سعفة القدم هي عدوى فطرية تصيب الطبقة العليا من الجلد في القدم، خاصة عندما تكون دافئة ورطبة ومُهيجة، تُعرف أيضًا بقدم الرياضي أو القوباء الحلقية للقدم. (الفطريات الشعروية – Trichophyton) هي المسؤولة عن الإصابة بسعفة القدم وتوجد غالبًا على الأرض وفي الملابس. تسبب الفطريات العدوى فقط إذا توافرت الشروط الملائمة؛ إذ تحتاج إلى بيئة دافئة ورطبة مثل الحذاء، لذلك فإن 0.75 % فقط من الذين يمشون بدون أحذية يصابون بالعدوى. مع ذلك فإن 70% من البشر سيصابون بها مرة على الأقل في حياتهم.
تتطور سعفة القدم غالبًا بين أصابع القدم محدثة حرقة واحمرارًا وحكة وقد تسبب تقشرات عند بعض الناس. تُعد سعفة القدم أكثر عدوى فطرية شيوعًا. رغم أنها معدية، تُعالج سعفة القدم بالأدوية دون وصفة طبية. لا بد للأشخاص ضعيفي المناعة أو المصابين بالسكري من مراجعة طبيبهم فور تطور الإصابة.
حقائق سريعة عن سعفة القدم:
إليكم بعض النقاط المفتاحية عن سعفة القدم وبقية التفاصيل والمعلومات الداعمة ستجدونها في المقال:
سعفة القدم مرض فطري يسببه فطر الشعرويات. غالبًا، يفيد العلاج المُعطى دون وصفة طبية في علاج سعفة القدم. في بعض الأحيان قد تنتشر سعفة القدم إلى اليد مسببة سعفة اليد.
الأسباب:
الشعرويات فطريات جلدية، تسبب أمراضًا في الجلد والشعر والأظافر. توجد بشكل طبيعي غير مؤذ على سطح الجلد، وتتكاثر بشكل محدود طالما أن الجلد جاف ونظيف، ولكن حين يصبح الجلد رطبًا ودافئًا تبدأ بالتكاثر السريع.
إن الأحذية الضيقة والسميكة تساهم في الإصابة بسعفة القدم لأنها تضم أصابع القدم إلى بعضها، وبالتالي تتوفر بيئة مثالية لتكاثر الفطريات. يقول الخبراء إن الأحذية البلاستيكية أكثر دفئًا ورطوبة، وبالتالي تساهم بشكل أكبر في الإصابة بسعفة القدم من بقية أنواع الأحذية الأخرى مثل الجلد والقنب.
يمكن لسعفة القدم أن تنتقل بالعدوى المباشرة وغير المباشرة:
العدوى المباشرة تكون عن طريق اتصال الجلد بالجلد حين يلامس شخص سليم المنطقة المصابة لشخص مصاب بالسعفة. العدوى غير المباشرة تكون من خلال الأسطح الملوثة بالفطر مثل الجوارب، والأحذية والملابس وملاءات السرير والمناشف.
تنتشر سعفة القدم كثيرًا عن طريق المسابح والحمامات العامة. غالبًا ما تكون هذه الأماكن رطبة ودافئة. الأشخاص ضعيفو المناعة لديهم احتمال أعلى للإصابة بسعفة القدم.
الأعراض والصور:
تصيب الحكة جلد القدم خاصة بين الأصابع، مع إحساس بالحرق أو الوخز، قد تظهر بعض الأعراض الأخرى على الجلد مثل:
- الجفاف
- التقشر
- الاحمرار
- الجلد المحرشف
- التشقق
أحيانًا، عندما يتشقق الجلد يبدأ الرشح ويكتسي بالقشرة وتظهر البثور الحاكة أو التورمات. تظهر بعض الحرشفة أخمص القدم وجانبها. قد يحدث خمج جرثومي في مكان الإصابة وذلك عندما تكون السعفة شديدة وتسبب قرحات مفتوحة على الجلد، ما يجعله ملائمًا للغزو الجرثومي.
