عسر الهضم (dyspepsia) هو مصطلح يصف الشعور بعدم الراحة أو الألم في الجزء العلوي من الجهاز الهضمي (البطن). لكنه ليس مرضًا. يشير المصطلح إلى مجموعة من الأعراض التي تتضمن غالبًا الانتفاخ والانزعاج والغثيان والتجشؤ. في معظم الحالات، يرتبط عسر الهضم بالأكل أو الشرب. وقد يكون بسبب الالتهابات في المعدة أو الأمعاء أو استخدام بعض الادوية.
حقائق سريعة عن عسر الهضم:
- عسر الهضم ليس مرضًا لكنه مصطلح يطلق على مجموعة من الأعراض التي تسبب الشعور بعدم الارتياح في البطن.
- من أسباب عسر الهضم الإفراط في تناول الطعام، واستهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون أو التي تحتوي على البهارات، أو عند حدوث الفتق الحجابي (عندما ينتفخ جزء من المعدة داخل الصدر).
- يمكن استخدام التنظير الداخلي أو الإندوسكوب لتحديد السبب الحقيقي للأعراض.
- اختيار الأغذية الصحية والعقاقير الطبية يساعد في التحكم بأعراض عسر الهضم.
ما هو عسر الهضم ؟
عسر الهضم هو مجموعة من الأعراض التي تظهر وفق شروط محددة. الغالبية العظمى من الناس الذين يعانون من عسر الهضم يشعرون بالألم وعدم الارتياح في المعدة أو الصدر. يحدث ذلك بعد وقت قصير من تناول الطعام أو الشراب. يؤدي ذلك الى شعور الشخص بالشبع أو عدم الراحة أثناء الوجبة، حتى لو لم يتناول الشخص كمية كبيرة من الطعام.
خطوات العلاج:
علاج عسر الهضم يعتمد على سبب وشدة الأعراض. إذا كانت الأعراض طفيفة ونادرة الحدوث فمن المحتمل إدخال بعض التغييرات على نمط الحياة لعلاجها. هذا ينطوي عادة على استهلاك كميات أقل من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الدهون والأطعمة قليلة البهارات والتوابل أو الخالية منها والتقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول والتقليل كذلك من الشوكولاتة.
النوم لمدة 7 ساعات على الأقل كل ليلة قد يساعد على تخفيف عسر الهضم المعتدل. تعتبر ممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين من الأساليب المهمة في نمط حياة صحي من أجل علاج عسر الهضم.
العلاج الدوائي:
قد يتطلب علاج الحالات المتقدمة والمتكررة من عسر الهضم وصف العقاقير والعلاجات الطبية من قبل الطبيب المختص. مضادات الحموضة: لا تحتاج إلى وصفة طبية، وظيفتها تثبيط عمل حمض المعدة. ينصح الطبيب عادة بتناول مضادات الحموضة كواحدة من أولى علاجات سوء الهضم من الأمثلة عليها:
- Alka-Seltzer.
- Maalox.
- Rolaid.
- Riopan.
- Mylanta.
مضادات مستقبلات h-2:
هذه النوع من الأدوية يقلل من مستويات حمض المعدة وتدوم فعاليته لفترة أطول من مضادات الحموضة. ومع ذلك، مضادات الحموضة تعمل بسرعة أكبر. بعض هذه الأدوية غير متوفر، في حين أن البعض الآخر متاح فقط بوصفة طبية. من الأمثلة عليها:
- Zantac.
- Tagamet.
- Pipcid.
- Axid.
من الآثار الجانبية لهذه الأدوية إصابة بعض الأشخاص بالغثيان والقيء والإمساك أو الإسهال والصداع بعد تناولها. قد تظهر الآثار الجانبية الأخرى على شكل نزيف أو تقرحات.
مثبطات مستقبلات البروتون (PPIS):
(البروتون) مركب كيميائي حمضي عند انحلاله في الماء يكون قادرًا على تحرير أيونات الهيدروجين (البروتونات)، والتي يرمز لها بذرات هيدروجين ذات شحنة موجبة واحدة أو +1.
