يتسبب شلل بيل بإضعاف عضلات الوجه أو شلّها مؤقتًا، فيظهر لدى المصابين مظهر مترهل في إحدى جهتي الوجه، وأحيانًا على كلتا الجهتين.

هذه الحالة عادًة ليست خطيرة وغالبًا ما تزول في غضون بضعة أشهر بدون علاج.

ما هو شلل بيل؟

شلل بيل هو حالة تسبب شللًا مؤقتًا في الوجه، وعادًة ما تؤثر في عضلات جهة واحدة من الوجه. يظهر بابتسامة غير متناسقة أو بجفن لا يمكن إغلاقه بالكامل، ونادراً ما يؤثر شلل بيل في كلتا الجهتين من الوجه.

يحدث شلل بيل نتيجة لالتهاب وتورم في العصب الوجهي السابع وهو العصب الذي يسيطر على عضلات الوجه. قد تسبب بعض الحالات مثل العدوى الفيروسية الالتهاب، لكن العديد من حالات شلل بيل ليس لها سبب واضح.

قد يؤثر شلل بيل على أي شخص بغض النظر عن العمر، ولكن يتركز تأثيره كثيرًا على الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و60 عامًا، ومتوسط العمر عند بدء الحالة هو 40 عامًا.

يأخذ شلل بيل اسمه من اسم الجراح الاسكتلندي تشارلز بيل، الذي وصف الحالة لأول مرة في القرن التاسع عشر.

هل يُعد شلل بيل حالةً خطيرة؟

لا يُعد شلل بيل حالة خطيرة، وغالبًا ما تشفى معظم الحالات تلقائيًا مع مرور الوقت، لكن نجد أن أعراض شلل بيل مشابهة لحالات طبية خطيرة مثل السكتة الدماغية، لذا من المهم مراجعة الطبيب على الفور بمجرد ملاحظة ضعف العضلات في الوجه.

تشمل أعراض شلل بيل ما يلي:

  •  ضعفًا عضليًا أو شللًا في جانب واحد من الوجه.
  •  صعوبةً أو فقد القدرة على التحدث.
  •  فقد السيطرة على العضلات في نصف الوجه.
  •  فقدًا فجائيًا جزئيًا أو كليًا لواحدة أو أكثر من الحواس: البصر، السمع، الشم، التذوق، اللمس.
  •  رؤيةً غير واضحة أو مزدوجة.
  • ضعفًا عضليًا.
  •  الدوار.
  •  الغثيان والإقياء.
  •  تيبسًا في العنق.
  •  تغيرات في الشخصية وعدم استقرار عاطفي.
  •  فقد الذاكرة.
  •  الصداع الشديد المفاجئ.

ما مدى شيوع شلل بيل؟

يُصاب به نحو 15 إلى 30 شخصًا من كل 100000 شخص سنويًا، ونحو شخص واحد من كل 60 سيعاني منه في وقت ما من حياته، وهو أحد أكثر الأسباب شيوعًا للشلل الوجهي أحادي الجانب.

أعراض شلل بيل:

العلامة الرئيسية لشلل بيل هي شلل عضلات جانب واحد من الوجه، إذ يبدو وكأن نصف الوجه مترهل، وتظهر هذه العلامة في المناطق التالية من الوجه:

  1.  الجبين.
  2.  الحاجب.
  3.  العين والجفن.
  4.  زاوية الفم.

تظهر أعراض شلل بيل فجأةً وتصل إلى أقصى شدتها خلال 48 إلى 72 ساعة.

يعاني بعض الأشخاص ضعفًا خفيفًا في عضلات الوجه، في حين يعاني آخرون شللًا عضليًا تامًا في الوجه.

قد يجد المصاب بشلل بيل صعوبة في تكوين تعابير وجهية كاملة. بوجود تجاعيد على الجبين، فيصبح الغمز، والتكشير على الجانب المتأثر صعبًا أو مستحيلًا. وقد يشعر المصاب بالتنميل أو بثقل في الوجه، ولكن يبقى الإحساس باللمس والحرارة على الجانب المتأثر من الوجه طبيعيًا.

تشمل الأعراض الأخرى لشلل بيل ما يلي:

  •  سيلان اللعاب.
  •  جفاف العين.
  •  صعوبة التحدث والأكل والشرب.
  •  ألمًا في الوجه أو الأذن.
  •  الصداع.
  •  فقد حاسة التذوق.
  •  طنينًا في الأذن.
  •  حساسية للأصوات “احتداد السمع”.

هل توجد علامات إنذار لحدوث شلل بيل؟

قد تشمل أعراض شلل بيل المبكرة العلامات الإنذارية حمى خفيفة وألمًا خلف الأذن، ولكن لا يمكن فعل شيء لمنع تطور شلل بيل إذا بدأ ظهوره، أيضًا قد تظهر هذه الأعراض لسبب آخر وليس بالضرورة بسبب تطور شلل بيل.

أسباب شلل بيل:

يعد التهاب وانضغاط العصب الوجهي السابع هو السبب الرئيسي لشلل بيل.

ينقل العصب الوجهي السابع سيالةً عصبيةً تتحكم في حركات الوجه وتعبيراته، وينقل سيالةً عصبيةً تتعلق بالذوق وإنتاج الدموع.

يتضمن كل جانب للوجه على عصب وجهي، كل عصب منهما يتحكم في جهة واحدة، عندما يتعرض أحدهما للالتهاب، يؤثر ذلك في طريقة تحريك العضلات في الجانب الذي يعصّبه.

