باختصار
صرَّح إلون ماسك المدير التنفيذي لشركة (SpaceX) -معتمدًا على نجاح تجربة إعادة إستخدام صاروخ «فالكون 9» الشهر الماضي- أنه واثق من قدرة شركته على تقليل تكاليف السفر إلى الفضاء مئة مرة أقل من التكاليف الحالية.
وستقلل الصواريخ المُعاد استخدامها تكاليف السفر إلى الفضاء أكثر من تلك التي كانت تُستخدم في السابق مرة واحدة.
لذا فإن عصر اكتشاف الفضاء قليل التكلفة قادم بلا شك.
فضاء أرخص
استطاعت سبيس اكس في 30 مارس أن تُطلق وتُهبط الصاروخ فالكون 9 المُعاد إستخدامه وذلك لأول مرة.
فلطالما ادَّعت هذه الشركة أن فالكون 9 سيكون أول صاروخ مداري في العالم أُعيد إستخدامه بالكامل وأنَّ مثل هذه الصواريخ ستُغير من طريقة اكتشاف الفضاء في العالم، وبدأت هذه التوقعات تتحول إلى حقيقة بعد النجاح الذي حققوه الشهر الماضي.
كانت مهمات السفر للفضاء لا تعتمد إلا على الصواريخ المجهزة للاستخدام مرة واحدة. هذه الصواريخ المُعدة للاستخدام مرة واحدة كانت تُستخدم في مهمات مكوك الفضاء لوكالة ناسا، وكانت باهظة التكلفة، فلكل مهمة لابد من تصنيع صاروخ جديد.
تستعد صواريخ سبيس اكس قليلة التكلفة لقيادة عصر جديد من اكتشاف الفضاء. يقول إلون ماسك مؤسس سبيس اكس بعد نجاح المهمة التاريخية في تاريخ الفضاء(SES-10) الأسبوع الماضي: «أنا على أتم الثقة من إمكانية تقليل تكلفة السفر للفضاء حوالي مئة مرة على الأقل».
إعادة الإستخدام هي الحل
أثبتت سبيس اكس جدارتها عند دخولها مرحلة مهمات الفضاء.
وقد قامت الشركة بأكثر من 70 رحلة حسب بيانها على موقعها الإلكتروني.
وهذا يتضمن العديد من الرحلات التي مُوِلَّت عن طريق وكالة ناسا مثل رحلات الإمداد تلك التي كانت تذهب لمحطة الفضاء الدولية. وتعتبر مهمة سبيس اكس في 2012 إلى محطة الفضاء الدولية أول مركبة فضاء خاصة ترسو على محطة الفضاء الدولية، وآخر رحلات الإمداد لمحطة الفضاء الدولية كانت في 19 فبراير الماضي.
أنهت سبيس اكس أيضًا العديد من إختبارات الهبوط باستخدام صواريخها التي تُدعى فالكون 9 بالإضافة إلى العديد من المهمات التي أطلقت لوضع بعض الأقمار الصناعية الخاصة في مداراتها.
وبعد تأكدنا من إمكانية إعادة استخدام صواريخ فالكون 9 فقد أصبحت الأشياء تمضي قدمًا في شركة سبيس اكس.
الخطوة القادمة هي نجاح تجربة إعادة إستخدام صواريخ فالكون 9 بعد التفتيش عليه وإعادة ملئه بالوقود اللازم خلال 24 ساعة فقط من هبوطه.
يُضيف ماسك: «إعادة الاستخدام الكاملة والسريعة للصواريخ هي الحل الحقيقي لفتح أبواب الفضاء على مصراعيها ما يسهل علينا إنشاء حضارة فضائية جديدة».
تُعتبر صواريخ (Falcon9) قوية وضخمة بما فيه الكفاية لتصل إلى السرعات المدارية، وهي قوية أيضًا لتبقى متماسكة عند إعادة دخولها للفضاء.
وتُعتبر أيضاً الصواريخ المدارية الحقيقية المتاحة الموجودة حاليًا التي يُمكن إعادة استخدامها فعليًا.
وعلى الرغم من ذلك فلا يبدو أن ذلك الأمر سيبقى طويلًا؛ فإنَّ شركة (Blue origin) على نفس الطريق للوصول إلى أول صاروخ خاص بها يُعاد إستخدامه مرة أخرى.
كلما زادت مثل هذه الصواريخ التي تُغير من قواعد اللعبة أضاء مستقبل أفضل للبشرية، مليءٌ باكتشافات أكثر للمريخ وبقية عجائب الكون.
ترجمة: محمد خالد عبدالرحمن
تدقيق: عبدالله الصباغ
المصدر