ضربة الشمس هي حالة طبية مهددة للحياة تحدث بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 40 درجة مئوية، إذ تنتج عادةً عن بذل مجهود بدني في الظروف الحارة والرطبة. قد تشمل أعراض الإصابة بضربة الشمس الارتباك أو نوبات الاختلاج أو فقدان الوعي، وقد تحدث مضاعفات صحية خطيرة إن لم تُعالج، مثل: فشل الأعضاء أو الغيبوبة أو الوفاة في بعض الحالات.
ما هي ضربة الشمس؟
تُعد ضربة الشمس أو ضربة الحر من أشد أنواع الأمراض المرتبطة بالحرارة؛ قد تؤدي إلى تلف دماغي أو فشل عضوي أو الوفاة.
ما أنواع ضربة الشمس؟
- ضربة الشمس الجهدية: تحدث نتيجة الإجهاد البدني في الظروف الحارة والرطبة، إذ تتطور في غضون ساعاتٍ قليلة.
- ضربة الشمس غير الجهدية (الكلاسيكية): تحدث بسبب العمر أو الظروف الصحية الكامنة، إذ تميل إلى التطور على مدى أيام.
هل الإنهاك الحراري وضربة الشمس وجهان لعملة واحدة؟
تندرج الحالتان تحت أنواع ارتفاع الحرارة، إذ يتطور الإنهاك الحراري إلى ضربة الشمس في حال عدم علاجه. لا يسبب الإنهاك الحراري مشكلات عصبية عادةً، ولا يُعد حالة طبية مهددة للحياة على عكس ضربة الشمس.
من الأشخاص المعرضون للإصابة بضربة الشمس؟
قد يُصاب أي شخص بضربة الشمس، لكن يُعد الأطفال وكبار السن أكثر عرضةً لخطر الإصابة؛ لأن أجسامهم غير قادرة على تنظيم الحرارة بصورة فعالة، بالإضافة إلى الرياضيين والجنود والعمال الذين تتطلب مهنهم عملًا بدنيًا في الظروف الحارة.
تتضمن العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بضربة الشمس ما يلي:
- تناول الكحول.
- أن يكون ذكرًا.
- عدم تناول كميات كافية من السوائل (التجفاف).
- تناول الأدوية التي تؤثر في قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة، مثل: مدرات البول أو المهدئات أو المسكنات أو أدوية القلب وضغط الدم.
- الإصابة بالأمراض التي تؤثر في قدرة الجسم على التعرق مثل التليف الكيسي.
- الإصابة بحالات طبية معينة، مثل: اضطراب النوم أو مشكلات في القلب أو الرئتين أو الكلى أو الكبد أو الغدة الدرقية أو الأوعية الدموية.
- ارتداء ملابس ثقيلة أو ضيقة مثل البدلات الواقية.
- الإصابة بالحمى الشديدة.
- السمنة.
- تاريخ مرضي سابق للإصابة بضربة الشمس.
- سوء القدرة على التكيف أو عدم قدرة الجسم على مواجهة الظروف الحارة.
ما مدى شيوع الإصابة بضربة الشمس؟
تشير الدراسات إلى إصابة نحو 20 من كل 100 ألف شخص في الولايات المتحدة سنويًا، وتُعد أكثر شيوعًا في المناطق الحضرية خلال فترات الحر الشديد، إذ تسبب سنويًا ما بين 240 و 833 حالة وفاة في الولايات المتحدة.
ما أسباب ضربة الشمس؟
تحدث ضربة الشمس عندما يعجز الجسم عن التكيف مع الحرارة العالية بتخفيض درجة حرارته الداخلية، إذ يضبط الوطاء (جزء من الدماغ يتحكم بالعديد من وظائف الجسم) درجة حرارة الجسم الأساسية على 37 درجة مئوية. لكن إذا اختل توازن الصادر والوارد الحراري في الجسم، سترتفع درجة الحرارة الداخلية فوق درجة الحرارة الأساسية.
ما أعراض وعلامات الإصابة بضربة الشمس؟
إذا ظهرت إحدى العلامات أو الأعراض التالية يجب الاتصال بالإسعاف على الفور:
- نقص التعرق (جلد جاف لا يتعرق، إذ يُعد حالة شائعة في ضربة الشمس غير الجهدية).
- الترنح (اضطرابات في الحركة والتنسيق).
- اضطرابات في التوازن.
- هذيان (الارتباك أو عدم توجه).
- دوار.
- تعرق مفرط يستمر بعد التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية (أكثر شيوعًا في ضربة الشمس الجهدية).
- جلد متوهج وساخن أو شاحب جدًا.
- ضغط دم مرتفع أو منخفض.
- قرقعة رئوية (صوت فقاعات أو قرقعة في الرئتين).
- غثيان وإقياء.
- قلة التبول.
- زيادة سرعة التنفس أو عدم انتظام ضربات القلب (تسارع في عدد ضربات القلب).
- نوبات تشنجية.
- الإغماء أو فقدان الوعي.
- التعب.
ما المضاعفات المحتملة لضربة الشمس؟
قد ينجم عن الإصابة بضربة الشمس مضاعفات مثل دخول الجسم بحالة صدمة أو غيبوبة، إذ يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى:
- متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS.
- وذمة دماغية.
- فشل كلوي.
- فشل كبدي.
- تلف في الأعصاب.
- انخفاض في معدل الاستقلاب.
- انخفاض كمية الدم المتدفق نحو القلب واضطرابات أخرى في الدورة الدموية.