تنتقل السعفة من إصبع لآخر إذا تُركت من دون علاج. ويظهر طفح جلدي على جوانب القدم وأسفلها. في حالات نادرة، قد تنتشر السعفة إلى اليدين مسببة الإصابة بسعفة اليد والتي تظهر بأعراض مشابهة لسعفة القدم.
قد يتسبب الشخص المصاب في انتشار الإصابة إذا خدش المنطقة المصابة ثم لمس مناطقًا أخرى من الجسم. يجب علاج سعفة القدم فور ظهورها، ومن الضروري أيضًا غسل اليدين بعد لمس المنطقة المصابة بالصابون والماء الدافئ.
التشخيص:
تُشخص سعفة القدم عن طريق ملاحظة العلامات المميزة والأعراض. قد يبحث الطبيب عن أمراض أخرى مثل الإكزيما الجلدية أو الصداف أو بعض الأخماج الجلدية البسيطة.
الاختبار الأكثر شيوعًا هو «هيدروكسيد بوتاسيوم الآفة الجلدية» وفيه يأخذ الطبيب عينة من المنطقة المصابة ويضعها في هيدروكسيد البوتاسيوم الذي يدمر الخلايا البشرية تاركًا الفطريات التي تُدرس تحت المجهر.
علاج سعفة القدم:
تكون الأعراض خفيفة في معظم الحالات، ولا يحتاج المريض لزيارة طبيب، لذا يمكن استخدام الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية من الصيدليات وهي فعالة في تطهير الإصابة. في الحالات الشديدة، يصف الطبيب مضادات فطرية قوية غالبًا ما تكون فموية وهي تقتل الفطريات المسببة للإصابة. توجد أشكال متعددة لمضادات الفطريات مثل:
- الأقراص
- البودرة
- السوائل
- البخاخات
- الكريمات
معظم الأدوية الموضعية -التي تُوضع مباشرة على الجلد المصاب- لا تحتاج وصفة طبية. قد يعطيك الصيدلي أحد المضادات التالية لعلاج سعفة القدم:
- كلوتريمازول
- إيكونازول
- كيتوكونازول
- ميكونازول
- تيربينافين
- سولكونازول
يصف الطبيب الأدوية الجهازية إذا كانت الأعراض شديدة أو لعدم كفاءة الأدوية الموضعية.
الأدوية الجهازية مثل:
- غريزوفولفين
- إيتراكونازول
- تيربينافين
قد تؤثر مضادات الحموضة على امتصاص مضادات الفطريات الجهازية، بينما تؤثر مضادات الفطريات على عمل الأدوية المضادة للتخثر. يجب أن لا يُعطى كبار السن والأطفال بعض الأنواع من مضادات الفطريات.
تحقق من الصيدلي أو الطبيب أو الممرضة أو اقرأ التعليمات المرفقة مع علبة الدواء. تختلف الجرعات عند الأطفال كما أن بعض الأدوية (تُستقلب – etabolized) في الكبد لذلك لا بد من التحقق من سلامة الكبد قبل أخذ الدواء.
تُمنع بعض مضادات الفطريات أثناء الحمل، بينما يؤثر بعضها الآخر على الجهاز التناسلي للذكر والأنثى. لا بد للحوامل أو من يخططن للإنجاب من استشارة الطبيب.
هيدروكورتيزون:
قد يصف الطبيب الهيدروكورتيزون إذا كان الجلد متقرحًا بشدة أو يوجد الكثير من التورمات. يمكن شراء الجرعات المنخفضة منه دون وصفة طبية. بينما تتطلب الجرعات العالية وصفة طبية.
علاج سعفة القدم في المنزل:
يمكن إجراء بعض الخطوات في المنزل مثل:
- غسل القدمين بالماء والصابون.
- نقع القدمين بالماء المملح أو الخل الممدد لتنظيف البثرات.
- تشير بعض الأدلة إلى أن نقع القدمين بمحلول زيت شجرة الشاي يساعد أيضًا.
- التحقق من جفاف القدمين بعد غسلهما وخاصة بين الأصابع.
