سلسلة أمراض القلب – الجزء الأول –
تعد أمراض القلب السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة، فهي تتسبب بما يزيد عن 600 ألف وفاة بين الأمريكيين كل عام، وللتوضيح فإن هذا يعني أن رُبع الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية سببها أمراض القلب.
يشير مصطلح «مرض القلب – Heart Disease» إلى مجموعة من حالات تحدث نتيجة ضيق أو انسداد الأوعية الدموية مما يؤدي إلى أزمة قلبية أو سكتة وأشهرها مرض الشريان التاجي. وتشمل أنواع أخرى من أمراض القلب إصابة عضلة القلب ذاتها أو صمامات القلب أو ألا يضخ القلب الدم بشكل كافٍ مسبباً نوبة قلبية. ويجدر الذكر بأنه قد يولد البعض مصابين خلقيَّا بهذا المرض. [1]،[10] والاتهام الذي يخطر على الأذهان عند الحديث عن أمراض القلب هو أن أسلوب الحياة العصرية مع مستويات الكوليسترول المرتفعة هي السبب في تضييق الشرايين والتسبب في جلطات تؤدي إلى الموت المفاجئ. فهل هذا صحيح؟
عرض الباحثون في اجتماع لرابطة القلب الأمريكية في 2009 في فلوريدا، نتائج دراسة أظهرت أن بعض المومياوات المصرية التي يتجاوز عمرها 3500 عامًا كانت مصابة بتصلب الشرايين. فالفرعون «مرنبتاح» الذي توفي عام 1203 ق.م. كان مصاباً بهذا المرض بالإضافة إلى 9 من أصل 16 مومياء أخرى تمت دراستها. وبدأ البشر بدراسة الأمراض القلبية وأولها أمراض الشريان التاجي في حقبة زمنية أخرى حين درس ليوناردو دافنشي (1452–1519) الشريان التاجي، ثم كان الفضل في اكتشاف الدورة الدموية إلى ويليام هارفي (1578–1657) الذي وصف كيفية تحرك الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين ثم الشريان الأبهر أو الأورطي ثم إلى الأوعية الدموية في باقي الجسم ثم إلى الرئتين مرة أخرى.
ووصف فريدرك هوفمان (1660–1742) لاحقًا مرض الشريان التاجي بأنه يحدث عند نقص الدم المتدفق في الشرايين التاجية. ثم جاء دور الذبحة الصدرية التي حيرت أطباء القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وفي ذلك الوقت لم يدخر طبيب القلب ويليام أوسلر (1849–1919) جهدًا في دراسة الذبحة الصدرية وكان من أول من قالوا بأن الذبحة الصدرية متلازمة وليست مرضًا قائمًا بذاته. وفي العام 1912 كان الأمريكي جايمس هيرك أول من استنتج أن الذبحة الصدرية تحدث عند تضييق الشرايين التاجية تدريجيًا ببطء، ويرجع الفضل له في استخدام مصطلح «الأزمة القلبية – Heart Attack.» [4]
توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض في القلب :
أ. العمر: بتقدم العمر تزيد نسبة الشرايين التالفة أو الضيقة وتضعف عضلة القلب.
ب. الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض في القلب من النساء إلا أن نسبة إصابة النساء تزداد بعد انقطاع الطمث.
ت. التاريخ الوراثي: يزداد احتمال إصابة الشخص بمرض في القلب عند وجود إصابة سابقة في عائلته، خصوصًا من أحد الأبوين أو الأخوة في سن مبكرة – قبل 55 عامًا للذكور وقبل 65 عامًا للإناث.
ث. التدخين: يعمل النيكوتين على انقباض الأوعية الدموية بالإضافة إلى أن أول أكسيد الكربون قد يدمر الغشاء الداخلي لهذه الأوعية الدموية جاعلًا المدخن أكثر عرضة لتصلب الشرايين والأزمات القلبية.
ج. التغذية غير الصحية: استهلاك كميات غير صحيّة من الدهون والملح والسكر والكوليسترول.
ح. ضغط الدم المرتفع: مما يتسبب في زيادة كثافة الشرايين وصعوبة تدفق الدماء.
خ. مستويات الكوليسترول المرتفعة: تتسبب في زيادة نسبة الإصابة بتصلب الشرايين.
د. مرض السكري: يتسبب في زيادة خطر الإصابة بمرض في القلب ويتشارك المرضان في عاملين يزيدان من نسبة الإصابة بهما وهما السمنة المفرطة وضغط الدم المرتفع.
ذ. عوامل أخرى مثل: عدم ممارسة الرياضة والتوتر الدائم وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية مما يؤدي إلى الإصابة بعدوية بكتيرية أو فيروسية تصيب عضلة القلب. [1]،[5]،[11]
هناك علامات يمكنك بها اكتشاف الأزمة القلبية مثل:
أ- عدم ارتياح في منطقة الصدر: تتضمن معظم الأزمات القلبية عدم ارتياح في منطقة الصدر تستمر لعدة دقائق وتزول بعدها ثم تعود مرةً أخرى. يمكن وصفها بأنها ضغط غير مريح أو ألم في هذه المنطقة.
ب- عدم ارتياح في أماكن أخرى في نصف الجسد العلوي: مثل ألم في أحد الذراعين أو كليهما أو مؤخرة العنق أو الفك أو المعدة.
ت- انقطاع الأنفاس: مع أو بدون وجود عدم ارتياح في منطقة الصدر
ث- دوار أو غثيان أو عرق بارد
ويمكن اكتشاف السكتة بعلامات أخرى مثل:
أ. خدر مفاجئ أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق خصوصًا في جانب واحد من الجسد.
ب. ارتباك مفاجئ أو صعوبة في الكلام أو الفهم.
ت. صعوبة مفاجئة في الرؤية بإحدى العينين أو كليهما.
ث. صعوبة مفاجئة في المشي أو دوار و فقدان الاتزان.
ج. صداع حاد مفاجئ من دون سبب معروف. [1]،[8]،[9]
يوجد أيضًا اختبارات لتشخيص مرض القلب مثل أشعة أكس على الصدر واختبارات الدم وتخطيط كهربائية للقلب «ECG» لاكتشاف العيوب في إيقاع دقات القلب وبنيته، وهناك جهاز ضغط القلب الكهربائي «Holter monitoring» لاكتشاف العيوب في إيقاع دقات القلب غير القابلة للرصد بواسطة جهاز تخطيط كهربائية للقلب. ويوجد أيضًا اختبار تخطيط صدى للقلب «Echocardiogram» لإعطاء تفاصيل عن أداء القلب وبنيته، وكذلك القسطرة القلبية «Cardiac catheterization» للتحقق من العيوب في صمامات القلب والأوعية الدموية. والتصوير المقطعي المحوسب للقلب «Cardiac computerized tomography» أو «Cardiac CT scan» عن طريق أشعة أكس لفحص القلب. والتصوير بالرنين المغناطيسي للقلب «Cardiac magnetic resonance imaging (MRI)» لفحص القلب. [1]،[7]،[12] وفي المقال القادم سنقدم لكم فكرة عن طرائق العلاج وبعض أشهر أنواع أمراض القلب ونبذة عن كل منها.
إعداد: محمد صادق
مراجعة: أحمد شهم شريف
المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3
الدراسة
المصدر 4
المصدر 5
المصدر 6
المصدر 7
المصدر 8
المصدر 9
المصدر 10
المصدر 11
المصدر 12