تُوفِّي الفيزيائي ستيفن هوكينج منذ فترةٍ قريبةٍ عن عمرٍ يناهز 76 عامًا.
لقد كان رجلًا ذا تأثيرٍ كبيرٍ على مدى رؤيتنا للعلم اليوم، اشتُهر بعمله مع (روجر بينروز – Sir Roger Penrose) في مميزات بداية الكون ومستقبله، بدءًا من الانفجار الكبير وانتهاءً بالثقوب السوداء، وكان لعمله دورٌ هامٌ في البحث عن نظريةٍ موحدةٍ تربط النسبية العامة لآينشتاين بميكانيكا الكم، كما كان للنقاشات التي دارت حول أفكاره صدىً في مجتمع الفيزياء النظرية.
بالإضافة إلى دوره الكبير في نشر الوعي عن الثقوب السوداء في أوساط العامة، كتب هوكينج وتكلم في مواضيع بعيدةٍ عن مجاله البحثيّ، فعبَّر مثلًا عن تأثيرات الذكاء الصناعيّ، ومدى الحكمة من محاولة التواصل مع كائناتٍ فضائية.
هل كانت تلك أفكارًا جديدة؟ أم كانت أفكارًا مزروعةً بالفعل في العلم؟ أم في الخيال العلميّ؟ تكمن الإجابة عن هذا التساؤل في العلاقة المعقدة بين العلم والخيال العلميّ.
نبذةٌ عن تاريخ الخيال العلميّ:
كان هناك وقتٌ اعتقد فيه كتّاب الخيال العلميّ أنهم يستكشفون المستقبل، ولكن عندما لحق العلم بالخيال، وكثيرًا ما تخطّاه، انقلبت تلك العلاقة رأسًا على عقب.
استمرت بعض الاتجاهات في الخيال العلميّ، متضمنةً بعضًا مما عبّر عنه هوكينج، مثل أن يصبح البشر تحت رحمة الآلات (آلاتٍ واعية)، أو أن يتواصل البشر مع أشكال حياةٍ ذكية ٍغير بشرية (زيارات من الفضائيين)، وظواهر فلكية ضخمة تتخطى فهمنا البشري الطبيعي (الثقوب السوداء).
اعتاد كتّاب الخيال العلمي أن يتنبؤوا بالمستقبل البعيد للعلم، فمنذ ثلاثينيات وحتى خمسينيات القرن الماضي، كانت هواتف الفيديو، والقنابل النووية، والآلات المفكرة أشياء عظيمةً للتنبؤ بها، ولم يعلم أحدٌ ما يوجد في بقية الكون.
تكلم (روبرت هينلين – Robert Heinlein) عن قواعد على سطح القمر يسيطر عليها متمردون استقلاليون، وكتب أيساك أسيموف عن إمبراطورياتٍ بشريةٍ تمتد عبر النجوم على مستوى المجرات.
وانتشرت أيضًا قصصٌ عن زيارات الفضائيين لأسباب حميدةٍ أو شريرة، وانتشرت أشعة الدمار عبر الفضاء المعتم منذ منتصف الثلاثينيات، وكمثالٍ على ذلك كتابٌ ألفه (إي إي دوك سميث – E.E. ‘Doc’ Smith)، كما شاع أنَّه من الممكن للمدن أن تطير.
العلم يتخطى الخيال العلمي:
أطلق الاتحاد السوفييتي أول قمرٍ مداريٍّ صناعيٍّ حول الأرض في عام 1957 (المركبة سبوتنيك)، وربما كانت تلك بداية النهاية للتخيلات العلمية.
من الغريب التفكير أنه عندما عمل المخرج ستانلي كوبريك على فيلمه (2001: أوديسة الفضاء أو ملحمة الفضاء – 2001: A Space Odyssey) في منتصف عام 1968 والذي مر عليه خمسون عامًا، لم يكن أحدٌ يعلم بالتأكيد ما هي طبيعة سطح القمر.
حصل كوبريك على دعمٍ كبيرٍ أثناء عمله على الفيلم من ناسا وخبراء الفضاء الآخرين، وهو ما أثّر على تصاميمه في الفيلم، إلا أن وقتها حتى ناسا لم تكن تعلم شكل سطح المريخ.
