نجحت تجربة (ASACUSA) في إنتاج أول حزمة لها من ذرات الهيدروجين المضادة في سيرن “CERN” (المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية). في بحثٍ نُشر في مجلة “Nature Communications” تمّ تقرير الكشف عن 80 ذرة مضادة من الهيدروجين على بُعد 2.7 متر من مكان إصدار الشعاع المدروس. تُعتبر هذه النتائج خطوة هامة في تجارب التحليل الطيفي العالي الدقة لذرات الهيدروجين المضادة. رغم صعوبتها، تُتيج التّجارب إنتاج ذرات مضادة من الهيدروجين في “CERN” عن طريق تهجين إلكترون موجب الشحنة (بوزيترون) وبروتون سالب الشحنة ذو طاقة منخفضة في جهاز مبطئ البروتونات المضادة.
من المتوقع ان أن أطياف الهيدروجين والهيدروجين المضاد متطابقة لذلك فإن أي اختلاف طفيف بين المادتين سيفتح النافذة حتمًا على قوانين جديدة للفيزياء وسيساعد في حل لغز المادة المضادة. يعتبر الهيدروجين بتركيبته المتألفة من -بروتون وحيد بالاجتماع مع إلكترون وحيد- من ابسط الذرات الموجودة في الفيزياء وواحدًا من أكثر الأنظمة التي تمّ فهمها ودراستها بدقة في الفيزياء الحديثة. وبالتالي تُعتبر عمليات التفاضل بين ذرات الهيدروجين والهيدروجين المضاد واحدة من أفضل الطرق لإجراء بحوثات دقيقة في مجال محاكاة المادة/ المادة المضادة.
عند إلتقاء المادة والمادة المضادة تفنيان على الفور [مطلقين طاقة ونيوترينوات]. لذلك فبالإضافة إلى صعوبة إنتاج الهيدروجين المضاد، كان من التّحديات التي تواجه العلماء إبقاء ذرات المادة المضادة بعيدًا عن ذرات المادة الأساسية. لإنجاز هذه التجربة استفاد العلماء من خصائص الهيدروجين المضاد المغناطيسية واستخدموا حقلاً مغناطيسيًا غير موحد ذو قوة عالية لحجز الذرات مدة كافية لإجراء الدراسات عليها.
شهدت السنوات الماضية الأخيرة تقدماً متسارعاً في تجارب المادة المضادة التي تجرى في “CERN”، حيث أعلن الخبراء في سنة 2011 عن نجاحهم في إحتجاز ذرات الهيدروجين المضادة لمدة 1000 ثانية من خلال تجربة “ALPHA”. كما تمّ رصد التحولات الدقيقة التي تجري على الذرات المضادة في عام 2012. في عام 2013 أيضًا، أعلن الخبراء القائمون على تجربة “ATRAP” عن نجاحهم لأول مرة في إجراء قياس مباشر على العزم المغناطيسي للبروتون المضاد بدقة كسرية تعادل 4.4 أجزاء في المليون.