تلقّى فريق من الباحثين منحة بمقدار 16 مليون دولار للمضي قدمًا في سبيل تطوير زروع دماغية قد تساعد في إعادة الأطراف الميتة إلى الحياة.
هذه “الواجهات الدماغية-الحاسوبية مزدوجة التوجيه” تتحكّم بالتوصيلات الهامّة بين الدماغ والنخاع الشوكي، وتقوم بردم الهوّة الحاصلة بينهما نتيجة إصابة أو سكتة دماغيّة. وسيتمّ تصميمها بحيث يكون لها القدرة على استشعار رغبة الدماغ للقيام بحركة ما، ونقل هذه الرغبة باتجاه القسم المناسب من الجسم.
قال البروفيسور راجيش راو Rajesh Rao»» مدير مركز الهندسة العصبية الحسية والحركية «CSNE» التابع لجامعة واشنطن: «عندما عانى الممثل كريستوفر ريف من إصابة في النخاع الشوكي عقب سقوطه عن ظهر حصانه؛ كانت داراته العصبية الدماغية ما تزال سليمة وقادرة على تشكيل النيّة للقيام بالحركات، ولكن الإصابة منعت وصول الأوامر العصبية للنخاع الشوكي. الزروع التي نطوّرها تهدف إلى إعادة ربط السبل المقطوعة عن طريق فك شيفرة الإشارات العصبية الدماغية وتنبيه الجزء المناسب من النخاع الشوكي، لتمكين الشخص من التحرك مرة أخرى».
جاءت الدفعة الجديدة من التمويل من طرف المؤسسة القومية للعلوم في الولايات المتحدة، وسيتم منحها على مدى أربع سنوات. وينوي الفريق نقل النظرية للتطبيق عن طريق زرع نماذج أوليّة ضمن البشر خلال السنوات الخمس القادمة. وبعد الموافقة على هذه الأجهزة سيصبح بالإمكان استخدامها لمساعدة الجهاز العصبي إصلاح وإعادة توصيل نفسه حول المناطق المتضرّرة.
قال البروفيسور راو: «هناك حاجة متزايدة باستمرار لتطوير جيل جديد من المعدات الطبية لمساعدة الأشخاص المصابين بأمراض عصبية متفاقمة أو الذين تعرّضوا لإصابات في النخاع الشوكي».
في حين يغدو استخدام الزروع الدماغية أمرًا شائعًا بازدياد في علاج الأمراض العصبية مثل داء باركنسون؛ تظهر مشكلة نشوء كمّ هائل من الإشارات العصبية المحرّكة -حتى عندما يكون الجسم ساكنًا- مما يقود لآثار جانبية غير مرغوبة واستنزاف سريع لبطارية الجهاز.
لذلك يعمل الباحثون في «SCNE» على جيل جديد مما يدعى بالزروع ذات الحلقة المغلقة «closed loop implants»، والتي ستقوم بالتنبيه الكهربائي عند الحاجة إليه فقط.
يخطّط الفريق لاستخدام قسم من مبلغ المنحة للبحث في البعد الأخلاقي لهذه الزروع الدماغية، والتي قد يكون لها القدرة على التأثير في دماغ المريض أو حتى تغيير هويّته.
إذا نجحت الاختبارات على البشر وتمّت الموافقة على استخدام التقنية على نطاق واسع؛ سيكون علينا الاستعداد لأيّة آثار نفسية قد تصاحب هذه الفوائد الجسديّة.