هل كان سطحًا حجريًا أم ناعمًا؟ ولم تعرف كيف كانت تبدو الأرض من القمر.
وبالرغم من أن أول صورةٍ للأرض من الفضاء كانت في عام 1946 (باستخدام صواريخ V2 التي حصل عليها الأمريكان من النازية)، إلا أن أول صورةٍ ملونةٍ عالية الجودة لشروق الأرض على القمر لم تتوفر إلا في ليلة عيد الميلاد لعام 1968، والتي التقطها طاقم مهمة أبولو 8.
وبالرغم من كل الدعم والمعلومات التي حصل عليها كوبريك إلا أننا نستطيع أن نلحظ الفارق بين الحقيقة والخيال.
فيلم (2001: ملحمة الفضاء) لكوبريك كانت به بعض العناصر الواقعية التي لا نراها في أفلام الخيال العلمي الحديثة، أهمها الصمت في الفضاء.
ولكن أهم ما يتذكره الناس عن الفيلم أكثر من الواقعية هو الروبوت (هال – HAL) الآلة الواعية التي تخرج عن السيطرة.
لمس الفيلم الموضوعات التي اهتم بها هوكينج: الذكاء الصناعي، والتواصل مع الفضائيين، وحتى الثقوب الدودية في الزمكان، أو أيًا كان ما يحدث عندما يمر بطل الفيلم من البوابة الفضائية.
كانت تلك العناصر تُقدَّم بناءً على أفكار وتخميناتٍ علميةٍ مدروسة، إلا أن إصدار الفيلم في ذلك الوقت -والذي حاول إيصال صورةٍ واقعيةٍ للسفر عبر الفضاء والتكنولوجيا- يُعد علامةً في أزمة الخيال العلمي.
وضحت مهمات أبولو أن الأرض تبدو وكأنها رخامةٌ زرقاء، وكما قال (جان بودريار -Jean Baudrillard) الفيلسوف والمنظر الفرنسي: «عندما ترى البشر يذهبون إلى القمر ويعودون في شقةٍ من غرفتين، ومطبخ، وحمام، ينتهي السحر والتعجب».
لقد كان رواد الفضاء بالفعل يشبهون «اللحم المعلّب» كما أطلق عليهم طيار الاختبار الشهير (تشاك ييجر – Chuck Yaeger) بسخريةٍ.
المستقبل الآن:
كان أمام الخيال العلمي بعد هذا الفيلم اختيارٌ من اثنين: إما أن يقدّم علمًا واقعيًا، ويضع العلم في حسبانه حتى لا يتعرض لانتقاداتٍ عنيفة، أو أن يذهب لما بعد العلم، ويخلق علمًا بناءً على تخميناتٍ ورهاناتٍ لا يمكن نفيها بشكلٍ قاطع.
أصبح المستقبل الآن، كما يقول كاتب الخيال العلمي الحديث الإنجليزي (جاي جي بالارد – J.G. Ballard)، فمخاوفنا حول المستقبل هي أن يكون مملًا ومشابهًا للحاضر.
عمل بالارد بدوره على استكشاف الفضاء الداخلي للنفس الإنسانية في بيئةٍ طبيعيةٍ غير طبيعيةٍ إطلاقًا وفي أكوان موازية، وهي الطريقة التي نجح من خلالها بعض الكتّاب في تجنب النقد بناءً على أسباب المصداقية العلمية.
يجب على الخيال العلمي أن يقدم رؤيةً للمستقبل تختلف عن الحاضر ولا تكون تكرارًا له، ولكن مع تقدم المعرفة الإنسانية وتطبيقات تلك المعرفة في التقدم العلميّ أصبح من الصعب على الخيال العلمي أن يقدم أفكارًا ومواضيع علميةً ملهمةً بحق.
أصبح فيلم (2001: ملحمة الفضاء) الآن واحدًا من أكثر اثني عشر فيلمًا مللًا في التاريخ.