مثبطات مستقبلات البروتون ذات الكفاءة العالية تستخدم للأشخاص الذين لديهم مرض ارتجاع المريء (GERD) فهي تقلل من حمض المعدة وذات فعالية أكبر من مضادات مثبطات H-2. ومن الأمثلة عليها:
- Aciphex.
- Nexium.
- Prevacid.
- Prilosec.
- Protonix.
- Zegerid.
عليك التحدث مع طبيبك حول التأثيرات الجانبية لهذه الادوية.
- منشطات لحركة الأمعاء: (هي نوع من الأدوية التي تعزز حركة الجهاز الهضمي عن طريق زيادة وتيرة التقلصات والانقباضات، ولكن دون تعطيل إيقاعها، هذا النوع من الأدوية يساعد على تسريع إفراغ المعدة. من منشطات حركة الأمعاء (Reglan) لكنه قد يسبب آثارًا جانبية مثل التعب والاكتئاب والنعاس والقلق وتشنجات في العضلات.
- المضادات الحيوية: عند الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية أو ما يُعرف بجرثومة المعدة (H. pylori) تتسبب هذه البكتيريا بقرحة تؤدي إلى عسر الهضم، يتم وصف المضادات الحيوية لعلاجها. وقد تشتمل على آثار جانبية منها اضطرابات في المعدة، والإسهال والعدوى الفطرية.
- مضادات الاكتئاب: إذا لم يعثر الطبيب على أي مسببات لعسر الهضم بعد إجراء التقييم الشامل ولم تتم معالجة المصاب، فقد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب بجرعة مخفضة.م ضادات الاكتئاب تخفف الشعور بعدم الراحة في بعض الأحيان من خلال عملها كمسكنات للألم. الآثار الجانبية قد تتضمن الغثيان والصداع والانفعال والإمساك والتعرق الليلي.
- العلاج النفسي: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من عسر الهضم الوظيفي، يمكن أن يساعدهم العلاج النفسي على السيطرة على الأعراض النفسية المصاحبة لعسر الهضم. قد ينصح بالعلاج السلوكي المعرفي، التغذية الراجعة البيولوجية، العلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج بالاسترخاء.
إذا كان الشخص يأخذ أدوية تتسبب في عسر الهضم، قد يوصي الطبيب بإجراء تغيير على الأدوية الحالية للشخص. في بعض الأحيان يتم إيقاف تناول الأسبرين أو الأيبوبروفين وينصح بالأدوية البديلة. يتم ذلك تحت إشراف الطبيب.
أعراض عسر الهضم:
من الأعراض الشائعة لعسر الهضم أيضًا:
- الغثيان.
- التجشؤ.
- ألم (مغص).
- الشعور بالامتلاء أو الشبع.
- الشعور بالانتفاخ.
- في حالات نادرة جدًا، قد يكون عسر الهضم من أعراض سرطان المعدة.
نادرًا ما يحتاج عسر الهضم المعتدل إلى الفحص بصورة مكثفة، ولا يجب القلق منه. لا توجد حاجة لزيارة الطبيب، إلا عند استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين.
يتطلب الأمر المعالجة الطارئة إذا كان الألم شديدًا أو عند حدوث أي مما يلي:
- فقدان الشهية أو فقدان في الوزن.
- تقيؤ.
- عدم القدرة على البلع.
- براز أسود اللون.
- لون أصفر في العينين أو البشرة.
- ألم في الصدر أثناء الإجهاد.
- ضيق في التنفس.
- تعرق.
- ألم في الصدر يصل إلى الفك أو الذراع أو العنق.
غالبًا ما يتم الخلط بين حرقة المعدة وعسر الهضم لكنهما أمران مختلفان على الرغم من حدوثهما بانتظام في الوقت ذاته. حرقة المعدة هي أحد أعراض الارتجاع الحمضي، الذي يوصف بأنه شعور حارق خلف عظمة الصدر يحدث عادة بعد الأكل.
