ربما يكون هذا الاكتشاف هو الذي ينتظره مرضى فيروس نقص المناعة البشري- عبارة عن عقار غير سام سيُخرج الفيروس من الاماكن المختبيء فيها في أنحاء الجسم. لكن ما هو؟ إنه عقار مكافحة الكحول المشهور المعروف باسم Antabuse.
هذا العقار يُطلق عليه أيضًا disulfiram، كان يُعطى لمدمني الكحول لعقود، يجبرهم على تقيؤ المشروب – وهو عبارة عن مثبط قوي.
لكن الآن من خلال تجربة سريرية صغيرة اقترحت أن هذا العقار من الممكن أن يطرد هذه الفيروسات من أماكن اختبائها في الأشخاص المصابين.
إذا دعّمت التجارب الأكبر هذا الاكتشاف، فإن العقار سيكون خطوة حيوية في إيجاد الشفاء من مرض فيروس نقص المناعة البشرية. في هذه الأيام عقاقير مضادات الفيروسات قوية كفاية للقضاء على الفيروس في الدم، لكن الفيروس من الممكن أن يختبيء بحالة سكون في أماكن أخرى في الجسم، ثم يعاود الظهور إذا توقف الشخص عن أخذ العلاجات.
بالنتيجة فإن مرضى فيروس نقص المناعة البشرية عليهم الاستمرار بأخذ العلاجات طوال حياتهم.
هذه الاستراتيجية بطريقة ما ستوقظ الفيروسات النائمة، وتطردهم من الأماكن التي يختبئون بها ليسهل علينا القضاء على الفيروس دفعة واحدة, بما يُعرف باستراتيجية “اطرد و اقتل،” العقاقير مطلوبة لحث الفيروس للعودة للحياة.
النشاط الفيروسي
حتى الآن، فإن أبرز العقاقير المُرّشحة هي صنف يدعى مثبطات إنزيم histone deacetylase، لكن هذه العقاقير لديها أعراض جانبية سامة عديدة تُصّعب من اعتمادها في العلاج.
Disulfiram بالمقارنة معها من الممكن أن يتم إعطائه لفترات طويلة بدون تأثيرات ضارة- طالما يتجنب المصاب شرب الكحول.
Disulfiram آمن جدًا ومن الممكن إعطائه بسهولة لأسابيع أو أشهر، قالت ذلك Sharon Lewin من جامعة ميلبورن في استراليا‘ حيث فريقها اختبر العقار على 30 مصاب بمرض HIV لمدة تجاوزت الثلاث سنوات.
اكتشفوا خلالها زيادة في تعبير جين HIV في كل مجموعات الدراسة، علّق الباحثون على ذلك بأنها علامة على استيقاظ الفيروس، لكنهم على الرغم من ذلك غير متأكدين حتى الآن فيما إذا كانت الخلايا النائمة هي المسؤولة.
اطرد ثم اقتل
Disulfiram وحده لن يكون خدعة ناجحة لكنها طريقة واعدة اذا تم إشراكها مع عقاقير أخرى.
بهذه الاستراتيجية سنكون بحاجة لعقار آخر لقتل الفيروسات المستيقظة, إما بصورة كاملة ستقود للشفاء او تقلل عدد الفيروسات للحد الذي سيُمّكن الجهاز المناعي من السيطرة عليه بدون الحاجة إلى عقاقير مضادات الفيروسات، إن إيصال الفيروسات الى مرحلة منخفضة بحد ذاتها سيكون إنجازًا كبيرًا، حسب قول Lewin.
يعمل الفريق الآن من أجل الحصول على عقار ثاني مناسب لأن مضادات الفيروسات الحالية لا تقتل الخلايا المصابة، هي فقط تمنع الفيروس من إصابة خلايا جديدة.
كما قالت Lewin أنها تأمل أن disulfiram مع عقار آخر من الممكن أن يُعطى للمريض لفترة محدودة، بعدها يتماثل المريض للشفاء ويستغني عن العلاج.
على الرغم من أن الطرق الأخرى كانت تبدو قادرة على الشفاء منHIV من قبل، لكنها انتهت بخيبة الأمل لأن الفيروسات عادت مرة أخرى بعد أن أصبحت غير قابلة للكشف.