الذكاء الصناعي:
يُعتبر الذكاء الصناعي بعيدًا جدًا عن مستوى التعقيد والإدراك الذي رسمه الخيال العلمي، والذي حذر هوكينج من أنه قد يمثل خطرًا علينا، ولكن يعتقد (لاري تسلار -Larry Tesler)، العالم السابق بشركة أبل، أن الناس سيحتفظون بهذه الفكرة دائمًا إذ سيعتقدون أن الذكاء هو ما لا تستطيع أن تقوم به الآلة حتى الآن.
لم يكن هوكينج الوحيد في تنبؤه أن تكون نهاية البشر طبيعيةً بعد بناء آلة مدركة.
وسنكون مخطئين إذا اعتقدنا أن فكرة سيطرة الآلات وما قد تفعله بالبشر هي فكرةٌ جديدة، وقد حرّض (صامويل بتلر – Samuel Butler) في الحقيقة على الوقوف ضد سيطرة الآلات قبل أن نصبح عبيدًا لهم.
لقد تنبأ أنه بزيادة الاعتماد على التكنولوجيا سننتهي بنا خادمين للتكنولوجيا بدلًا من أن تخدمنا، وكلما ازداد التقدم العلمي والتكنولوجي ازداد اعتمادنا عليه حتى يصبح حاجةً أساسيةً لا نقدر على الاستغناء عنها.
خُلِّدَت أفكار بتلر في الخيال العلمي كمصدر إلهامٍ لما يُعرف بـ “الجهاد البتلري” في سلسلة روايات (الكثبان – Dune) للكاتب (فرانك هيربرت – Frank Herbert) عام 1965 والتي نأخذ منها ذلك الأمر الذي يشبه الوصية الإلهية: «لا تبنِ آلةً تشبه العقل البشريّ».
لقد أصبحت إشارات الاعتماد على الآلات محيطةً بنا في كل مكان، فالجميع يمتلك هواتف ذكية، وكثيرٌ من الآلات الذكية الأخرى.
الذكاء الصناعي مخيفٌ لأسبابٍ كثيرةٍ منطقية، ربما أقلها إخافةً هو أن الآلات الواعية قد تقدر على القيام بأعمالنا بنفس الكفاءة أو أفضل منا، وهو ما يجعلنا عالةً ويمكن الاستغناء عنا.
تقوم الروبوتات بالفعل بالعديد من الأعمال الصناعية، ولكن الروبوتات المفكرة قد تجعل العقل البشري غير ضروريٍّ مثل العمالة اليدوية.
تتضمن مشاريع الذكاء الصناعي الحالية أطباء آليين، وسماسرة للبورصة، وبالتأكيد أسلحة.
ولكن كل هذا لا يُعد الأهم في مجال الذكاء الصناعي، بل يمكن أن تُعد تلك الأمثلة نظمًا خبيرةً تحاكي قدرات البشر مثل ذلك البراد الذكي الذي يقوم بطلب اللبن عندما يدرك أنه لا يوجد المزيد منه.
ولكن تُعد قدرة الخوارزميات والنظم الخبيرة المدعومة بشريًا على التأثير على الرأي العام وتغيير نوايا الناخبين تطورًا مزعجًا، وعندما تستطيع الآلات أن تلعب بوكر أفضل من الإنسان يجب أن نفكر في أنه يمكن أن تتغلب علينا فكريًا.
ما يميل الناس عادةً لاعتباره ذكاءً صناعيًا حقيقيًا -وهو ما يظهر في الخيال العلمي ومخاوف العلماء مثل ستيفن هوكينج- هو الوصول لـ “الذكاء العام” بقدراتٍ تشبه البشر، ومع إضافة الإدراك يُعرف هذا بالذكاء الصناعي القويّ.
الذكاء الصناعي القوي هو كابوس الخيال العلمي مثل هال في (2001: ملحمة الفضاء)، أو آفا في فيلم (إكس ماكينا – Ex Machina) أو حتى الرفيقة التخيلية من فيلم (هي – Her) التي استطاعت تحقيق نفسها، وبالرغم من أنها لم تكن شريرةً إلا أن العواقب كانت وخيمة.
ربما تكون أكبر مشاكلنا مع الذكاء الصناعي هي أخلاقياته، بالطبع لا نقصد إن كان بناء ذكاءٍ صناعيٍّ أمرًا أخلاقيًا أم لا، ولكن نقصد هل يمكن أن يكون الذكاء الصناعي جزءًا من بيئةٍ بشريةٍ أخلاقيةٍ تعتمد على المفاهيم المجتمعية والمحاسبية الأخلاقية.