النظام الغذائي المتبع للوقاية من عسر الهضم:
طعام ذو محتوى مرتفع من الألياف، مثل الفواكه، بإمكانه المساعدة في تجنب سوء الهضم.
النظام الغذائي المعتمد على طعام ذي محتوى مرتفع من الألياف يعد وسيلة جيدة للتمتع بهضم صحي، كما وتعد الطريقة الأفضل لتطهير الأمعاء وجعل عملية الهضم أكثر سلاسة ونظافة.
الفواكه والمكسرات والبقوليات والأطعمة ذات المحتوى العالي من الألياف هي اختيار ممتاز للحماية من عسر الهضم. كما يمكن إدخال الزبادي والحبوب الغنية بالألياف إلى النظام الغذائي.
إن النظام الغذائي المتوازن الذي لا يتضمن الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة وذات المحتوى المرتفع من الدهون هو المفتاح للوقاية من عسر الهضم. كذلك يجب التأكد من استهلاك السوائل مع كل وجبة، ذلك يساعد على انتقال الطعام المهضوم بسلاسة عبر الجهاز الهضمي.
مسببات عسر الهضم:
إن استهلاك الكثير من الكافيين هو أحد الأسباب المحتملة المسببة لعسر الهضم.
عادة يحدث عسر الهضم بسبب نمط الحياة غير الصحي للفرد والطعام الذي يتناوله. قد يكون عسر الهضم مرتبطًا بحدوث إصابات أخرى في الجهاز الهضمي.
عادة ما تحدث أعراض عسر الهضم عند ملامسة حمض المعدة للغشاء المخاطي، ما يسبب تحلل الغشاء المخاطي الذي يتهيج مؤديًا للالتهاب. هذا يسبب الأعراض غير المريحة لعسر الهضم.
أسباب شائعة لعسر الهضم:
- تناول الطعام بكثرة وبسرعة.
- تناول الأطعمة الدهنية أو التي تحتوي كثيرًا من البهارات.
- تناول الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول.
- استهلاك الكثير من الشوكولا والمياه الغازية.
- حدوث صدمة عاطفية للشخص.
- حصى في المرارة.
- التهاب المعدة، تآكل بطانة المعدة.
- فتق الحجاب الحاجز.
- الإصابة بعدوى، خاصة الإصابة ببكتيريا (الملوية البوابية -Helicobacter pylori ).
- العصبية.
- السمنة.
- إصابة في البنكرياس أو التهاب البنكرياس.
- قرحة في الجهاز الهضمي.
- التدخين.
- بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية والعقاقير غير الستيرويدية (NSAIDs) المضادة للالتهابات.
- سرطان المعدة.
توجد بعض الحالات يتعذر فيها على الطبيب العثور على المسبب الحقيقي لعسر الهضم، يكون هذا عسر هضم وظيفي، فلا يوجد أي خلل فزيولوجي أو في التغذية يمكن أن يفسر ظهور الأعراض. قد يكون ذلك بسبب اعتلال أو ضعف في المعدة يمنعها من قبول الطعام وهضمه بصورة طبيعية.
التشخيص:
في حالة عسر الهضم المعتدل نادر الحدوث وغير متكرر الأعراض لا حاجة للعلاج. على الأشخاص الذين يعانون من عسر منتظم (دائم) في الهضم مع ألم شديد بالبطن مراجعة طبيب الرعاية الأولية.
يسأل الطبيب في البداية الشخص الذي يعاني من عسر الهضم عن الأعراض. وأيضًا يتابع تاريخه الطبي العائلي ويقوم بفحص الصدر والمعدة، حيث يقوم بالضغط على مناطق مختلفة من البطن لمعرفة ما إذا كان أي من الأماكن متحسسًا أو متقرحًا أو يؤلم عند الضغط عليه.
إذا شك الطبيب بوجود سبب غير مفهوم، يمكنه إجراء الاختبارات التشخيصية الآتية لتحديد المشكلة الحقيقية:
فحص الدم: إذا كان لدى الشخص الذي يعاني من عسر الهضم أي أعراض لفقر الدم، يمكن للطبيب طلب فحص الدم.
