يُعد سرطان المثانة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا؛ إذ يقارب عدد المصابين به من البالغين نحو 68,000 شخص سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وبشكل عام، يصيب سرطان المثانة الرجال أكثر من النساء، ويميل لإصابة المتقدمين في العمر من البالغين أكثر من أولئك الأصغر سنًا رغم إمكانية حدوثه أو اكتشافه في أي عمر.
يبدأ سرطان المثانة غالبًا في الخلايا الظهارية التي تبطن سطح المثانة الداخلي، وعلى الرغم من كون إصابة المثانة تُعد الأكثر شيوعًا، فإن حدوث هذا النوع نفسه من السرطان ممكن في أي جزء آخر من نظام تصريف المسالك البولية.
يُشخَّص نحو 7 من كل 10 حالات في مرحلة مبكرة -عندما يكون سرطان المثانة قابلًا للعلاج إلى حد كبير- ومع ذلك فإن قابلية نكس الإصابة به تبقى كبيرةً، ولهذا السبب يحتاج الأشخاص المصابون بسرطان المثانة عادةً إلى اختبارات متابعة بعد العلاج بحثًا عن أية تبدلات تشير إلى نكس أو تطور السرطان إلى درجة أعلى.
ما هي أنواع سرطان المثانة ؟
يمكن تصنيف سرطان المثانة بعد تشخيصه وفقًا لمدى انتشاره؛ ففي حال وُجدت الخلايا السرطانية داخل بطانة المثانة سيصفها الأطباء بسرطان مثانة غير غازٍ للعضلات (non-muscle-invasive bladder cancer)، ويُعتَبر هذا النوع الأكثر شيوعًا من بين باقي أنواع سرطان المثانة. بشكل عام، لا يموت معظم الأشخاص المصابين به بسببه.
يسمى النوع الذي تنتشر فيه الخلايا السرطانية خارج البطانة إلى الطبقة العضلية المحيطة بسرطان مثانة غازٍ للعضلات (muscle-invasive bladder cancer)، ويُعتَبر هذا النوع أقل شيوعًا، لكنه يمتلك فرصةً أكبر للانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وبالتالي هو أسوأ من سابقه بكثير. وفي حال انتشر سرطان المثانة إلى أجزاء أخرى من الجسم، فإنه يسمى عندها بسرطان المثانة المتقدم أو المنتشر.
لماذا يحدث سرطان المثانة؟
تنتج معظم حالات سرطان المثانة عن التعرض للمواد الضارة، ما يؤدي إلى تغيرات غير طبيعية في خلايا المثانة على مدار سنوات عديدة. وفي هذا الشأن، يُعد دخان التبغ من الأسباب الشائعة؛ تنتج حالة أو أكثر من بين كل 3 حالات عن التدخين.
ويُعرَف أيضًا أن ملامسة بعض المواد الكيميائية المستخدمة سابقًا في التصنيع تسبب سرطان المثانة، لكن هذه المواد محظورة الاستخدام منذ ذلك الحين.
ما أعراض سرطان المثانة؟
وجود الدم في البول هو أكثر أعراض سرطان المثانة شيوعًا، والاسم الطبي لهذه الحالة هو البول الدموي وعادةً ما تكون غير مؤلمة؛ قد يلاحظ الشخص وجود شرائط من الدم في البول أو قد يغير الدم لون البول إلى البني، ومع ذلك قد يكون الدم غير ملحوظًا، وقد يظهر ويغيب بشكل متردد.
تشمل الأعراض الأخرى لسرطان المثانة:
- تعدد البيلات: الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
- الإلحاح البولي.
- الإحساس الحارق أثناء التبول.
وفي حال وصل سرطان المثانة إلى مرحلة متقدمة وبدأ بالانتشار، فقد تشمل الأعراض:
- ألم في الحوض.
- آلام عظمية.
- فقدان وزن غير مبرر.
- تورم الساقين.
كيف يُشخَّص سرطان المثانة؟
قد يسأل الطبيب عن الأعراض التي يعاني منها المريض، وعن السوابق المرضية في عائلته، وإذا كان يمتلك أي سبب من الأسباب المتعلقة بسرطان المثانة كالتدخين مثلًا.
قد يطلب الطبيب في بعض الحالات عينة بول لتحليله في المختبر والكشف عن وجود الدم أو البكتيريا أو الخلايا غير الطبيعية فيه، وقد يجري طبيبك أيضًا فحصًا جسديًا للمستقيم والمهبل، لأن سرطان المثانة يسبب أحيانًا كتلة ملحوظة تضغط عليهما، ويُحال المريض إلى المشفى لإجراء المزيد من الاختبارات إذا اشتبه الطبيب بسرطان المثانة.
كيف يعالَج سرطان المثانة ؟
تكون عادةً إزالة الخلايا السرطانية فقط مع الحفاظ على باقي أجزاء المثانة السليمة ممكنةً في حالة السرطان غير الغازي للعضلات. يتم ذلك باستخدام تقنية جراحية تسمى استئصال سرطان المثانة عبر الإحليل (TURBT)، تلي ذلك جرعة من العلاج الكيميائي لتقليل خطر عودة السرطان.
ويمكن حقن مادة تدعى عُصية كالميت غيران (Bacillus Calmette-Guérin) (BCG) في المثانة في الحالات التي تكون فيها الخطورة عالية علودة السرطان، لتقليل خطر عودة السرطان.
قد يتضمن علاج سرطان المثانة الغازي للعضلات والدرجات المتقدمة من السرطان غير الغازي للعضلات إزالة المثانة جراحيًا في عملية تدعى استئصال المثانة (Cystectomy). ومع ذلك، يتمكن معظم المرضى من الاختيار بين الخضوع للجراحة أو للعلاج الإشعاعي.
سيحتاج الشخص إلى طريقة أخرى لجمع البول عند إزالة المثانة، وتشمل الخيارات الممكنة فتح فتحة في البطن بحيث يمكن من خلالها تمرير البول إلى كيس خارجي، أو قد يقوم الجراح بتصنيع مثانة جديدة باستخدام جزء من الأمعاء، وذلك خلال نفس العملية التي يجري فيها استئصال المثانة. وفي جميع الحالات يحتاج المرضى بعد العلاج إلى إجراء اختبارات متابعة منتظمة للتحقق من وجود علامات تشير إلى عودة السرطان.
من الأشخاص المتأثرين؟
يحتل المرض المرتبة العاشرة على قائمة أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة المتحدة، وبشكل عام تكون الحالة أكثر شيوعًا لدى البالغين الأكبر سنًا، إذ تُشخَّص معظم الحالات الجديدة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر.
يُعد سرطان المثانة أكثر شيوعًا بين الرجال، وقد يعود ذلك إلى ارتفاع نسبة التدخين والعمل في الصناعة التحويلية في الرجال أكثر من النساء.
اقرأ أيضًا:
ما هو سبب شيوع سرطان المثانة في الدول العربية أكثر من بقية دول العالم
حصيّات المثانة.. أسبابها، تشخيصها، علاجها
مورّثات تحمل مفتاحًا لسرطان المثانة وعلاجه
ترجمة: دانيا الدخيل
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: آية فحماوي