كيف تُشخص ضربة الشمس؟
يُشخص مقدمو الرعاية الصحية ضربة الشمس في قسم الطوارئ، إذ تُستعرض أعراض المصاب وتُقاس درجة حرارته ويُجرى فحص جسدي. قد يتطلب الأمر أيضًا إجراء اختبارات دموية أو تحليل بول، إضافةً إلى تصوير الصدر بالأشعة السينية أو تخطيط كهربية القلب (ECG) لمراقبة النشاط الكهربائي في القلب.
كيف تُعالج ضربة الشمس؟
تتطلب ضربة الشمس علاجًا فوريًا، في حال كان الشخص ينتظر وصول سيارة الإسعاف يجب تبريد الشخص المُصاب قدر الإمكان عبر:
- تطبيق كمادات ثلجية على منطقة الرقبة أو تحت الإبط أو على المنطقة الأربية.
- تشجيع المصاب على شرب السوائل المملحة قليلًا، مثل المشروبات الرياضية أو المياه المملحة.
- وضع المصاب في مكان بارد ومُظلل ومهوي جيدًا.
- غمر المصاب بالماء البارد إن أمكن.
- رش الجسم برذاذ مائي ثم تعريضه للهواء الدافئ (تبريد تبخيري)، ما يؤدي لتبخر الماء وتبريد الجسم.
- مراقبة التنفس بحذر وإزالة أي انسداد في الطرق التنفسية.
- الامتناع عن إعطاء الأدوية، بما في ذلك الأسبرين والأسيتامينوفين.
- خلع الملابس الضيقة أو الثقيلة.
في المستشفى يتلقى الشخص المصاب الرعاية الآتية:
- يُعطى سوائل وريدية مبردة من خلال وريد في الذراع.
- يُلف الجسم بأغطية مبرّدة.
- حمام الثلج.
- يُعطى المصاب دواء لمنع النوبات التشنجية.
- أكسجين إضافي.
أحيانًا يكون العلاج التبريدي بغسل تجاويف الجسم بالماء البارد أمرًا ضروريًا، إذ نُدخل قسطرة (أنابيب رفيعة ومرنة) إلى المستقيم أو أسفل الحنجرة لملء تجاويف الجسم بالماء البارد وخفض درجة حرارته.
نتوقف عن استخدام علاجات التبريد فور انخفاض درجة الحرارة إلى 38.9 درجة مئوية، إذ تعتمد طول الفترة التي يقضيها المصاب في المستشفى على شدة الإصابة ومدى كفاءة عمل الأعضاء.
كيف تتجنب الإصابة بضربة الشمس؟
في معظم الحالات، يمكن تجنب الإصابة عبر:
- تجنب النشاط البدني الشاق في الظروف الحارة والرطبة.
- تناول المشروبات الرياضية أو السوائل المملحة قليلًا.
- دع جسمك يتأقلم تدريجيًا مع درجات الحرارة المرتفعة على مدار أسابيع في حال كنت مضطرًا للعمل في ظروف حارة أو ممارسة الرياضة.
- عدم ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة في الأماكن المغلقة والحارة مثل السيارات.
- البقاء في مكان مكيّف وبتهوية جيدة في أثناء موجات الحر.
- ارتداء ملابس فضفاضة وذات وزن خفيف وألوان فاتحة في حال اضطررت إلى الخروج في الجو الحار.
ما إنذار الإصابة بضربة الشمس؟
يعتمد إنذار الإصابة على مجموعة عوامل، منها:
- العمر.
- إلى أي درجة وصلت ذروة الحرارة؟
- مدة بقاء الحرارة مرتفعة قبل تلقي العلاج.
- الصحة العامة.
يموت نحو 10-65% من المصابين بضربة الشمس غير الجهدية بسبب الأمراض، ويُعد إنذار الإصابة بضربة الشمس الجهدية أفضل، إذ يبلغ معدل وفياتها نحو 3-5%. قد يعاني بعض الأشخاص تلفًا دائمًا في الأعضاء أو خللًا في الوظيفة العصبية.
قد تصاحب فترة النقاهة تغيرات في درجة حرارة الجسم عدة أسابيع، إذ يجب على المصاب تجنب النشاط البدني مدة أسبوع على الأقل، إضافةً إلى إجراء اختبارات دورية لمراقبة وظائف الكلى والكبد.
قد تستغرق المضاعفات المؤقتة عدة أشهر حتى تختفي، ومن الجدير بالذكر أنه فور إصابة الجسم بضربة الشمس، سوف يصبح عرضةً للإصابة بأمراض الحرارة مجددًا.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
في فترة النقاهة ينبغي الاتصال بالطبيب فور الشعور بشيء غير طبيعي، مثل:
- ضعف في الإدراك (اضطرابات عقلية أو في الذاكرة).
- صعوبة في التنفس.
- مشكلات في الكبد والكلى.
- قلة التبول.
في النهاية، يجب عدم نسيان اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة عند اضطرار الشخص الوجود في الظروف البيئية الحارة.
اقرأ أيضًا:
الوشوم وضربات الشمس (الحر) كيف تؤثر الوشوم عليك عند تعرضك للشمس؟ أتحميك أم تزيد المخاطر؟
الطقس الحار والرطب للغاية يمكن أن يقتلك بسهولة أكبر مما تظن!
ترجمة: سارا رياض الخضر
تدقيق: عبد المنعم الحسين
مراجعة: لبنى حمزة
