تتقدم تكنولوجيا زراعة الشرائح في الدماغ بسرعة هائلة، إذ ساعدت هذه التقنية الجديدة بعض الأشخاص على استعادة أصواتهم والتكلم بشكل طبيعي، وقد ساعدت آخرين في التغلب على بعض الاضطرابات العصبية، ولكن، ما الذي قد يحدث عندما يتوقف منتجو الشرائح المزروعة في أدمغة المرضى عن تحديثها ودعمها؟

يشبه الأمر محاولة تحديث هاتف ذكي عمره خمس سنوات، فهو لم يعد مدعومًا بهذه التحديثات، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة عندما يتعلق بترقية التقنيات الموجودة داخل الدماغ، في حالتنا هذه، لا يمكن للبرامج الإلكترونية الموجودة على هواتفنا أن تساعدنا على حل هذه المشكلة.

لخص بعض المؤلفين أبحاثًا جديدة تتناول فكرة التخلي عن هذه التكنولوجيا، إذ قدّم المؤلفون اقتراحاتهم الخاصة من أجل إنشاء إرشادات تمنع تفاقم هذه المشكلة في المستقبل.

وضع الباحثون في ورقتهم البحثية تعريفًا واضحًا لفكرة التخلي عن الأجهزة العصبية، التي قد تكون مهمةً في عملية تطوير الإرشادات، والسياسات، والقوانين التي بمجموعها تمتلك القدرة على تقليل حدوث مثل هذا التخلي أو منعه.

يُقرّ المؤلفون أن التكنولوجيا تسير في طريقها نحو التقدم والتطور الدائمين، مع انشغال الأسواق بأحدث الأجهزة المعقدة التي تحتاج مصادر للتحديث والإصلاح.

مع أخذ تقدم التكنولوجيا المتزايد بعين الاعتبار، يؤكد الباحثون على ضرورة بناء الأجهزة المزروعة لتدوم طويلاً، إذ يجب وضع إرشادات ومبادئ واضحة فيما يتعلق بإيصال الدعم الدائم لها، ويجب الحرص على وضع شبكات أمان في حال حدوث خطأ ما.

أشار المؤلفون إلى إحدى الحالات التي أفلست فيها الشركة المصنّعة لهذا الأجهزة، ما اضطرهم إلى إزالة الشريحة المزروعة في دماغ أحد المرضى حرصًا على عدة أسباب تتعلق بالسلامة.

علّق المريض الذي خضع لتجربة الإزالة بكلمات مؤثرة تبين مدى إحساسه بالنقص دون وجود تلك الشريحة الصغيرة فقال: «كان الأمر أشبه بإزالة الجزء الصغير مني الذي جعلني أحس بالكمال».

يؤكد الباحثون وجود مسؤوليات تقع على عاتق المريض في سبيل الحفاظ على تلك الشرائح، ولدعم إطالة عمرها مدى الحياة، وعدم تزويد المرضى بالإرشادات اللازمة مثل التعامل المباشر مع حالات العدوى، وتحميلهم المسؤولية الكافية قد يعد أحد أشكال التخلي عن هذه الأجهزة.

تشمل الدراسة السابقة بعض الاستثناءات، مثلاً عند اختبار الأجهزة في التجارب السريرية، قد نحصل على نتائج فاشلة، وبهذه الحالة لا يوجد أي مبرر لاستمرارية دعم هذه الأجهزة، مع الأخذ بالعلم ضرورة إبلاغ جميع المشاركين في هذه التجربة بكل مرحلة من مراحلها وتقديم الدعم المناسب لهم.

شهدنا مؤخرًا على أول حالة زرع مباشر بإشراف شركة نيورالينك المملوكة لإيلون ماسك، وقد أُجريت العملية على أحد المرضى المصابين بالشلل البالغ من العمر 29 عامًا تعرض لحادث أليم في أثناء قيامه بنشاط الغوص، وفي تصريح للمريض عبر من خلاله عن سعادته بعودة حياته إلى طبيعتها كما كانت قبل الحادث قائلًا: «لقد تغيرت حياتي بالكامل».

لا شك أن قدرة هذه التكنولوجيا عالية جدًا، ولكن لا بد من استخدامها بحذر ومسؤولية.

يهدف الفريق الذي أعد الدراسة إلى زيادة النقاشات المطروحة حول التخلي عن عمليات الزرع، لكي يصلوا في نهاية الأمر إلى وضع سياسات وقوانين تسمح لهذه الاختراعات بالاستمرار بتغيير حياة الأفراد.

يشجع الباحثون على ضرورة دعم النقاشات حول هذه التكنولوجيا، ويرحبون بالمشاركة لتحقيق استمرارية هذه الاختراعات، خاصةً بعد توسع استخدام هذه الأجهزة لتشمل علاج الحالات العصبية النفسية.

اقرأ أيضًا:

أول مستخدم لشريحة نيورالينك في العالم يلعب الشطرنج عبر التفكير فقط!

كل ما يجب أن تعرفه عن شريحة الذكاء الاصطناعي المقدّمة من نورولينك

ترجمة: آية شميّس

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر