المريء هو الأنبوب الواصل بين الحلق أو الحنجرة throat والمعدة، يظهر سرطان المريء على شكل أورام خبيثة malignant tumor على جدار المريء. يعتبر هذا النوع من السرطانات نادرًا في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه أكثر شيوعًا في آسيا وأجزاء من أفريقيا. شكل هذا السرطان 1٪ من التشخيصات الجديدة للمرض، وتقريبًا 2.6٪ من الوفيات بسبب السرطانات في عام 2015، كما أنه في الغالب يصيب الأشخاص فوق سن الـ 55.
يوجد نوعان رئيسيان لسرطان المريء:
- سرطان الخلايا الحرشفية Squamous cell carcinoma: ينشأ في الخلايا المبطنة للجزء العلوي من المريء.
- السرطان الغدي في المريء Adenocarcinoma of the esophagus: يحدث بسبب التغيرات في الخلايا الغدية الموجودة عند تقاطع المريء والمعدة.
هناك أنواع نادرة أيضًا:
- سرطان المشيمة choriocarcinoma.
- سرطان الغدد الليمفاوية lymphoma.
- سرطان الجلد أو الخلايا الصبغية melanoma.
- السرقوم أو سرطان الأنسجة الضامة sarcoma.
- سرطان الخلايا الصغيرة small cell cancer.
بالنسبة لسرطان المريء، تتشابه الأعراض والتشخيص والعلاج للنوعين تقريبًا، في هذه المقالة سنتكلم عن أعراضه وأسبابه وطرق علاجه.
أسباب سرطان المريء:
ينتج السرطان بسبب انقسام ونمو خلايا خارجة عن السيطرة في الجسم، ويبدأ الأثر الضار لهذا المرض عندما تنقسم الخلايا المصابة بشكل خارج عن السيطرة، وتشكل كتلًا أو تجمعات من الأنسجة تسمى الأورام.
بعض الأورام تعتبر حميدة؛ أي أنها تستقر في مكان محدد ولا تنمو لحجم أكبر، بينما تعتبر الأورام الخبيثة خطيرةً جدًا، ومن الممكن أن تنتشر وتنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم في حال عدم علاجها، ويتعارض نمو الأورام مع الوظائف الطبيعية في الجسم.
لكن الأخطر هو دخول السرطان إلى الجهاز اللمفاوي؛ حينها يكون انتشاره أسرع وقد يصل إلى الأعضاء الحيوية.
عوامل الخطر أو المسببات:
يعتبر مسبب سرطان المريء مجهولًا وغير محصور ومحدد، لكن هناك عدة عوامل تعتبر مساعدةً على ظهور المرض وتشمل:
- تعذر الارتخاء المريئي Achalasia: وهو نوع من الاضطرابات الحركية للمريء.
- العمر: يصيب المرض غالبًا الأشخاص بعد عمر الـ 60.
- الكحول والتدخين: أحدهما أو كلاهما يزيدان من خطر الإصابة.
- مرض الاضطرابات الهضمية: قد يزيد من خطر سرطان الخلايا الحرشفية.
- النظام الغذائي أو الحمية: عدم تناول ما يكفي من الخضار والفاكهة قد يزيد من خطر الإصابة.
- العامل الوراثي: وجود إصابة بهذا المرض عند أحد أفراد الأسرة يزيد من احتمالية الإصابة به.
- مرض الجزر المعدي المريئي أو ارتجاع المريء Gastroesophageal reflux disease GERD: يمكن أن تؤدي أعراض المرض الرئيسية إلى ما يعرف بمتلازمة باريت أو مريء باريت Barrett’s esophagus، يخرج حمض الجزر إلى المريء ما يزيد من خطر ظهور الورم الخبيث في المستقبل.
- فيروس الورم الحليمي البشري Human papillomavirus HPV: فيروس معدي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
- التعرض الطويل للمواد الكيميائية والمهيجات: تشمل السناج soot والغبار المعدني وأدخنة العادم exhaust fumes ومحلول هيدروكسيد الصوديوم، أو الغسول lye وغبار ثنائي أكسيد السيليكون أو السيليكاتsilica dust.
- الجنس: الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.
- البدانة: يظهر المرض لدى الأشخاص المصابين بالبدانة أكثر من غيرهم.
- السرطانات الأخرى: المصابون بسرطان الرأس والرقبة في الماضي لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بسرطان المريء.
- العلاج الإشعاعي: عندما يركز الطبيب هذا العلاج للصدر أو الرأس فقد يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
أعراض سرطان المريء:
يُشخص المرض غالبًا في مراحل متقدمة منه؛ بسبب عدم ظهور الأعراض في المراحل الأولية. قد تشمل الأعراض عند ظهورها:
- عسر البلع Dysphagia: يعتبر عادةً من أوائل الأعراض، إذ يصبح تدفق الطعام صعبًا بسبب نمو الأورام الخبيثة وتضيق المريء.
- التقيؤ: يحدث ذلك بسبب تعثر أو التصاق الطعام بالمريء.
- فقدان الوزن: قد يحدث بشكل دراماتيكي ومفاجىء.
- السعال: يصبح السعال أمرًا شائعًا خاصة عند محاولة البلع أو ملء الفم، وأحيانًا يخرج الدم مع السعال.
- التغير في الصوت: قد يصبح الصوت أجشًا.
- الألم والانزعاج: يكون في الحلق أو الحنجرة.
- ارتداد الأحماض أو الرجوع الحمضي Acid reflux: يمكن أن يحدث في حال كان السرطان يؤثر على الجزء السفلي من المريء.
- ألم في الصدر: يرتبط بـالارتداد الحمضي.
التشخيص:
يفحص الطبيب الشخص الذي تظهر عليه الأعراض ويسأل عن التفاصيل، وفي بعض الأحيان يُحال الشخص إلى أخصائي، وسيقوم الطبيب بطلب الاختبارات التشخيصية التالية:
التنظير الداخلي أو الهضمي العلوي Gastroscopy, or endoscopy:
يمرر الطبيب أداةً رفيعةً وطويلةً تدعى المنظار، يبدأ من خلال الفم ثم إلى المريء فالمعدة، يحتوي المنظار على ضوء وكاميرا في نهايته، يحدد الطبيب من خلاله إذا كانت هناك أورام أو تشوهات؛ عن طريق عرض ما يصوره على الشاشة.
خزعة Biopsy:
قد يأخذ الطبيب عينةً من الأنسجة إذا ظهرت نتائج غير طبيعية أثناء التنظير، ثم ترسل لاختصاصي؛ ليفحصها تحت المجهر ويرى إن كانت خبيثةً أم لا.
اختبار ابتلاع الباريوم Barium swallow test:
يشرب المريض سائلًا يحتوي على الباريوم؛ لأنه يظهر في صور الأشعة السينية، ثم يأخذ المختص عدة صور على فترات متباعدة ليستطيع كشف أي عوائق يسببها الورم.
الموجات فوق الصوتية بالمنظار Endoscopic ultrasound:
يعمل منظار الموجات فوق الصوتية بكفاءة أعلى من المنظار التقليدي، ويدخل عن طريق الفم أيضًا، ويستخدمه الطبيب لحظة تأكده من وجود الأورام، وذلك ليتأكد إن كانت الأورام منتشرةً في الأنسجة القريبة أم لا.
عمليات التصوير الأخرى:
يمكن للأشعة المقطعية CT scan أن تساعد في تحديد انتشار السرطان.
علاج سرطان المريء:
يعتمد الطبيب المعالج على عدة عوامل لتحديد طريقة العلاج المناسبة، منها:
- نوع خلايا السرطان.
- درجة تطور المرض.
- صحة وعمر الشخص المصاب بالمرض.
- احتمالية وجود أمراض أخرى.
حيث تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- الجراحة.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
يهدف العلاج إلى القضاء على الأورام السرطانية أو منعها من النمو والانتشار في الجسم، ولتحقيق ذلك قد يوصي الأطباء بالإجراء الجراحي أو الكيميائي أو الاثنين معًا.
قد يحتاج الشخص المصاب للمساعدة في تناول الطعام أو الشراب وفق الطرق التالية:
- إذا كان الشخص المصاب يواجه صعوبةً في البلع، يدخل الجراح الدعامة أو أنبوبًا مريئيًا stent ليبقي المسار سالكًا للبلع.
- أنبوب أنفي معدي A nasogastric tube يمرره الجراح عن طريق الأنف ويعتبر ضروريًا لاستمرار التغذية أثناء مراحل مكافحة الأورام.
فغر أو تفميم المعدة gastrostomy عبارة عن احداث ثقب في الجلد لتمرير الطعام مباشرة إلى المعدة عن طريق أنبوب خاص.
الإجراء الجراحي:
يمكن للتدخل الجراحي أن يساعد المريض بسرطان المريء على النحو التالي:
استئصال المريء Esophagectomy:
في هذا الإجراء يزيل الجراح القسم المصاب من المريء؛ الذي يحتوي على الأورام ويعيد توصيل الجزء المتبقي من المريء مع المعدة، ومن الممكن أن يحتاج إلى جزء صغير من الأمعاء الغليظة للمساعدة على وصل المريء بالمعدة.