وجد العلماء أن بعض الالتهابات الفيروسية قد تؤدي إلى التهاب العصب السابع وتسبب شلل بيل، وتشمل هذه الإصابات الفيروسية:

  •  فيروس الحلأ الأولي الذي يسبب قروحًا باردةً في الفم.
  •  فيروس الحلأ النطاقي الذي يسبب جدري الماء والقوباء.
  •  فيروس إبشتاين بار.
  •  كوفيد-19.

قد تشمل المسببات الأخرى إضعاف الجهاز المناعي بسبب:

  •  التوتر.
  •  الأمراض.
  •  نقص النوم.
  •  رضًا جسديًا.
  •  الأمراض المناعية الذاتية.

عوامل الخطورة:

وجود العوامل التالية تزيد من خطر الإصابة بشلل بيل:

  •  داء السكري.
  •  الحمل.
  •  ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
  •  السمنة (مؤشر كتلة الجسم يبلغ 30 أو أكثر).
  •  ارتفاع ضغط الدم.
  •  إصابة سابقة بشلل بيل.

التشخيص:

يشخص الطبيب شلل بيل بناءً على الأعراض الظاهرة على المريض. سوف يسأل الطبيب متى بدأت الأعراض، وما إذا كانت قد تغيرت هذه الأعراض.

سيُجري الطبيب أيضًا فحصًا جسديًا ويطلب من المريض محاولة تحريك عضلات الوجه بطرق معينة.

العلامة الرئيسية لشلل بيل في الفحص الجسدي هي الضعف الجزئي أو الكامل في الجبين.

قد تسبب حالات أخرى شلل بيل؛ مثل: السكتة الدماغية، والساركوئيد، وداء لايم، والالتهابات البكتيرية في الأذن الوسطى، والتصلب المتعدد، والأورام القريبة من العصب الوجهي. وقد تسبب هذه الحالات شللًا وجهيًا يشبه شلل بيل.

عادًة يشخص الطبيب شلل بيل بدقة استنادًا إلى تاريخ ظهور الأعراض والفحص السريري وحده، ولكن، قد يقترح أحيانًا إجراء واحد أو أكثر من هذه الاختبارات التالية:

  •  فحوصات الدم للتحقق من وجود أمراض مثل داء لايم أو الساركوئيد.
  •  التخطيط الكهربائي للعضلات لفحص نشاط الأعصاب.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي، لاستبعاد وجود السكتة الدماغية والورم والتصلب المتعدد، أو أي شيء يسبب ضرر للأعصاب.
  •  البزل القطني، للتحقق من التهاب السحايا، وداء لايم، أو الساركوئيد.

علاج شلل بيل:

معظم حالات شلل بيل تتحسن دون علاج، قد يوصي الطبيب بأحد هذه العلاجات أو أكثر لتخفيف الأعراض وتسريع عملية الشفاء:

  •  رعاية العين: قطرات العين -بما في ذلك الدموع الصناعية- لتخفيف جفاف العيون وتهيجها.
  •  الكورتيكوستيرويدات الفموية: مثل البريدنيزون، قد تساعد على تقليل انتفاخ الأعصاب.
  •  أدوية مضادة للفيروسات: قد تعزز الأدوية المضادة للفيروسات الشفاء.
  •  تحفيز كهربائي: على الرغم من أن بعض الأطباء يوصون بالتحفيز الكهربائي لمنع فقدان العضلات الوجهية بعد شلل بيل، فإن الدراسات لم تظهر أي فائدة من هذا العلاج.

في حالات نادرة لا يختفي فيها شلل بيل، تغدو العمليات الجراحية التجميلية خيارًا ممتازًا، تساعد على تصحيح التشوه الوجهي وإغلاق الجفن.

الوقاية من شلل بيل:

لا يوجد شيء يمكن فعله لمنع الإصابة بشلل بيل، إنه مرتبط بإنتانات فيروسية، ولكن ليس كل من يعاني من تلك العدوى الفيروسية يتطور عنده شلل بيل.

إذا كان لدى الشخص عوامل خطر للحالة، مثل داء السكري، البدانة، أو ارتفاع ضغط الدم، فعلاج هذه الحالات قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بشلل بيل.

ما مدة استمرار شلل بيل؟

قد يستمر شلل بيل بضعة أسابيع إلى ستة أشهر، وتبدأ الأعراض عادةً في التحسن تدريجيا خلال ثلاثة أسابيع.

تتعافى نسبة تصل إلى 80% من المصابين بالكامل ولا يظهرون أي علامات على شلل بيل خلال ثلاثة أشهر.

قد يعاود شلل بيل الظهور مرة أخرى في وقت لاحق من الحياة، ويحدث هذا لحوالي 5% إلى 10% من الأشخاص الذين عانوا منه.

هل يعد شلل بيل حالةً دائمة؟

معظم حالات شلل بيل ليست دائمة، فقد تستعيد عضلات الوجه العادية وظيفتها بالكامل بعد مرور فترة من الزمن، يحدث هذا في 80% من الحالات.

بالنسبة للبعض الآخر، قد يكون ضعف العضلات في الوجه طويل الأمد، فكلما طالت فترة التعافي، زاد احتمال وجود مشكلات دائمة.

ترتبط عوامل الخطر التالية بنتائج سيئة:

  •  شلل الوجه الكامل.
  •  تجاوز سن الستين.
  •  نقص إنتاج اللعاب.
  •  تضرر حاسة التذوق.

اقرأ أيضًا:

شلل بيل أو شلل العصب الوجهي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

العصب الوجهي: وظيفته واضطرابه وشلله

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: ألاء ديب

المصدر