تمتلك قوة الفضاء الأمريكية طائرة فضائية آلية قابلة لإعادة الاستخدام تُعرف باسم X-37B، وهي تشبه مكوكًا فضائيًا مصغرًا، إذ يبلغ طولها أقل من 9 أمتار وطول جناحيها 4.5 متر، وهي مركبة غير مأهولة مصممة للمهام طويلة المدى في مدار الأرض المنخفض.

تقلع المركبة عموديًا على متن صاروخ، وتهبط أفقيًا مثل الطائرات التقليدية، وتعمل منصة اختبار للتقنيات والتجارب الجديدة التي يمكن إعادتها إلى الأرض لتحليلها.

شوهدت طائرة X-37B الفضائية التابعة لقوة الفضاء الأمريكية بعد وقت قصير من هبوطها في مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في 12 نوفمبر 2022، منهيةً بذلك مهمة OTV-6.

كان تطوير هذه الطائرة جهدًا مشتركًا بين كل من ناسا وبوينغ ووزارة الدفاع الأمريكية. وقد صممتها في الأصل ناسا في أواخر التسعينيات لاستكشاف تقنيات الطائرات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام، ولكنها انتقلت إلى سلاح الجو الأمريكي في عام 2004 لأغراض عسكرية.

وما تزال تفاصيل مهمة X-37B سرية، لكن قوة الفضاء تقول إن تجاربها تتعلق بأنظمة التوجيه المتقدمة، ومواد الحماية الحرارية، والعمليات المدارية المستقلة، وحمولات متنوعة لصالح وزارة الدفاع وناسا.

أكملت X-37B حتى الآن سبع مهام ناجحة منذ أول إطلاق لها في عام 2010، إذ زادت بذلك مدة مهمتها مع كل رحلة وأظهرت تنوعا مذهلا في تطوير التكنولوجيا. وكان هبوط X-37B في قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا يظهر قدرتها على الانطلاق بسرعة واستعادة الأنظمة من مواقع مختلفة.

تُمثّل هذه المهمة السابعة أيضًا أول مرة تُطلق فيها على متن صاروخ سبيس إكس فالكون هيفي إلى مدار بيضاوي جدًا. ومن المثير للإعجاب أن لصاروخ فالكون القدرة على إطلاق عشر طائرات X-37B دفعة واحدة!

أُطلقت في هذه المهمة طائرة واحدة فقط، وتضمنت العديد من الاختبارات والتجارب لإظهار قدراتها المتقدمة على المناورة، وتعزيز فهم المجال الفضائي باستخدام تقنية الوعي بالمجال الفضائي، وذلك بعد أن أثبتت قدرتها على الكبح الجوي باستخدام مقاومة الغلاف الجوي على مدارات متعددة لضبط المدار بأقل استهلاك للوقود.

يعني ذلك أن الطائرة الفضائية قادرة على اكتشاف الأجسام في الفضاء وتتبعها، ما يجعلها مفيدة لرصد الأقمار الصناعية ومراقبتها، ورصد الحطام الفضائي، وتحديد التهديدات المحتملة للأجسام الأخرى في المدار.

إن الوعي بمجال الفضاء والتقنيات التي تمكن هذه القدرة، تعزز من فهم القوات الجوية الأمريكية لبيئة الفضاء، وهو أمر حيوي للعمل في منطقة فضائية تزداد ازدحامًا.

بعد أداء مناورة الكبح الجوي لدخول مدار أرضي منخفض، أنجزت المهمة أهدافها وعادت بسلام إلى الأرض. أشاد المقدم بلين ستيوارت بإنجازات المهمة السابعة، مُسلطًا الضوء على مساهماتها في تطوير برنامج X-37B.

اقرأ أيضًا:

الحقائق الست عن طائرة الفضاء العسكرية الأمريكية

بعد عقود من الحلم! أول طائرة ركاب فضائية أصبحت جاهزة تقريبًا

ترجمة: إلياس الونيسي

تدقيق: باسل حميدي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر