عرق السوس هو عشبة استخدمها الناس لآلاف السنين لعلاج العديد من الأمراض. عرق السّوس أيضًا له الكثير من الاستخدامات الطبية، ودعمت الأبحاث العلمية بعض استعمالاته، ولكنه قد لا يكون آمنًا للجميع. تستخدم جذور عرق السّوس لتحلية الحلويات والمشروبات ولتحسين مذاق بعض الأدوية. بدأ المجتمع الطبي بقبول الفوائد الشاملة لعرق السوس، ويجدر الذكر أن الأبحاث الطبية نفت بعض الفوائد الصحية له.
يتوفر عرق السوس في عدة أشكال أو مركبات مثل DGL. يُستخرج عرق السّوس من نبات يُسمى (Glycyrrhiza glabra) وهو نبات محلى يوجد في أوروبا وآسيا ويُصنف كنبتة ضارة في تلك الأماكن، لكن استخدمه القدماء المصريون بكثرة، إذ أُضيف إلى الشاي واستُخدم كعلاج، وأصبح لاحقًا نباتًا مهمًا عند الصينيين واستُخدم في العلاج الصيني التقليدي.
الفوائد الصحية لعرق السوس:
التهاب وعدوى الجلد:
يمكن لعرق السوس أن يعالج الإكزيما وهي حالة مرضية تصيب الجلد. وفقًا للمؤسسة الوطنية فإنها تصيب أكثر من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة.
تسبب الإكزيما حكةً واحمرارًا وتقشر والتهاب الجلد. مستخلص عرق السوس، أو جذوره لهما تأثير مضاد على البكتيريا التي تصيب الجلد وفقًا لدراسة أجرتها المجلة الإيرانية للأبحاث الصيدلانية.
إذ أظهرت الدراسة نشاطًا مضادًا للميكروبات مثل المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) التي يمكن أن تسبب إصابات للجلد مثل القوباء والتهاب النسيج الخلوي والتهاب الجريبات؛ استخدم الباحثون في هذه الدراسة مستخلصًا من أوراق وجذور النبات.
تخفيف مشاكل الجهاز الهضمي:
في حالات مثل التسمم الغذائي وقرحة المعدة وحرقة المعدة. يمكن أن يساعد مستخلص عرق السوس في تسريع إصلاح بطانة المعدة وإعادة التوازن. وجود حمض الغليسيريزين (glycyrrhizic acid) يعطي عرق السّوس خصائصه المضادة للالتهاب وتعزيز الجهاز المناعي.
تحتوي جذور عرق السّوس على الجلابريدين والجلابرين وهي فلافونيدات (flavonoids) فعالة في تخفيف اضطرابات المعدة، يمكن أيضًا للمستخلص أن يخفف من الغثيان وآلام وحرقة المعدة.
يمكن لبكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (Helicobacter pylori) أن تسبب قرحة المعدة عند بعض الناس، وتشير الأبحاث إلى أن مستخلص عرق السّوس قد يساعد في القضاء على هذه البكتيريا. أظهرت أيضًا الدراسات السريرية أن إضافة مستخلص عرق السوس للعلاج المناسب يقضي على البكتيريا المسببة للقرحة.
يمكن أن يساعد الغليسيريزين في علاج التهاب الكبد C، وهو فيروس يصيب الكبد وإذا لم يُعالج يمكن أن يُتلف الكبد على المدى الطويل:
أفاد الباحثون ان الغليسيريزين أظهر مفعولًا مضادًا لفيروسات التهاب الكبد C في عينات الخلايا المصابة، ويبدو المستقبل واعدًا بخصوص العلاج لهذا الفيروس.
كما يستخدم الأطباء اليابانيون شكلًا محقونًا من الغليسيريزين لمعالجة الأشخاص المصابين بالتهاب كبد مزمن من النوع C المعنّد على العلاجات الأخرى. هذه النتائج من الدراسات المخبرية في اليابان تقترح أنه قد يكون مفيدًا في هذه الحالة.
بعض الأبحاث أشارت أن عرق السوس قد يقتل البكتيريا الفموية التي تسبب تسوس الأسنان:
أظهر عرق السّوس في المختبر مفعولًا ضد الميكروبات، لكن الدراسات على البشر لم تثبت حتى الآن أنه يمكن أن يكون علاجًا مكافحًا لتسوس الأسنان. قدرة عرق السّوس على تثبيط نمو البكتيريا الفموية يعني أن لديها إمكانات باستخدامها علاجًا لنخور الأسنان في المستقبل.
يعتقد الكثير من الناس أن عرق السوس دواء لالتهاب الحلق:
إزالة أنبوب التنفس بعد الجراحة غالبًا ما يتبعه التهاب في الحلق؛ أظهر باحثون في دراسة على مجموعة من الناس تغرغروا لمدة 1 – 15 دقيقة قبل الجراحة بمحلول يحتوي على عرق السّوس أن له تأثيرًا كالغرغرة بالكتامين في تخفيف حدة التهاب الحلق بعد الجراحة وعدم حصوله.
وفي دراسة مشابهة كان تأثير عرق السّوس المركّز أفضل من المخفف على التهاب الحلق بعد الجراحة.
يُوصى بعرق السّوس لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي:
تناول عرق السوس مكملًا غذائيًا يساعد جهاز التنفس على إفراز مخاط صحي، زيادة المخاط قد تكون غير متوقعة من الجهاز التنفسي السليم ولكن العكس صحيح، فإن إنتاج مخاط صحي وجديد يساعد الجهاز التنفسي على العمل دون انسداد مجرى التنفس بالمخاط القديم واللزج.
