تناولت دراسة جديدة أن زراعة البراز وتغيير البنية الجرثومية المعوية يمكن أن تعالج حالات تأخر المعرفة والإدراك لدى كبار السن.
اعتمدت الدراسة على زراعة البراز من فئران كبيرة بالسن في جوف فئران فتية ونتج عن ذلك تغير النبيت الجرثومي المعوي -مجموعة الميكروبات في الجهاز الهضمي- لديها.
يأمل فريق البحث أن زراعة البراز من فئران فتية إلى فئران كبيرة بالسن يمكن أن يعكس التدهور المعرفي لدى كبار السن.
الشيخوخة هي عملية لا مفر منها، تبدأ منذ ولادة الإنسان وتؤدي في النهاية إلى مشاكل صحية وتراجع في الوظائف العقلية مثل الإدراك والذاكرة والحركة وغيرها. وأكدت الدراسات في الآونة الأخيرة أن تقدم الإنسان بالسن يؤدي إلى تغيرات مهمة في الجرثومية المعوية لديه.
اكتُشف حديثًا وجود ارتباط وثيق بين الدماغ والأمعاء، أطلق عليه العلماء اسم المحور الدماغي-المعوي. ولهذا المحور دور رئيسي في تشكيل الشخصية والسلوك والإدراك.
أجرى العلماء أثناء الدراسة عملية زراعة البراز لزرع جراثيم معوية من فئران كبيرة بالسن إلى أخرى فتية لمعرفة تأثير ذلك في مناطق الجهاز العصبي المركزي المرتبطة بالشيخوخة، ثم راقبوا أي تغير يحصل لدى الفئران الفتية من ناحية الذاكرة والسلوك والقلق النفسي.
كشف الباحثون بعدها عن تغيرات هامة في الجراثيم المعوية للفئران الفتية ما أثر على ذاكرتها والتعلم الاستكشافي لديها.
أظهرت الفئران الفتية تراجعًا ملحوظًا في الذاكرة والتعلم المكاني، ولم تظهر لديهم تغيرات في مؤشرات معينة مثل القلق أو السلوك الاستكشافي أو النشاط الحركي، وذلك بعد إجراء اختبارات معينة عليها مثل المتاهة وغيرها.
صاحب هذه التغيرات خلل في التعبير الجيني عن البروتينات المرتبطة باللدونة المشبكية والتوصيل العصبي، إضافةً إلى تغيرات في خلايا منطقة دماغية تسمى الحصين hippocampus، وهي منطقة مسؤولة عن الذاكرة والتعلم والسلوك العاطفي والتنقل. وُجد لاحقًا أن الفئران الفتية بدأت تسلك سلوك الفئران الكبيرة بالسن من ناحية الإدراك والذاكرة وغيرها.
تؤكد هذه الدراسة على الدور الرئيسي للمحور الدماغي-المعوي في الشيخوخة، وتتيح الفرصة لتطوير طرق علاجية وأدوية هدفها تغيير الجرثومية المعوية لكبار السن وبالتالي تحسين المستوى المعيشي والإدراكي لديهم.
يقول أحد الباحثين أن زراعة البراز والتلاعب بنوعية الميكروبات المعوية قد تكون الطريقة الحديثة لتحسين صحة الإنسان أو المحافظة عليها. وإن نتائج هذه الدراسة تعني أن لدينا فرصة للتقدم بالسن بصحة جيدة.
اقرأ أيضًا:
زرع البراز لعلاج سرطان الجلد؟ وكيف يحدث ذلك؟
زرع البراز قد يكون سر الشباب الأبدي
ترجمة: غند ضرغام
تدقيق: بشير حمّادة
