ظهرت صور جديدة بتقنية التصوير بفاصل زمني (المتقطع) لسديم الفراشة الجميل، وتقترب هذه الصور من شرح غرابته المذهلة.
يبعد سديم الفراشة مزدوج الجناحين عن الأرض 4000 سنة ضوئية تقريبًا، يعرف باسم NGC 6302 وهو غلاف هائل من الغاز المتوهج وأحد الأمثلة المذهلة لما يحدث عندما ينطفئ نجم مثل الشمس ويموت.
يختبئ سديم الفراشة في نقطة تلاقي الجناحين وهو أحد النجوم القوية سابقًا والآن يحترق كقزم أبيض صغير منهار، الأجنحة هي بقايا طبقات الغاز الخارجية لذلك النجم التي طُرِدَت إلى الفضاء بقوة منذ آلاف السنين عندما انعدمت التفاعلات النووية فيه لكي يحترق ومن ثم يموت.
تنشر فراشة كونية أجنحتها في أعماق كوكبة العقرب، وبحسب وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تمتد هذه الأجنحة اليوم لأكثر من ثلاث سنوات ضوئية، أي أوسع من النظام الشمسي بآلاف المرات.
حاول علماء الفلك فهم سبب اتخاذ سديم الفراشة مثل هذا الشكل المميز بعكس معظم السدم الأخرى في الفضاء التي تتوسع بأشكال دائرية أكثر تنظيمًا.
وفي 12 يناير 2023 في الاجتماع 241 للجمعية الفلكية الأمريكية في سياتل عُرِضت الصور الجديدة لسديم الفراشة، وتقدم هذه الصور بعض الأدلة الجديدة.
اكتشف الباحثون عمليات نمو جديدة وغريبة للسديم من خلال مقارنة صورتين لتلسكوب هابل الفضائي لأجنحة سديم الفراشة التقطت في عامي 2009-2020، ومن خلالهما حدد الفريق أدلة على وجود ست نفاثات من الرياح الشديدة التي تهب من النجم المركزي للسديم التي كانت تهب بأشكال فوضوية متقاطعة منذ آلاف السنين.
بحسب الباحثين اندلعت هذه النفاثات من النجم المركزي منذ 900-2300 سنة ودفعت المادة نحو حواف سديم الفراشة بسرعات عالية غير عادية تصل إلى 800 كيلومتر في الثانية. تتجه في الوقت نفسه المادة الموجودة بالقرب من النجم المركزي إلى الخارج بعُشر تلك السرعة فقط، ما أدى إلى تكوين هياكل معقدة غير متماثلة في جميع أنحاء أجنحة السديم.
قال قائد الفريق بروس باليك وهو أستاذ فخري في علم الفلك في جامعة واشنطن:
«سديم الفراشة متقلب بشدة بسبب كتلة مقذوفاته من نجمه المركزي وسرعتها وتعقيدها، وقد تكون درجة حرارتها أكبر 200 مرة تقريبًا من حرارة الشمس ولكن حجمها أكبر قليلاً من الأرض، لقد كنت أقارن صور هابل لسنوات ولم أر شيئًا كهذا من قبل».
يقول الباحثين إنه ما يزال من الصعب شرح كيفية اتخاذ سديم الفراشة هذا الشكل باستخدام النماذج الحالية لتكوين السديم، ومن المحتمل أن يكون النجم المركزي للسديم قد اصطدم بنجم مجاور خفي، أو على الأقل سحب بعض الغاز الإضافي من نجم آخر ما أدى إلى توليد مجالات مغناطيسية معقدة شكلت أجنحة السديم. قال باليك إن هذه فرضية فقط ونحتاج إلى مزيد من البحث لشرح هذا.
اقرأ أيضًا:
تلسكوب جيمس ويب يبهرنا بصورة جديدة تُظهر سديم الجبار بدقة رائعة
يمكن لمحاكاة ثلاثية الأبعاد لسديم عين القط كشف أسرار هذا الجرم الكوني الرائع
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: لبنى حمزة