استئصال المريء والمعدة Esophagogastrectomy:
يزيل الجراح جزءًا من المريء المصاب بالورم، وأجزاءً من المعدة والغدد الليمفاوية المحيطة، وقد يستخدم جزءًا من الأمعاء الغليظة لإعادة توصيل المريء بالمعدة إذا لم يستطع ذلك.
إجراءات أخرى:
يوجد إجراءات كثيرة غير جراحية لمعالجة سرطان المريء، منها:
العلاج الديناميكي الضوئي أو العلاج الضوئي Photodynamic therapy:
يحقن الطبيب مادة داخل المريء ترفع من حساسية الخلايا للضوء، ثم يقضي على الخلايا السرطانية عن طريق حرقها بالليزر باستخدام منظار خاص.
العلاج الكيميائي Chemotherapy:
يمكن استخدامه بعد الجراحة، أو قبلها، أو معها، وفي بعض الأحيان بالتزامن مع العلاج الإشعاعي، ويمكن أن يساعد العلاج الكيميائي في إبطاء نمو الأورام أو تأخيرها أو منع تكرارها وانتشارها، أو يمكنه القضاء عليها في بعض الأحيان.
العلاج الإشعاعي Radiation therapy:
هو عبارة عن حزم عالية الطاقة، مثل: الأشعة السينية أو الجزيئات أو الإشعاع، وهي تدمر الخلايا السرطانية عن طريق تدمير الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA للأورام، ما يمنعها من الانقسام أو الانتشار، ويستطيع الطبيب تطبيق العلاج خارجيًا من خلال حزم إشعاعية خارجية، أو تطبيق العلاج داخليًا من خلال المعالجة الإشعاعية الموضعية أو القريبة brachytherapy.
في الكثير من الأحيان، يطلب الأطباء تطبيق العلاج الإشعاعي بالتزامن مع العلاج الكيميائي لدى المرضى المصابين بسرطان المريء، وقد يطلبون هذا العلاج قبل العمل الجراحي أو بعده أيضًا.
المراحل:
لسرطان المريء 5 مراحل تطور، كل منها يشير إلى انتشار وشدة المرض:
المرحلة 0:
تشير هذه المرحلة إلى الخلايا التي أظهرت علامات نشاط سرطاني دون أن تصبح سرطانية.
المرحلة 1:
تشكل السرطان في جدار المريء وقد لا يكون موقع الورم واضحًا.
المرحلة 2:
انتشار السرطان إلى النسيج العضلي أو الضام للمريء وبعض العقد الليمفاوية.
المرحلة 3:
انتشار السرطان إلى النسيج العضلي أو الضام للمريء، وربما إلى الحجاب الحاجز أيضًا، أو الكيس حول القلب (التامور)، أو النسيج الوقائي حول الرئتين، وفي 3-6 عقد ليمفاوية.
المرحلة 4:
انتشار السرطان إلى أماكن متعددة في الجسم.
وتحدد مرحلة السرطان كيفية تعامل الطبيب مع الحالة ونوع العلاج المناسب البدء به.
نظرة عامة:
عام 2014 (وهو آخر عام جمع فيه الباحثون البيانات) كانت التوقعات المتعلقة بسرطان المريء هي أن 19.2٪ من الناس المصابين بقوا على قيد الحياة، ومنهم من نجا لمدة خمس سنوات بعد التشخيص، تعتمد التوقعات بشدة على مرحلة تطور السرطان، مثلًا إذا لم ينتشر خارج المريء فإن معدل البقاء على قيد الحياة يزيد إلى 43٪، أما إذا انتشر المرض إلى الأعضاء المحيطة فإن معدل البقاء ينخفض إلى 23٪، وبمجرد وصول السرطان إلى المواقع البعيدة يمكن أن يكون معدل البقاء على قيد الحياة يصل إلى 5٪ فقط.
في حين أن هذه الأرقام هي مجرد تقدير، فإنها تشير إلى انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة عمومًا، وبالتالي تسلط الضوء على خطورة وقوة سرطان المريء. إذا واجهت أي أعراض اتصل بالطبيب.
اقرأ أيضًا:
الدوالي المريئية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
عسر البلع: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الارتجاع المعدي المريئي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: عمر النبواني
تدقيق: عبد الرحمن عبد
مراجعة: براءة ذويب