يعبِّر ضيق النفس عن المصطلح الطبي «قِصر النفس» ويوصف أحيانًا بـ«الجوع للهواء» إذ يشعر المريض بعدم الراحة. تمتد شدة ضيق النّفس بين نوبة خفيفة ومؤقتة إلى خطيرة وطويلة الأمد. يصعب أحيانًا تشخيص وعلاج ضيق النّفس لاختلاف وتعدد أسبابه.
يُعتبر ضيق النّفس أحد المشاكل الشائعة، إذ يعاني 1 من كل 4 أشخاص يزورون الطبيب من ضيق النفس بحسب مركز عيادة كليفلاند للتعليم المستمر.
الأعراض
قد يعاني المريض من ضيق النفس نتيجة فرط الإجهاد، أو قضاء بعض الوقت بالارتفاعات الشاهقة، أو كعَرَض لبعض الحالات المرضية.
تشمل علامات ضيق النفس:
- قِصر النفس بعد بذل مجهود أو نتيجة حالة صحية.
- الشعور بالاختناق نتيجة صعوبة التنفس.
- صعوبة التنفس.
- شعور بضيق الصدر.
- التنفس السريع الضحل.
- خفقان القلب.
- صوت صفير عند التنفس.
- السعال.
إذا حدثت نوبة ضيق النفس فجأةً أو بشكل حاد، قد يكون ذلك نتيجة حالة طبية خطرة.
أسباب ضيق النفس
لا ترتبط دائمًا نوبة ضيق النفس بصحة الفرد مباشرةً، إذ من المحتمل أن يشعر المرء بضيق النفس بعد ممارسة التمارين الرياضية العنيفة، أو بعد الانتقال إلى المرتفعات، أو التعرض لتغيرات كبيرة في درجة الحرارة.
علاوةً على ذلك، يرتبط ضيق النّفس عادةً مع مشكلات صحية أخرى. قد ينجم أحيانًا عن نقص اللياقة البدنية، وعليه تكون التمارين الرياضية كافيةً لتحسُّن الحالة. يُذكر أيضًا أن ضيق النّفس قد يشير في حالات أخرى إلى مشكلات صحية خطيرة.
صرح الدكتور ستيفن والز بأن الأسباب الأكثر شيوعًا لضيق النفس هي: الربو وفشل القلب ومرض الانسداد الرئوي المزمن والمرض الرئوي الخلالي والالتهاب الرئوي والمشاكل النفسية المرتبطة عادةً بالقلق.
إذا حدثت نوبة ضيق النفس فجأة، تُسمى ضيق النّفس الحاد وتحدث نتيجة:
- الربو.
- القلق.
- الالتهاب الرئوي.
- الاختناق أو استنشاق شيء يغلق الممرات التنفسية.
- ردود الفعل التحسسية.
- فقر الدم.
- فقدان الدم بشكل كبير، ما يؤدي إلى فقر الدم.
- التعرض لمستويات كبيرة من أول أكسيد الكربون.
- السكتة القلبية.
- انخفاض ضغط الدم.
- الانسداد الرئوي، وهو جلطة دموية داخل شريان الرئة.
- فشل وظيفة الرئة.
- فتق الحجاب الحاجز.
يشيع ضيق النفس بين مرضى المراحل الأخيرة من الأمراض المزمنة.
إذا استمرت نوبة ضيق النّفس لأكثر من شهر تسمى الحالة ضيق النّفس المزمن وتحدث نتيجة:
- الربو.
- داء الانسداد الرئوي المزمن.
- مشاكل القلب.
- البدانة.
- التليف الرئوي الخلالي، وهو مرض يؤدي إلى تندب أنسجة الرئة.
قد تؤدي بعض أمراض الرئة الأخرى أيضًا إلى ضيق النفس، منها:
- مرض الخانوق.
- الإصابة الصادمة بالرئة.
- سرطان الرئة.
- مرض السل.
- التهاب الجنبة أو ذات الجنب، وهو التهاب الأنسجة المحيطة بالرئتين.
- الوذمة الرئوية، وهي تجمُّع السوائل في الرئتين.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي، عند ارتفاع ضغط دم الشرايين في الرئتين.
- مرض الساركويد، عند نمو مجموعات خلايا التهابية بالرئتين.
ارتبط ضيق النفس أيضًا بمشاكل القلب التالية:
- اعتلال عضلة القلب، وهي مجموعة الأمراض المؤثرة على عضلة القلب.
- مشاكل في نظم القلب.
