة. قد يستأصل الجراحون جسم البنكرياس وذيله في حالات معينة.
محاسن العلاج الجراحي ومساوئه:
قد يؤدي العلاج الجراحي إلى إزالة الورم بالكامل، ما يحسّن فرص الشفاء. إن لم تنجح الجراحة في علاج السرطان، فإنها قد تساعد على إطالة مدة بقاء المريض على قيد الحياة وتحسين جودة الحياة.
لكن قد يكون للجراحة مساوئ، إذ قد تسبب الجراحة نزيفًا كبيرًا ما يتطلب نقل الدم. وقد تزيد الجراحة خطر حدوث إنتان، خاصةً إذا كان المريض يعاني حالات صحية أخرى تُضعف جهازه المناعي.
إضافةً إلى ما سبق، قد يستغرق الشفاء من جراحة البنكرياس وقتًا طويلًا، وقد يحتاج المريض إلى عدة أسابيع أو حتى أشهر ليستعيد عافيته بالكامل.
التخريب الحراري:
يشمل استخدام الحرارة أو التبريد لتدمير الخلايا السرطانية، وقد يستخدم الأطباء التخريب الحراري علاجًا منفردًا لأورام البنكرياس الصغيرة، أو علاجًا إضافيًا إلى جانب الجراحة أو العلاجات الأخرى لأورام أكبر حجمًا.
محاسن التخريب الحراري ومساوئه:
يمكن إجراء التخريب الحراري عبر شق صغير، ما قد يؤدي إلى شفاء أسرع وألم أقل مقارنةً بالعلاج الجراحي. وترتكز آلية التخريب الحراري على استهداف الخلايا السرطانية مباشرةً، ما يحافظ على الأنسجة السليمة ويقلل خطر مضاعفات العلاج. يمكن تكرار التخريب الحراري إن لزم الأمر لعلاج الأورام الجديدة أو الناكسة.
للتخريب الحراري خطورة تكمن في تلف الأعضاء المجاورة، مثل الكبد أو الأمعاء، ويوجد خطر حدوث إنتان في موقع التخريب في أثناء إجراء العلاج. وأحيانًا قد لا تُدمّر كل خلايا السرطان، ما يستلزم الحاجة إلى علاجات إضافية.
العلاج الكيماوي:
يتضمن العلاج الكيماوي لسرطان البنكرياس استخدام أدوية لقتل الخلايا السرطانية، قد تكون هذه الأدوية فموية أو وريدية. قد تختلف الأدوية المستخدمة والمدة تبعًا لحالة الشخص، وقد يكون العلاج الكيماوي علاجًا منفردًا لسرطان البنكرياس أو يُرفق مع علاجات أخرى مثل العلاج الجراحي أو الشعاعي.
الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:
- الغثيان والإقياء.
- التعب.
- تساقط الشعر.
- زيادة خطر حدوث إنتان.
- انخفاض تعداد خلايا الدم.
العلاج الشعاعي:
يعتمد العلاج الشعاعي على استخدام حزم شعاعية عالية الطاقة للقضاء على الخلايا السرطانية. ويكون ذلك إما بواسطة مصدر شعاعي خارجي -العلاج الشعاعي الخارجي- وإما داخل الجسم -المعالجة الشعاعية من قرب.
ويختلف نوع العلاج الشعاعي والجرعة العلاجية ومدة العلاج حسب الحالة الصحية للشخص. وقد يُستخدم العلاج الشعاعي منفردًا لسرطان البنكرياس، أو يستخدم بالتزامن مع علاجات أخرى مثل الجراحة أو العلاج الكيماوي.
الآثار الجانبية للعلاج الشعاعي:
- التعب.
- الغثيان والإقياء.
- الإسهال.
- تهيج الجلد.
- زيادة خطر حدوث إنتان.
علاجات جديدة لسرطان البنكرياس:
العلاج المناعي:
ينطوي على استخدام الأدوية لتحفيز جهاز المناعة في الجسم للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. أظهر العلاج المناعي نتائج واعدة في علاج بعض أنواع سرطان البنكرياس، خاصةً التي تحمل طفرات جينية معينة.
العلاج الموجه:
يشمل استخدام أدوية تستهدف بروتينات محددة أو بنى جزيئية أخرى في الخلايا السرطانية التي تحافظ على نموها واستمراريتها. يستطيع العلاج الموجه علاج بعض أنواع سرطان البنكرياس وقد يسبب آثارًا جانبية بصورة أقل من العلاج الكيماوي التقليدي.
التجارب السريرية:
هي دراسات بحثية تختبر علاجات جديدة أو مجموعات من العلاجات لسرطان البنكرياس. يشارك فيها المرضى بهدف توفير فرصة للوصول إلى العلاجات الحديثة قبل توفرها عمومًا.
كل هذه العلاجات الحديثة ما تزال قيد الدراسة وقد لا تكون مناسبة لجميع المرضى. يجب على المصاب بسرطان البنكرياس مناقشة محاسن هذه العلاجات ومساوئها مع فريق الرعاية الصحية للتحقق من أنها الخيار الأمثل.
آفاق علاجات سرطان البنكرياس:
تتفاوت التوقعات لسرطان البنكرياس اعتمادًا على مرحلة السرطان، والصحة العامة للمريض، ونوع العلاج المستخدم.
عندما تكون الجراحة خيارًا ممكنًا، توفر أفضل فرصة للشفاء لدى المرضى الذين يعانون سرطان البنكرياس محدود الانتشار. لكن حتى مع الجراحة، فإن معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات لسرطان البنكرياس منخفض نسبيًا، ويتراوح بين 3-42%، حسب المرحلة التي يُشخص السرطان فيها.
من الضروري أن ندرك أن تجربة كل شخص مع سرطان البنكرياس وعلاجاته فريدة، وقد يُحقق بعض المرضى نتائج أفضل من الآخرين. يجب على المصابين التعاون مع فريق الرعاية الصحية لتحديد أفضل خطة علاجية تناسب حالتهم ومناقشة تشخيصهم وتطلعاتهم المستقبلية.
اقرأ أيضًا:
ما يجب أن تعرفه عن سرطان البنكرياس
باحثون يسخرون جهاز المناعة لمحاربة سرطان البنكرياس
ترجمة: حسن السعيد
تدقيق: محمد حسان عجك