مع مرور الوقت، قد يترك الضغط النفسي الغدة الكظرية مرهقة ويسبب إفرازًا مستمرًا للأدرينالين والكورتيزول، يمكن لمكملات عرق السّوس إراحة الغدة الكظرية، كما يمكنها تحفيز الغدة لضبط مستويات الكورتيزول في الجسم.
المساعدة في معالجة السرطان:
تقول بعض الدراسات إن عرق السوس قد يكون فعالًا في علاج سرطان الثدي والبروستات، وبعض العيادات الصينية تستخدمه بالفعل في علاج السرطان، لكن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لم توافق بعد على طرقه العلاجية في الولايات المتحدة؛ لكن تُجرى حاليًا أبحاث عبر جمعية السرطان الأمريكية.
جرعات وأشكال عرق السوس:
المستخلص السائل:
مستخلص عرق السّوس السائل هو الأكثر شيوعًا ويستخدم تجاريًا باعتباره محليًا صناعيًا للمشروبات والسكاكر، يجب ألا تتجاوز جرعة حمض الغليسيريزين 30 غرام/مل للفرد وأكثر من ذلك يسبب أعراضًا جانبية غير مرغوبة.
مسحوق:
يوجد مسحوق بودرة عرق السوس في مراكز المواد الغذائية والمتاجر المخصصة لبيعها عبر الإنترنت، يمكن خلط المسحوق مع جل وتطبيقها على الجلد لعلاج الإكزيما وحب الشباب، أو وضع المسحوق في كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، كما ينصح ألا تتجاوز الجرعة 75 ميليغرام لليوم الواحد طبقًا لمنظمة الصحة العالمية.
شاي عرق السوس:
من لا يعرف شاي عرق السّوس الذي أصبح معروفًا وموجودًا في كل من المحلات الكبرى ومحلات المواد الغذائية كذلك في متاجر الشراء عبر الإنترنت؟
فهو مشروب صحي، يعزز وظائف كل من الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والغدة الكظرية، ويدخل أيضًا في مكونات كل من مشروبات الديتوكس الصحية ومشروبات صحة القصبات الهوائية.
كما أن مزيج عرق السوس وجذور المارشميلو ولحاء الدردار يُعرف شعبيًا باسم أكياس الشاي المغلفة للحلق.
لا ينصح بتناول أكثر من 8 أونصات من شاي عرق السّوس في اليوم الواحد.
DGL:
هو شكل من أشكال المكملات الغذائية لعرق السوس وهو منزوع حمض الغليسيريزين ويعتبر الأكثر أمانًا، يجب ألّا يحتوي على أكثر من 2% من الغليسيريزين. ينصح به لمن يعانون من أعراض مشاكل الجهاز الهضمي كعلاج على المدى الطويل.
موجود بعدة أشكال مثل حبوب للمضغ، وكبسولات، مسحوق بودرة وشاي. لا يوصى باستهلاك أكثر من 5 غرامات لليوم الواحد.
الآثار الجانبية المحتملة:
استهلاك الكثير من مستخلص عرق السوس قد يؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم، والذي يسبب ضعفًا عضليًا؛ تُدعى الحالة نقص بوتاسيوم الدم.
وفقًا لبعض الدراسات؛ فتناول الكثير من مستخلص عرق السّوس لفترة أسبوعين تتسبب باحتباس السوائل واضطرابات في الاستقلاب (الأيض).
كذلك، فاستهلاك كميات كبيرة من عرق السوس يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وانتفاخ، وشعور بالكسل وفشل القلب الاحتقاني.
في إحدى الحالات دخل طفل يبلغ من العمر 10 سنوات المشفى بسبب ارتفاع ضغط الدم بعد استهلاك جرعات مفرطة من عرق السوس لأربعة أشهر.
في حالة أخرى ذهبت امرأة إلى المشفى بعد إصابتها بارتفاع ضغط الدم وانخفاض البوتاسيوم إذ كانت تشرب ثمانية أكواب من شاي أعشاب يحتوي على عرق السّوس بشكل يومي وتحسنت حالتها بعد التوقف عن شرب الشاي.
لا يجب على المرأة الحامل أن تأخذ كميات كبيرة من عرق السوس بأي شكل من أشكاله سواء كانت مشروبات أو مكملات غذائية. وجدت دراسة أن عرق السّوس يسبب مشاكلًا في تطور دماغ الجنين واضطرابات إدراكية لاحقًا في حياته، كما أن دراسة أقدم وجدت أن استهلاك كميات كبيرة من عرق السّوس تؤدي للولادات المبكرة.
عرق السوس بشكله DGL قد يكون خيارًا أكثر أمانًا ولكن على الحامل أن تناقش الأمر مع الطبيب أولًا.
الأدوية التي تتداخل مع عرق السوس:
- الأدوية المُخفضة للبوتاسيوم
- أدوية ارتفاع ضغط الدم
- مدرات البول
- أدوية تنظيم نبضات القلب
- مميعات الدم كالوارفارين (الكومادين)
- الأدوية الهرمونية مثل الإستروجين والكورتيكوستيرويد وحبوب منع الحمل.
نقطة مفتاحية:
عرق السوس هو علاج قديم أظهر بعض الفوائد الصحية المحتملة في الدراسات السريرية والاختبارات.
على الرغم من أنه قد يكون مفيدًا لبعض الحالات الصحية، إلا أنه يجب على الناس دائمًا التأكد من اختصاصي الرعاية الصحية من أنه لن يتداخل مع أي أدوية أو يسبب آثارًا جانبية ضارة.
اقرأ أيضًا:
هل يسبب عرق السوس الأسود أمراض في القلب؟
ما هي الأطعمة التي تتداخل وتؤثر على فاعلية الأدوية؟
ترجمة: نور لامين
تدقيق: علي قاسم
مراجعة: رزان حميدة