هل سيشعر الذكاء الصناعي بقدرٍ من المسؤولية تجاه البشر بعيدًا عن مدى شعورنا نحن تجاهه؟ ما الذي يمكن أن يمنع ذكاءً صناعيًا لديه القدرة على الوصول إلى الموارد الكافية من إنهاء حياة البشر كلهم لمجرد شعوره بأنه يستطيع القيام بشيءٍ يضرنا كما اقترح الفيلسوف (نيك بوستروم Nick Bostrom)؟ وهل سيكتفي بتغيير نتائج الانتخابات لصالحه (في إشارةٍ للانتخابات الأمريكية الأخيرة واستفتاء خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، إذ ظهرت دلائل على تأثير الذكاء الصناعي على الناخبين وتوجهاتهم)؟
يقترح باحثو الذكاء الصناعي وجود الكثير من الأفعال التي يمكن القيام بها لمنع حدوث ذلك، مثل وجود زرٍ حقيقيٍّ لإنهاء تشغيل الذكاء الصناعي، أو ألا نكون من الغباء بأن نمنح الذكاء الصناعي تحكمًا كاملًا ومستقلًا في أي شيءٍ هامٍ جدًا.
هناك العديد من الاقتراحات لبناء وبرمجة ذكاءٍ صناعيٍّ أخلاقيٍّ بالمعنى الإنساني، وليس الالتزام بقوانين أسيموف الثلاثة للآليين، والتي كانت ثغراتها ومرونتها الأساس في أغلب قصص أسيموف عن الروبوتات.
ولكن كما توضح نظرية جوديل، فإننا مهما حاولنا أن نحمي أنفسنا ببناء ذكاءٍ صناعيٍّ يقوم بالتصرفات الصحيحة، ستظل هناك احتمالية أن يجد الذكاء الصناعي استثناءاتٍ داخلية.
نظريات الحتمية والتعقيد تقترح كذلك بأننا يجب أن نؤمن أننا إن بدأنا في برمجة نظامٍ بهذا التعقيد للاستجابة لأوامرنا دائمًا سيُحكمُ عليه بالفشل، وكما يذكرنا ستيفن هوكينج: «الفشل ليس خيارًا متاحًا».
سماسرة العقارات الفضائيين:
كانت تحذيرات هوكينج الأخرى في موضوع الاتصال بالفضائيين، وكان المنطق وراءها أنَّ أي فضائيين يقدرون على فهم رسائلنا من ثم المجيء لزيارتنا هم بالتأكيد يمتلكون قوىً لتغيير نسيج الزمكان بصورةٍ لا يمكننا تصورها، فنظرياتنا في السفر أسرع من الضوء تقف أمامها العديد من التحديات.
فمن الطرق المقترحة للسفر أسرع من الضوء هو (محرك ألكيوبير – Alcubierre drive) والذي يتطلب تخليق كمياتٍ من مادةٍ غريبةٍ تفوق حدود فهمنا لقواعد الفيزياء.
وتطل علينا التساؤلات الأخلاقية مرةً أخرى، لماذا قد تهتم حضارةٌ فضائيةٌ متقدمةٌ جدًا أو تشعر بأي مسؤوليةٍ تجاه البشر؟
تمتلئ قصص الخيال العلمي بالتحذيرات من الاحتمالات، أحد أكثر الأمثلة بشاعةً القصة الحاصلة على جائزة كتّاب الخيال العلمي الأمريكيين عام 1977 للكاتب (جيمس تيبتري جونيور – James Tiptree Jr)، وهو في الحقيقة اسمٌ مستعارٌ للكاتبة (أليس برادلي شيلدون – Alice Bradley Sheldon) بعنوان (حل الذبابة -The Screwfly Solution).
في القصة نكتشف أن المجازر البشعة ضد البشرية هي في الحقيقة أفعال سماسرة العقارات الفضائيين لتطهير الكوكب قبل عرضه للبيع.