التنظير الداخلي: قد يتم إحالة الأشخاص الذين لم يستجيبوا للعلاج السابق لعسر الهضم لإجراء فحص أكثر تفصيلًا للجهاز الهضمي العلوي، حيث يتم إدخال أنبوب رفيع طويل مزود بكاميرا عبر الفم وصولاً إلى المعدة. هذا ينتج صورًا واضحة للغشاء المخاطي المبطن للقناة الهضمية. أيضًا يمكن أخذ خزعة من المعدة أثناء هذا الإجراء لاختبار وجود السرطان.
اختبار تشخيص الإصابة ببكتريا H.polari:
يتضمن هذا الاختبار الكشف عن وجود اليوريا في الهواء الخارج من الفم، واختبار وجود مستضد بكتيريا H.polary في البراز، والدم، وأيضًا يمكن للتنظير الداخلي الكشف عن وجود بكتيرياH.polari والكشف عن وجود التقرحات داخل الجهاز الهضمي العلوي. غالبًا ما تسبب البكتيريا هذه التقرحات.
اختبار وظائف الكبد: عند اشتباه الطبيب بوجود مشكلة في القناة الصفراوية في الكبد، قد يطلب إجراء فحص دم لتقييم مدى عمل وظائف الكبد بصورة طبيعية.
اختبار الأشعة السينية: يتم أخذ صورة الأشعة السينية للمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة.
الموجات فوق الصوتية: موجات عالية التردد تظهر حركة وتدفق الدم في البطن. يبدأ الاختبار بوضع هلام على البطن ثم يضغط الجهاز اليدوي على الجلد. يعطي الجهاز موجات فوق صوتية، ويمكن للطبيب رؤية صورة مفصلة للجزء الداخلي من البطن على الشاشة.
الفحص بالأشعة المقطعية CT Scan:
يتم هذا الفحص بحقن صبغة في الأوردة. الأصباغ تظهر على الشاشة. يتم التقاط سلسة من صور الأشعة السينية لإنتاج صورة ثلاثية الأبعاد للجزء الداخلي من البطن. تستخدم الفحوصات الإضافية فقط في الحالات الشديدة.
مضاعفات عسر الهضم:
في معظم الحالات يكون عسر الهضم خفيفًا لا يسبب أي مضاعفات إلا أن عسر الهضم الشديد قد يسبب المضاعفات التالية:
تضيق المريء: الحمض الراجع قد يسبب عسر الهضم، حيث يتسرب حمض المعدة إلى المريء ويهيج البطانة الداخلية له والتي تعرف بالغشاء المخاطي. يمكن أن يتسبب هذا في تهيج المريء ما يسبب لاحقًا تضيقه.
قد يجد الأشخاص الذين يعانون من تضيق المريء صعوبة في البلع. الطعام يمكن أن يبقى عالقًا في الفم ما يسبب ألمًا في الصدر. يكون الأشخاص في هذه الحالة بحاجة إلى توسيع المريء.
تضيق الفتحة البوابية: يتسبب حمض المعدة في تهيج طويل الأمد لبطانة الجهاز الهضمي ، ما يؤدي إلى ظهور ندوب وتضيق في الفتحة البوابية وهي ممر يصل بين المعدة والأمعاء الدقيقة. نتيجة لذلك لا يتم هضم الطعام بصورة طبيعية. قد تكون هناك حاجة للتدخل الجراحي لتوسيع الفتحة البوابية.
حقيقة يجب تذكرها:
في أغلب الأحيان تكون حالات عسر الهضم معتدلة وخفيفة ويمكن السيطرة عليها أو التخلص منها عن طريق اتباع نمط غذائي صحي قبل تفاقم الأعراض وحدوث المضاعفات.
اقرأ أيضًا:
مريء باريت: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: أحمد لفته عنيد
تدقيق: محمد نجيب العباسي