- ارتداء جوارب جافة قطنية نظيفة.
- المحافظة على جفاف القدمين وتبديل الأحذية والجوارب دائمًا.
- غسل المناشف دائمًا وعدم مشاركتها مع الآخرين.
الوقاية من سعفة القدم :
إن سر تقليل خطر الإصابة بسعفة القدم هو المحافظة على جفاف ونظافة الأحذية والجوارب والقدمين.
ينصح الخبراء بالتالي:
- غسل القدمين مرتين في النهار بالماء والصابون، خاصة بين الأصابع.
- حافظ على قدميك جافتين بوضع منتجات بودرة التالك المضادة للفطريات.
- امش حافي القدمين في المنزل قدر المستطاع.
- اخلع حذاءك فور انتهاء الرياضة أو التمرين.
- ارتد الأحذية الواسعة المهواة بشكل جيد خاصة في الفصول الدافئة، ويفضل أن تكون من الجلد أو القنب.
- تأكد من جفاف قدميك قبل ارتداء أي نوع من الجوارب واختر المصنوعة من مادة تمتص رطوبة القدمين مثل القطن أو الصوف أو الحرير.
- احرص على ارتداء خف المسبح عند السير بالقرب من أحواض السباحة أو الحمامات العامة.
- قم بتبديل حذائك بشكل دوري لتظل الأحذية جافة، إذ تحتاج الأحذية الوقت لتجف.
- لا تشارك أحذيتك مع الآخرين.
- اغسل المناشف بشكل دوري.
إذا كان لديك حيوانًا أليفًا وشعره يتساقط، قد تكون هذه دلالة على وجود سعفة القدم. خذ الحيوان إلى البيطري للعلاج لأن الإنسان قد يصاب بالعدوى من الحيوانات.
في حالة إصابة طفل بالسعفة، لا مانع من استمرار دوامه في المدرسة، لكن يجب إخبار المعلم لكي يختار التدابير المناسبة أثناء صفوف التربية البدنية فلا يسمح للطفل بالسير حافيًا في المدرسة.
المضاعفات:
ينصح الخبراء بعلاج أعراض سعفة القدم بحزم، رغم أن الأعراض غالبًا ما تكون متوسطة والمضاعفات نادرة.
يقلل العلاج المبكر للسعفة من المخاطر التالية:
– إصابة الظفر بالفطريات: إذا لم تُعالج سعفة القدم فإنها قد تنتشر إلى أظافر القدمين وتسبب ما يسمى سعفة الظفر؛ إذ يصبح الظفر أثخن ومائلًا للابيضاض وسريع التكسر، قد يوجد ألم أو التهاب تحت الظفر. تزيد الإصابات غير المعالجة من حدة الألم ومشاكل ارتداء الحذاء والمشي.
- خمج ثانوي بالجراثيم: قد يؤدي ذلك إلى ألم وتورمات في القدم.
- إصابة الجهاز اللمفي: قد تنتشر الإصابة أحيانًا إلى الجهاز اللمفي، وقد يحدث التهاب الأوعية والعقد اللمفية.
- التهاب النسيج الخلوي: هو خمج جرثومي يصيب الأنسجة العميقة في الجلد والدهون والأنسجة الرخوة. قد يؤدي الإهمال في معالجة هذا الخلل إلى مضاعفات خطيرة مثل تسمم الدم أو عدوى العظام، ورغم كونها مضاعفة نادرة للسعفة، لكن يجب علاجها بالمضادات الحيوية.
- الحساسية: يتحسس كثير من الأشخاص من الفطريات المسببة للسعفة ويظهر ذلك على شكل بثور على اليدين والقدمين.
اقرأ أيضًا:
لماذا يبصق الرياضيون السوائل التي يشربونها ولا يقومون ببلعها؟
ما هو مرض القوباء الحلقية (الفطار الجلدي) ؟
مرض بكتيريّ نادر يتسبّب بوفاة ريّاضيّة شابّة ويدعى المرض المنسيّ
ترجمة: علا سليمان
تدقيق: محمد سعد السيد
