دمتلازمة الأمعاء الهيوجة (القولون العصبي) (IBS) هي اضطراب مزعج يتميز بتغييرات جذرية في حركات الأمعاء. يعاني بعض الناس الإسهال، في حين يعاني البعض الآخر الإمساك. تؤدي التشنجات وآلام البطن إلى جعل الأنشطة اليومية غير محتملة. التدخل الطبي مهم في علاج القولون العصبي، لكن هل تعلم أن قليلًا من الحمية الغذائية قد يحسن أعراضك؟
استكشف الوجبات الغذائية الأكثر شيوعًا والمتاحة لتقليل الأعراض المزعجة، وللحصول على حياة صحية.
1. اتباع نظام غذائي عالي الألياف:
تضيف الألياف الغذائية كتلة مع بقايا الغذاء، وهي مفيدة جدًّا لأنها تنشّط الجهاز الهضمي وتساعد على تحريك الطّعام وتسهّل عمليّة الإخراج، فيجب أن يتناول الشخص 20 غرامًا إلى ثلاثين غرامًا من الألياف يوميًّا. وبينما يبدو هذا بسيطًا بما فيه الكفاية فقد قدّر المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى the National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases أن معظم الناس يتناولون فقط ما بين خمسة غرامات إلى خمسة عشر يوميًّا.
الأطعمة الغنية بالألياف، مثل: الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، مغذية وتساعد على منع الإمساك. ومع ذلك، إذا واجهت انتفاخًا بسبب زيادة تناول الألياف، فحاول التركيز فقط على الألياف القابلة للذوبان، وهي الموجودة في الفواكه والخضراوات بدلًا من الحبوب.
2. النظام الغذائي منخفض الألياف:
قد تساعد الألياف بعض الأشخاص الذين يعانون متلازمة الأمعاء الهيوجة، إلا إن زيادة تناول الألياف قد يزيد الأعراض سوءًا إذا كنت تعاني غازات أو إسهالًا، فقبل أن تتوقف عن تناول الألياف تمامًا من نظامك الغذائي، ركز على مصادر الألياف القابلة للذوبان والموجودة في بعض الأصناف، مثل: التفاح والتوت والجزر ودقيق الشوفان.
يُفضل للمصابين بمتلازمة الأمعاء الهيوجة أن يتناولوا الألياف القابلة للذوبان، لأنها تذوب في الماء، ولا تضيف كتلة مع بقايا الغذاء.
وتشمل المصادر الشائعة للألياف غير القابلة للذوبان ما يلي: الحبوب الكاملة والمكسرات والطماطم والزبيب والبروكلي والملفوف.
يمكنك أيضًا التفكير في تناول الأدوية المضادة للإسهال قبل تناول الألياف بثلاثين دقيقة لتقليل الآثار. هذه الطريقة مفيدة خصوصًا وقت تناول الأكل في المطاعم وفي أثناء التنقل. ومع ذلك، يجب ألا تجعلها عادة.
3. اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين:
الغلوتين هو بروتين موجود في منتجات الحبوب، مثل: الخبز والمعكرونة. وقد يضر هذا البروتين بأمعاء المصابين بحساسية الغلوتين. يشتكي بعض الأشخاص أيضًا ممن يعانون حساسية من هذا البروتين أو لا يتحملونه من القولون العصبي. في مثل هذه الحالات، قد يقلل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين الأعراض.
توقف عن تناول الشعير والجاودار والقمح في نظامك الغذائي لتعرفَ: أتتحسن مشاكل الجهاز الهضمي أم لا؟
إذا كنت لا تستطيع التخلي عن الخبز والمعكرونة، فما يزال هناك أمل، إذ يمكنك العثور على أنواع أخرى خالية من الغلوتين من منتجاتك المفضلة في متاجر الأطعمة الصحية والعديد من متاجر البقالة.
4. النظام الغذائي الاستبعادي:
يركز نظام الاستبعاد على تجنب بعض الأطعمة فترة طويلة من الزمن لمعرفة: هل تتحسن أعراض القولون العصبي أم لا؟ وتوصي المؤسسة الدولية للاضطرابات المعوية الوظيفية (IFFGD) بالتخلص من الأسباب الأربعة الشائعة:
- القهوة.
- الشوكولاتة.
- الألياف غير القابلة للذوبان.
- الجوز.
يجب الابتعاد مع ذلك عن أي طعام مشتبه فيه، ويلزم التوقف عن تناول أحد الأطعمة تمامًا في نظامك الغذائي مدة 12 أسبوعًا متتاليًا، ثم ملاحظة أي اختلافات في أعراض القولون العصبي، والانتقال بعد ذلك إلى الطعام التالي في قائمتك.
5. نظام غذائي منخفض الدهن:
الاستهلاك المزمن للأطعمة الغنية بالدهون هو أحد الأسباب الرئيسة لمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية مثل السمنة. ومع ذلك، فالأمر صعب خاصة على من يعانون IBS بسبب تفاقم الأعراض.
عمومًا، الأطعمة الدهنية منخفضة الألياف، وقد تكون مشكلة لمن يعانون الإمساك المرتبط بـ IBS. فوفقًا لعيادة كليفلاند كلينك: «الأطعمة الدهنية سيئة خاصة لمن يعانون القولون العصبي المختلط، والذي يتميز بمزيج من الإمساك والإسهال.
إن اتباع نظام غذائي منخفض الدهون مفيد لقلبك، وقد يحسن أعراض الأمعاء الهيوجة. وبدلا عن تناول الأطعمة المقلية والدهون الحيوانية، ركز على اللحوم الخالية من الدهن والفواكة والخضراوات والحبوب ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
6. نظام غذائي قليل الفودماب FODMAPs:
FODMAPs الفودماب هي الكربوهيدرات التي يصعب على الأمعاء هضمها، ونظرًا إلى أن هذه الكربوهيدرات تسحب ماءً كثيرًا إلى الأمعاء، فقد يتعرض المصابون بـ IBS لمزيد من الغازات والانتفاخ والإسهال بعد تناول هذه الأطعمة.
ويعني هذا المختصر FODMAPs الفودماب:
«fermentable oligosaccharides قليل السكاريد المخمرة، disaccharides السكريات الثنائية، monosaccharides السكريات الأحادية ، و polyols البوليولات».
الخفض المؤقت أو الحد من تناولك للأطعمة عالية الفودماب FODMAP ستة أسابيع إلى ثمانية أسابيع قد يحسن أعراض IBS.
من المهم ملاحظة أن الكربوهيدرات ليست كلها من FODMAPs. فللحصول على أفضل نتيجة، عليك بالتوقف عن تناول الأطعمة المسببة، والأطعمة التي يجب تجنبها تشمل:
- اللاكتوز (الحليب والآيس كريم والجبن والزبادي).
- ثمارًا معينة (الخوخ والبطيخ والكمثرى والمانجو والتفاح والخوخ والنيكتارين).
- البقوليات.
- شراب الذرة عالي الفركتوز.
- المحليات.
- الخبز القائم على القمح والحبوب والمعكرونة.
- الكاجو والفستق.
- بعض الخضراوات (الخرشوف، الهليون، البروكلي، البصل، براعم بروكسل، القرنبيط، الفطر).
ضع في اعتبارك ما يلي: إن هذا النظام الغذائي يوقف تناول بعض الفواكه والمكسرات والخضراوات ومنتجات الألبان، بيدَ أنه لا يلغي جميع الأطعمة من الفئات نفسها. فإذا كنت تشرب الحليب فاختر الحليب الخالي من اللاكتوز أو بدائل أخرى مثل الأرز أو حليب الصويا.
ولتفادي الوجبات المقيدة بإفراط، تحدّث مع متخصص في التغذية قبل بدء هذا النظام الغذائي.
النظام الغذائي الأنسب لك:
يمكن لبعض الأطعمة أن تساعد في حالة IBS، ولكن يختلف كل فرد عن الآخر، لذا اكتشف الأعراض الخاصة بك، وتحدث إلى طبيبك قبل البدء باتباع نظام غذائي جديد، وابق متيقظًا لكيفية تفاعل جسمك مع بعض الوجبات الغذائية، فقد تحتاج إلى تعديل الأطعمة التي تتناولها.
وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Health، يجب أن تشرب الكثير من الماء، وتمارس الرياضة بانتظام، وتقلل من استهلاك الكافيين لتعزيز انتظام الأمعاء وتقليل أعراض القولون العصبي.
اقرأ أيضًا:
متلازمة القولون المتهيج: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ما هي متلازمة الامعاء الهيوجة ( IBS ) ؟
ترجمة: ماريانا عادل
تدقيق: عبد الله كريم
مراجعة: صالح عثمان