طريقة أسرع للكشف عن البكتيريا قد تنقذ حياتك!
قام أحد الباحثين في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية بتطوير طريقة أسرع للكشف عن البكتيريا التي تسبب المرض، مما يُعطي الأطباء فرصة أفضل لإنقاذ حياة المرضى.
فقد قام بريت إتشبارين (Brett Etchebarne) وهو أستاذ مساعد في طب الطوارئ من كلية الطب التقويمي – بإيجاد نظام تشخيصي جُزيئي يمكنه التعرف على البكتيريا الخطيرة مثل بكتيريا الإشريكية القولونية (E. coli) وبكتيريا المكورات العنقودية بالإضافة إلى بعض أنواع البكتيريا الخارقة (Super bugs).
ويقدم هذا الاختبار نتائجه في غضون ساعتين، ويعتمد على استخدام عينات تُؤخَذ من المرضى، وهي عبارة عن الدم أو البول أو البُصاق أو الجروح أو البُراز أو حتى السائل الدماغي الشوكي.
لقد أمضى إتشبارين أكثر من عامٍ كامل وهو يعمل على تجربة سريرية تهدف إلى التحقق من وجهة نظره فيما يخص هذا الاختبار التشخيصي الذي يُعرف باسم (In-Dx)، ويمكن اعتبار نتائجه الأولية واعدة جدًا بالفعل.
يقول إتشبارين: «حصلنا حتى الآن على نسبة دِقة تبلغ 85% فيما يخص تحديد البكتريا المرغوبة باستخدام النظام التشخيصي الذي قُمت بابتكاره»، ويتابع قائلًا: «نتج ذلك عندما أخذنا وحلَّلنا 300 عينة سريرية، ويبدو أن عينات البول والجروح تُعتبر أكثر دِقة وتحقق نتائج أسرع».
عمومًا، وفي يومنا هذا يحتاج المرضى لأن ينتظروا أيامًا عديدة لكي يحصلوا على النتائج النهائية للإختبارات. ولكن باستخدام اختبار (In-Dx) مع عينات البول على سبيل المثال سنحصل على نتائج إيجابية في غضون ساعتين فقط بالمقارنة مع الأيام العديدة التي تحتاجها الاختبارات التقليدية في المستشفيات.
وقد صرّح إتشبارين قائلًا: «في حال تمكّن الأطباء من تحديد البكتيريا الموجودة لدى المريض بسرعة، ففي الغالب ستكون هناك حاجة إلى استعمال مضاد حيوي واحد فقط، وبالتالي يمكن إعطاء علاج أكثر استهدافًا وعلى الفور»، ويتابع قائلًا: «تُستخدم في الوقت الراهن عدّة مضادات حيوية عادةً بسبب عدم معرفة الأطباء لنوع البكتيريا الذي يتوجب عليهم محاربته إلا بعد مرور عدّة أيام من الإصابة. إن هذه الطريقة في علاج المصابين هو ما يساعد على إيجاد مشكلة مقاومة البكتيريا للأدوية».
ويُعتبر تعفُّن الدم (Sepsis) من الإصابات الخطيرة والمُهددة للحياة والتي تتزايد نسبة حدوثها لدى المرضى المقيمين في المستشفيات، لذا فإن هذه المشكلة تُعتبر من بين المشاكل الطبية التي يُركِّز عليها إتشبارين في دراسته.
وفي حال لم تتم معالجة تعفُّن الدم بشكلٍ ملائم فإن المرضى الذين يعانون منه لن يبقى لحياتهم سوى ساعات قليلة. ففي الوقت الحالي، يموت ملايين الأشخاص سنويًا ومن جميع أنحاء العالم بسبب كون عملية التشخيص النهائي للبكتيريا المُسببة لتعفُّن الدم تستغرق وقتًا طويلًا.
يقول إتشبارين: «يمتلك اختبار (In-Dx) درجة عالية من الحساسية والنوعية فيما يخص الكشف عن أكثر الكائنات الحية المعدية شيوعًا، الأمر الذي سيساعد الأطباء على تحديد أو استبعاد البكتيريا المُحتملة»، ويتابع قائلًا: «إن معرفة الكائن المستهدف في وقتٍ مبكر فيما يخص المعركة ضد تعفُّن الدم ستكون ميزة لا تُقدَّر بثمن، وستساعد على إنجاز أقصى قدر ممكن من استراتيجيات رعاية المرضى والحصول على نتائج جيدة».
وتُعتبر طريقة إتشبارين بسيطة نسبيًا لكلٍّ من المريض والطبيب، حيث يتم أخذ عيِّنة من المريض ثم تُركَّز لكي تصبح بكمية أقل. وبعد تعريضها للحرارة التي تسبب تحطيم خلايا العيِّنة تُوضع في اللوحة الخاصة باختبار (In-Dx)، وبعد مرور 20 دقيقة من زمن الحضن، يتغير لون العيِّنة الإيجابية مما يكشف عن وجود الكائنات الحية الغازية».
وقد صرَّح إتشبارين قائلًا: «من خلال تحديد البكتيريا الغازية سنتمكن مباشرةً من تحسين قدرة الطبيب على وصف المضاد الحيوي المناسب، مما يساعد على تقليل مشكلة مقاومة البكتيريا للأدوية التي نواجهها اليوم، وبالتالي سنتمكن من إنقاذ المزيد من الأرواح».
ولقد صُمِّمت لوحة اختبار (In-Dx) بمدخلات بواسطة عدة مهندسين من بينهم بوب ستيدفيلد (Bob Stedtfeld) وسيد هشّام (Syed Hashsham) في كلية الهندسة التابعة لجامعة ولاية ميشيغان، وذلك للسماح بمرونة الاستخدام مع الرقاقات (microchip) وتقانة الهواتف الذكية.
ترجمة: زينب النيّال
تدقيق: دانه أبو فرحة