عقار تجريبي قد يتمكّن من علاج سرطان الجلد وسرطانات أخرى
يُشير البحث إلى أنَّ هذا العقار قد يكون فعَّالًا مع سرطان الجلد الذي يُقاوم العلاجات.
فقد اكتشف الباحثان معاذ بن عمر «على يسار الصورة» وطارق عباس الحاصل على الدكتوراه في جامعة فيرجينيا، كيفية عمل عقار (بيـفونيدستات- pevonedistat) مشيرَين إلى أنَّ هذا الاكتشاف قد يكون فعَّالًا ضد العديد من أنواع السرطانات.
يعمل عقار السرطان التجريبي بشكل مختلف عن المعتاد، ويُظهر مؤشرات كبيرة من شأنها أن تُساهم في منع سرطان الجلد وغيره من أنواع السرطانات الأخرى حسبما أشار البحث الصادر عن مدرسة الطب في جامعة فيرجينيا.
وأظهرت النتائج أيضًا أنَّ العقار قد يكون فعَّالًا ضد أورام الجلد التي تُقاوم مختلف أنواع العلاجات.
ويجري اختبار عقار بيـفونيدستات حاليًا على البشر، فلم يكن العلماء واثقين من كيفية قضاء هذا العقار على الخلايا السرطانيَّة؛ لأنَّه قضى على المئات إن لم يكن الآلاف من البروتينات الخلويَّة.
وصرَّح الباحثون من جامعة فيرجينيا برئاسة الدكتور طارق عباس الحاصل على الدكتوراه من قسم علاج الأورام بالإشعاع ومركز السرطان من جامعة فيرجينيا، أنَّ العقار يؤثر في نوع من البروتينات التي تعتمد عليها أورام الجلد وغيرها من السرطانات التي تُستنسخ بشكل سريع جدًا مُخلِفةً أثرًا مُميتًا. وبالتالي فإنَّ منع هذا المركَّب الأساسي سيُمكِّن الأطباء من الحد من سرطان الجلد وغيره من أنواع السرطانات.
وقال الدكتور طارق: «ينقسم البروتين بطريقة غير مُنضبطة، وتلك الخلايا التي تنقسم بشكل سريع ومتكرر تقع تحت تأثير الضغط الكبير للتكرار، وبالتالي فإنَّ هذه الخلايا السرطانيَّة ستكون بحاجة لإيجاد وسيلة للتعامل مع هذا الأمر».
وأضاف: «نعتقد أنَّ هذا الأمر هو ما يجعل الخلايا السرطانيَّة تتعامل مع عدد من الاستنساخات التي يجب أن تمرَّ بها».
مكافحة سرطان الجلد
يُنتج الجين بروتين «CDT2» الخطير الذي يعترضه البيـفونيدستات، وهو مهم لبقاء خلايا السرطان الخبيثة على قيد الحياة.
فبدونه تتوقَّف الخلايا عن الاستنساخ وتبدأ بالتفكُّك. وحسبما صرح به الدكتور عباس: «بات لدينا الآن فهمٌ واضح لآليَّة عمل العقار» وقال مضيفًا: «نعتقد أنَّ العقار يُبدي مفعولًا بسبب وجوده في ذات المجرى مع بروتين «CDT2» وليس فقط بسبب مجرى طريقه المنشود».
تنتج خلايا الجلد السرطانيَّة عددًا هائلًا من البروتينات، والمرضى الذين يعانون من مستويات مرتفعة منه فرصهم أقل بالنجاة. فقد قال الدكتور عباس: «هناك العديد من الأورام التي تعتمد على هذا الجين وليس سرطان الجلد فقط، مما يجعلهم على استعداد للتأثُّر بهذا العقار.
وفي الحقيقة، لقد أشرنا إلى أنَّ خلايا سرطان الجلد التي تحمل مستويات أعلى من بروتين «CDT2» أكثر عُرضة للتأثُّر بهذا العقار».
وأشار أيضًا إلى أنَّ المستويات المرتفعة من بروتين «CDT2» موجودة في العديد من الأورام الأخرى، ومن ضمنها أورام الدماغ والثدي وأورام الكبد. وقد يصبح العلماء قادرين ذات يوم على استخدام هذا المستوى من البروتين كوسيلة للتنبؤ بالمرض.
لدينا أمل كبير
وما تزال سلامة العقار وفعاليته على البشر قيد التجربة. وليس متوفرًا كعلاج حتى الآن.
وكان الدكتور عباس الذي لم يكن مشاركًا في اختبارات العقار متفائلًا جدًا استنادًا إلى استنتاجاته. فقد قال: «لدينا أمل كبير بأنَّ هذا العقار سيكون ذا تأثير كبير على سرطان الجلد بشكل عام. وفي الواقع، فالعقار فعَّال على جميع أنواع سرطان الجلد، بما فيها تلك التي تفتقر إلى الفعاليَّة العلاجيَّة».
وأضاف قائلًا: «لقد أشرنا في الواقع إلى فعاليَّة هذا العقار على أنواع سرطان الجلد التي تُقاوم العلاج والتي تُشكِّل تحديًا أساسيًا في علاج سرطان الجلد. وإذا ما اُعتُمِد من إدارة الغذاء والدواء «FDA» فإنَّه من المحتمل أن يغدو هذا العقار علاجًا بديلًا ناجحًا في حال لم يستجب المرضى للعلاج الأولي».
ترجمة: شذى الطيار
تدقيق: هبة فارس
المصدر