- السكتة القلبية.
- التهاب التامور، وهو التهاب النسيج المحيط بالقلب.
المحفزات
تتفاقم صعوبة التنفس لدى مرضى ضيق النفس بسبب الملوثات البيئية مثل: المواد الكيميائية والأبخرة والغبار والدخان.
يُعاني مرضى الربو من نوبات ضيق النّفس نتيجة التعرض لمسببات الحساسية مثل: حبوب اللقاح أو عفن الفطر.
يمكن الوقاية من بعض الملوثات التي يتناولها الفرد بنفسه مثل تدخين التبغ.
يشير مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى أمراض الانسداد الرئوي المختلفة التي تشمل: انتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
تؤدي كل هذه الحالات إلى زيادة صعوبة التنفس.
لا يعاني كل المصابين بضيق النفس من مرض الانسداد الرئوي المزمن، لكن وفقًا لمؤسسة مرض الانسداد الرئوي المزمن فإن 90% من الأشخاص المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن كانوا مدخنين للتبغ في وقت ما.
مضاعفات ضيق النفس
يمكن أن يرتبط ضيق النفس بنقص الأكسجين داخل الأنسجة أو نقص الأكسجين بالدم. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى الوعي وأعراض حادة أخرى.
قد يضعف إدراك المريض بشكل مؤقت أو دائم في حال كان ضيق النّفس حادًا واستمر لبعض الوقت.
قد يدل ضيق النّفس أيضًا على بداية أو تفاقم مشكلات صحية أخرى.
متى تزور الطبيب؟
قد يكون ضيق النفس علامةً على حالة مهددة للحياة في بعض الأحيان. إذ يحتاج المريض إلى علاج طبي طارئ إذا كان لديه أي من هذه الأعراض:
- ظهور مفاجئ لضيق النفس الحاد.
- العجز عن العمل بسبب ضيق النفس.
- ألم بالصدر.
- غثيان.
لا تحتاج جميع الحالات علاجًا طبيًّا فوريًّا، ولكن قد يشير ضيق النفس إلى مشكلات طبية خطيرة.
يحتاج المريض إلى المشورة الطبية إذا واجه:
- تغير في القدرة على التنفس.
- تعسر ممارسة الأنشطة اليومية بسبب مشاكل التنفس.
- صعوبة التنفس عند الاستلقاء.
- تورم في القدمين والكاحلين.
- حمى وقشعريرة وسعال.
- صوت صفير عند التنفس.
التشخيص
نوه الدكتور والز بأن تشخيص ضيق النفس يعتمد على الفحص البدني الكامل للمريض، بجانب وصف المريض لما يعاني منه بشكل كامل للطبيب.
يطلب الطبيب من المريض شرح كيف ومتى بدأت نوبات ضيق النفس، ومدة استمرارها، وعدد مرات حدوثها، ومدى شدتها.
قد يحتاج الأطباء إجراء الأشعة السينية على الصدر والتصوير المقطعي وتقييم صحة القلب والرئتين ومدى سلامة الأجهزة الحيوية المرتبطة بالمشكلة لتشخيص أكثر دقة.
قد يساعد التخطيط الكهربي للقلب في إظهار أي علامات للنوبة القلبية أو أي مشكلة أخرى في كهربية القلب.
تُجرى فحوصات قياس التنفس لقياس مدى تدفق الهواء وكفاءة رئة المريض، إذ يُساعد ذلك في تحديد نوع ومدى مشاكل التنفس لدى الفرد. تجرى فحوصات إضافية لمعرفة مستوى الأكسجين في الدم وقدرة الدم على حمل الأكسجين.
علاج ضيق النفس
يعتمد العلاج على سبب المشكلة.
الشخص الذي يعاني من ضيق النفس بسبب فرط الإجهاد سيتعافى بمجرد توقف سبب الإجهاد والاسترخاء.
يحتاج المريض إلى الأكسجين الصناعي في الحالات الأكثر حدة. قد يحتاج مرضى الربو أو داء الانسداد الرئوي المزمن إلى استخدام جهاز استنشاق موسع للقصبات عند الضرورة.
سيحتاج مرضى الحالات المزمنة مثل: مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى طلب العون من مقدم الرعاية الصحية لمساعدتهم على التنفس بسهولة أكبر. إذ يشمل ذلك وضع خطة علاجية تساعد على منع حدوث النوبات الحادة وإبطاء تقدم المرض بشكل عام.