يغرم كتّاب ومخرجو الخيال العلميّ بمخاطر هجوم الفضائيين، فيتخيل المخرج ريدلي سكوت العواقب الوخيمة التي قد تنشأ عندما يؤمن ذكاءٌ صناعيٌّ أن جنسًا فضائيًا يستحق النجاة أكثر من البشر في فيلمه بعنوان (العهد الفضائي – Alien Covenant).
هل يمكن أن نعتقد أن زوارًا فضائيين يمكن أن يمتلكوا نوايا أفضل أو أقل سوءًا من المستعمرين عند وصولهم للأميركتين أو لجزر المحيط الهادئ؟
ربما سيعتبرون الأرض مكانًا مناسبًا لإرسال المجرمين، مثلما حدث في خليج بوتاني في أستراليا، وربما لن يكون هناك نذير خيرٍ لسكان الأرض الأصليين.
الثقوب السوداء:
كانت أهم إنجازات ستيفن هوكينج العلمية فيما يخص طبيعة وخصائص الثقوب السوداء.
كانت الثقوب السوداء موجودةً في الخيال العلمي وكذلك الفيزياء، ولكنها أصبحت أكثر أهميةً لكتّاب الخيال العلمي في نهاية الستينيات عند بدء ظهور أعمال هوكينج.
ويُعتبر كتاب هوكينج (تاريخ مختصر للزمن – A Brief History of Time) -المنشور عام 1988- أحد أشهر الكتب التي تناولت مبدأ الثقوب السوداء، ولكن كانت الثقوب السوداء مشهورةً في الإعلام من قبل ذلك، حتى في فيلمٍ من إنتاج شركة ديزني بعنوان الثقب الأسود عام 1979، ولكنه افتقر إلى الواقعية.
كانت الأخطاء في تصوير الثقب الأسود (العملاق – Gargantua)، بالرغم من أنه كان نتاج بحثٍ علميٍّ دقيق، كانت تُعتبر الأخطاء مهمةً ومثيرةً كفايةً للجمهور العام حتى إنها استحقت النقد في وسائل إعلاميةٍ كبيرة، وهو دليلٌ هامٌ على مدى زيادة المعرفة والاهتمام العام بالثقوب السوداء.
وقد كانت تلك الأخطاء دافعًا وراء كتابة بحثٍ علميٍّ يصف كيف يبدو الثقب الأسود في الحقيقة.
لقد كان للثقوب السوداء وجودٌ موسيقيّ، وهي بذلك تُعتبر الجرم السماوي الوحيد الذي يصل إلى قمة قائمة الأغاني الأكثر استماعًا، وذلك في إشارةٍ لأغنيةٍ بعنوان الثقب الأسود كانت على قمة استطلاعات الرأي في عام 1994.
إلى اللانهاية وما بعدها:
هل اكتشف هوكينج وغيره من العلماء أشياء كانت مؤثرةً بقوةٍ على الخيال العلميّ، أم كانوا مجرد مروجين لأشياء عرفها الكتّاب والخبراء بالفعل؟
ربما تكون الإجابة خليطًا من الاثنين، بالتأكيد ساعد فهم العامة للعلوم الكبيرة الكتّابَ على كتابة خيالٍ علميٍّ مفهومٍ بالفعل، ويناقشه غير الخبراء.
مع التقدم العلميّ، تغيرت طبيعة الخيال العلميّ وأصبح من الصعب على كتّاب ومنتجي أفلام الخيال العلميّ أن ينتجوا أعمال كسولة، بل يجب عليهم أن يواكبوا ويقدموا ما لا يمكن معرفته، كما فعل كوبريك في نهاية فيلمه ملحمة الفضاء.
يمتد تاريخ النقاشات حول الذكاء الصناعي والفضائيين والثقوب السوداء وظهورهم في الأدب إلى ما قبل هوكينج، ولكن كان هوكينج ومعاصروه مَن رفع الوعي العام لتلك القضايا خارج الخيال العلميّ.
هناك شيءٌ واحدٌ مؤكد: بالرغم من أن العلم قضى على بعض أشكال الخيال العلميّ، إلا أن العلاقة بين العلم والخيال العلمي اليوم هي بنفس القوة التي كانت عليها من قبل.
- ترجمة: جورج فام
- تدقيق: تسنيم المنجّد
- تحرير: ندى ياغي
- المصدر