ماكس فيبر، ولد في 21 نيسان، 1864م في إرفورت، بروسيا «ألمانيا»- وتوفي في 14 حزيران، 1920م في ميونيخ، ألمانيا. عالم اجتماع واقتصاد، وسياسي ألماني، اشتهر بأطروحته عن «الأخلاق الروتوستانتية»، التي تربط البروتستانتية بالرأسمالية، إضافةً إلى أفكاره حول البيروقراطية. ينبع تأثير فيبر العميق على النظرية الاجتماعية من مطالبته بالموضوعية في العلم والمعرفة ومن تحليله الدوافع الكامنة وراء السلوك البشري.
الحياة المبكرة والعلاقات العائلية:
كان فيبر الابن الأكبر لماكس وهيلين فيبر. كان والده سياسيًا ليبراليًا طموحًا، وسرعان ما انضم إلى حزب الليبرالين الوطنيين الأكثر مناصرة لبسماركين، وانتقل مع عائلته من إرفورت إلى برلين، حيث أصبح عضوًا في مجلس النواب البروسي (1868-1897)، ومبنى الرايختساغ (1872-1884).
أسس ماكس فيبر الأكبر لنفسه منصبًا ثابتًا في الوسط الاجتماعي ببرلين، وأمتعت صحبته العديد من العلماء والسياسيين البارزين.
ونشأت والدة عالم الأجتماع في كنف العقيدة الأرثوذكسية الكالفينية، ومع أنها اعتنقت تدريجيًا نظرية لاهوتية أكثر تسامحًا، فإن مبادئها الأخلاقية المتزمتة لم تتضائل أبدًا، ونتيجةً لذلك أبعدتها نشاطات زوجها الاجتماعية عنه، خاصةً عندما تجاهل ورفض بازدراء حزنها الطويل على وفاة اثنين من أطفالهما. ولقد تبنى هو بدوره، أسلوبًا استبداديًا تقليديًا في المنزل وطالب الزوجة والأطفال بالطاعة المطلقة.
ويعتقد أن هذه البيئة المنزلية الكئيبة -التي تميزت بالصراعات المستمرة بين والدي فيبر- ساهمت في تكوين النزاعات الداخلية التي طاردت فيبر في مستقبل حياته.
ترك فيبر المنزل ليلتحق في جامعة هايدلبرغ عام 1882، قطع دراسته بعد عامين لينهي عام خدمته العسكرية في ستراسبورغ. خلال هذه الفترة أصبح مقربًا جدًا لعائلة خالته إيدا بامغارتن، وزوجها هيرمان بامغارتن، الذي كان له تأثير عميق على تطور فيبر الفكري.
ولكن بعد إنهاء خدمته في الجيش، طلب والده منه أن يكمل دراسته في جامعة برلين كي يستطيع العيش في المنزل في أثناء سعيه للحصول على المعرفة في التاريخ القانوني والاقتصادي. من المرجح أن السبب وراء ذلك، أن والده اعتبر تأثير بامغارتن تخريبيًا ومدمرًا.
غادر فيبر منزل العائلة لفصل دراسي واحد فقط في غونتغن عام 1885، ولبعض الفترات القصيرة مع وحدة الاحتياط العسكرية التابع لها.
الإرث:
أهمية ماكس فيبر خلال حياته كانت عظيمة بين علماء الاجتماع الألمان، والعديد منهم كانوا أصدقاء له في هايلدبرغ أو برلين؛ ولكن لأن القليل فقط من عمله نشر في شكل كتاب خلال حياته، وقيدت معظم المجلات التي نشر فيها جمهورها من المتخصصين العلماء، لم يظهر بتأثيره الأساسي إلا بعد وفاته.
الاستثناءات الوحيدة على ذلك هي صياغته لـ «الإمبريالية الليبرالية» في عام 1895م، وأطروحته التي نوقشت على نطاق واسع حول البروتستانتية والرأسمالية، إضافة إلى هجومه الشامل على السياسات الخارجية والمحلية لألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى في صفحات فرانكفورتر تسايتنغ، التي حفزت المشاعر الليبرالية ضد أهداف الحرب الحكومية ودفعت الجنرال إيرك لودندورف للنظر إلى فيبر كخائن.
كانت أعظم ميزة لفيبر أنه جلب العلوم الاجتماعية إلى ألمانيا، التي كانت مشغولة حتى تلك اللحظة لحد كبير بالمشاكل الوطنية، إلى مواجهة نقدية مباشرة مع عمالقة الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر، ماركس ونيتشه. وبناءً على هذه المواجهة، ساعد فيبر في خلق منهجية ومجموعة من المؤلفات التي تتناول علم الاجتماع الديني والأحزاب السياسية والاقتصاد وكذلك دراسات المنظمات الرسمية وسلوك المجموعات الصغيرة وفلسفة التاريخ. عمله ما يزال مستمرًا لتحفيز العلم والمعرفة.
اقرأ أيضًا:
معلومات عن البطلة الفرنسية التاريخية جان دارك
ترجمة: نيفين الشلي
تدقيق: أيمن الشطي