يستجيب مرضى الربو بشكل جيد للأدوية التي تقيهم من نوبات ضيق النّفس مثل: موسعات الشعب الهوائية والمنشطات.
قد تخفف المضادات الحيوية من نوبات ضيق النفس الناتجة عن عدوى مثل: الالتهاب الرئوي البكتيري.
تساعد أدوية أخرى بشكل فعال مثل: المهدئات ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية والأدوية المضادة للقلق.
قد تتحسن مشاكل التنفس الناتجة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن بتقنيات التنفس الخاصة مثل: التنفس مزموم الشفاه وتمارين تقوية العضلات المستخدمة في عملية التنفس. يستطيع المرضى تعلم هذه التقنيات خلال برامج إعادة التأهيل الرئوي.
أفاد معمل الأبحاث المتخصص في دراسات ضيق النّفس بأن المرضى استفادوا من هذه البرامج، حتى مع استمرار الأسباب الجذرية للمشكلة.
في حال أشارت الفحوصات إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الدم يُعطى الأكسجين الاصطناعي للمريض. ومع ذلك، لا ينخفض مستوى الأكسجين في الدم لدى جميع مرضى ضيق النّفس .
أكد العديد من مرضى ضيق النفس أن حالتهم تحسنت عندما تدفق هواء بارد لطيف حول رأسهم ووجههم وذلك وفقًا لمركز أبحاث ضيق النّفس .
الوقاية
يستطيع مرضى ضيق النفس اتخاذ تدابير لتحسين صحتهم العامة وإعطاء أنفسهم مساحة أكبر للتنفس. تشمل هذه:
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب التدخين السلبي قدر الإمكان.
- تجنب المحفزات البيئية الأخرى مثل: الأبخرة الكيميائية ودخان احتراق الخشب.
- فقدان الوزن، للتقليل من الضغط على القلب والرئتين وتسهيل ممارسة الرياضة، وذلك لتقوية الجهاز القلبي الوعائي والجهاز التنفسي.
- التروّي عند التكيف مع الارتفاعات العالية، وممارسة الأنشطة تدريجيًا، والتقليل من التمرينات الرياضية على الارتفاعات الأعلى من 5000 قدم.
مجموعات خاصة
قد يؤثر ضيق النفس على مجموعات معينة من الأشخاص بطرق مختلفة:
الحمل: تشيع الأعراض الخفيفة لضيق النفس أثناء الحمل وفقًا لمركزعيادة كليفلاند للتعليم المستمر. إذ يغير الحمل من قدرة المرأة على التنفس.
تزداد قدرة التنفس أثناء الحمل ولكن ينخفض حجم الرئة أيضًا بنسبة 20% بنهاية الزفير.
لا يتغير معدل التنفس أو عدد الأنفاس في الدقيقة عادةً أثناء الحمل.
كبار السن ومرضى المشكلات الصحية الخطيرة: قد يتطور ضيق النفس عندما يصل المريض إلى مرحلة متأخرة من أمراض معينة.
يمكن التعامل مع ضيق النّفس على أنه جزء من سلسلة الإجراءات المتبعة لإنهاء الحياة، لأنه في حال علاج ضيق النفس بأدوية معينة قد يسبب مشاكل للمريض هو في غنى عنها.
الرضع: تعتبر أمراض الجهاز التنفسي العلوي التي تؤدي لعسر التنفس الحاد حالةً طارئةً شائعةً نسبيًا بين الأطفال. وهي أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لنوبات ضيق النفس عند الرضع.
من الأسباب الشائعة لضيق النفس عند الرضع: مرض الخانوق واستنشاق أو ابتلاع جسم غريب والتهاب لسان المزمار.
نظرة عامة
يعتمد التعامل مع مشكلة ضيق النفس على السبب.
يُمكن القضاء على مشاكل التنفس أو تقليلها بشكل كبير إذا أمكن علاج الحالة الأساسية وتحسينها مثل: الالتهاب الرئوي أو الربو غير الحاد.
ولكن قد يكون التحسن محدودًا إذا كان ضيق النّفس نتيجة أمراض خطيرة أو مزمنة تسوء بمرور الوقت، مثل: قصور القلب المزمن أو الربو الحاد أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
يحتاج مرضى ضيق النفس إلى التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية لهم لوضع خطة علاجية شاملة واتباعها.
اقرأ أيضًا:
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
كيف يؤثر جهاز المناعة على علاج الاضطرابات النفسية؟
ترجمة: منار سعيد
تدقيق: رزوق النجار
مراجعة: صهيب الأغبري