من المزمع سحب لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا المصمم ضد كوفيد-19 من الأسواق على مستوى العالم، بعد قرابة ثلاث سنوات ونصف من حصوله على الاعتماد لأول مرة. قد تجذب هذه المسألة الانتباه نظرًا إلى السمعة التي اكتسبها اللقاح في أثناء الجائحة.

لكن ما السبب وراء إيقافه؟ الإجابة ليست مروعة بخلاف ما قد يقوله بعض الأشخاص.

أظهر بيان من وكالة BBC أن سحب لقاح أسترازينيكا في الواقع قرار تجاري يرجع إلى وجود فائض من اللقاحات الحديثة، ما أدى إلى انخفاض في الطلب.

الفيروسات قادرة على التحول والتطور، وهذا ينطبق أيضًا على الفيروس سارس-كوف-2 الذي يسبب مرض كوفيد-19. إذ أدى تطوره إلى ظهور مجموعة كبيرة من المتغيرات، وأنتج بعض مطوري اللقاحات نسخًا محدثةً للتصدي لها. بيد أن لقاح أسترازينيكا لم يسلك هذا النهج.

يقول الأستاذ آدم فين من جامعة بريستول: «يعني هذا أن لقاح أسترازينيكا على الأرجح أقل فعالية الآن مقارنةً بالسابق، من ثم لا توجد غالبًا حجة تجارية للاستمرار في إنتاجه وتوزيعه، وأرى أن هذا قد يكون السبب الرئيسي لقرار الشركة بإيقاف تصنيعه وبيعه».

علاوةً على ذلك، سلطت الشركة الضوء على تأثير لقاح أسترازينيكا منذ بدء استخدامه، وقالت في بيان إن التقديرات المستقلة تشير إلى أن اللقاح أنقذ حياة أكثر من 6.5 مليون شخص في أثناء السنة الأولى من استخدامه فقط. إلى جانب أن جهود الشركة تحصلت على تقدير من الحكومات في مختلف أنحاء العالم، ويعتبرها العديد عنصرًا أساسيًا في إنهاء الجائحة عالميًا.

بيد أن هذا لا يعني أن اللقاح لم يسبب أي مشكلة؛ إذ أوقفت عدة بلدان استخدامه في عام 2021 احتياطيًا عندما وردت تقارير عن إصابة بعض الأشخاص باضطراب نادر في تجلط الدم يسمى متلازمة التخثر مع نقص الصفائح بعد تلقيهم اللقاح.

مع ذلك، وُجد أن خطر الإصابة بمتلازمة التخثر مع نقص الصفائح بسبب اللقاح منخفضٌ بدرجة كبيرة؛ إذ أظهرت بيانات من المملكة المتحدة أن خطر الإصابة يُقدَّر بقرابة 4 أشخاص من كل مليون.

توصلت دراسة أخرى تضمنت ما يزيد عن 29 مليون شخص إلى أن عدوى كوفيد-19 تشكل خطرًا أكبر للإصابة بجلطات الدم مقارنةً بلقاح أسترازينيكا.

يقول نائب رئيس كلية ليفربول للطب الاستوائي جوناثان بول: «ينبغي علينا تقييم الضرر والمنفعة لكل شيء نفعله تقريبًا، لكن في أثناء ذروة جائحة كوفيد-19، حقق لقاح أسترازينيكا منفعةً أكبر بكثير من الضرر، وكان هذا سيظل الحال الآن، إلا أنه أصبحت لدينا سبل أكثر أمانًا وكفاءة».

يقول الباحث في الصحة العالمية مايكل هيد: «ربما وقت لقاح أسترازينيكا قد انقضى، إلا أنه أدى دورًا جوهريًا في الاستجابة إلى الجائحة في العديد من الدول حول العالم».

اقرأ أيضًا:

لماذا يتحدث الناس عن إعادة تصميم لقاحات كوفيد-19؟

الآثار الجانبية للقاح كورونا: هل هي خطيرة و شائعة كما يعتقد الناس؟

قصة اللقاح عبر التاريخ، كيف هزمنا عدوًا قديمًا

ما مدة المناعة المكتسبة بعد الشفاء من فيروس كورونا ؟

ترجمة: رحاب القاضي

تدقيق: جعفر الجزيري

المصدر