ليس من المعتاد أن يمشي البشر على سطح القمر كل يوم. في الواقع، مر أكثر من 50 عامًا منذ أن وطأت أقدام البشر سطح القمر آخر مرة، خلال مهمة أبولو 17 التابعة لناسا عام 1972.

تتطلب تنفيذ هذه المهمة التي تُعد ضربًا من الخيال بذلات من طراز خاص، لذلك تعاونت شركة أكسيوم سبيس -المقاول المكلف بتصميم البذلات الحاسمة للأنشطة خارج المركبة خلال مهمة أرتميس 3 التابعة لناسا لعام 2026 إلى القمر- مع ماركة البذلات الفاخرة الشهيرة برادا.

كُشف عن تقنية (AxEMU) أول مرة العام الماضي، لكن ظل المظهر النهائي للبذلات سرًا.

كُشف السر الآن. كشفت الجهتان عن الشكل الأخير للبذلات: بذلات فضاء بيضاء لامعة، مثل البذلات التي ارتداها رواد الفضاء في عهد أبولو. وهو لون اختير لقدرته على عكس الحرارة.

يقول لورنزو بيرتيلي من برادا: «يُعد الإبداع المستمر بلا حدود واحدًا من قيم الشركة التي تعكس تمامًا روح علامة برادا التجارية ورؤية والدي».

«أنا فخور جدًا بالنتيجة التي نعرضها اليوم، وهي مجرد خطوة أولى في تعاون طويل الأمد مع أكسيوم سبيس».

«شاركنا خبرتنا في المواد والميزات وتقنيات الحياكة عالية الأداء، تعلمنا الكثير وأنا على يقين أننا سنواصل استكشاف تحديات جديدة وتوسيع آفاقنا وبناء سيناريوهات جديدة معًا».

يُعد تصميم بذلات فضاء وظيفية للقمر أمرًا صعبًا للغاية.يتطلب استكشاف القمر تحمل درجات الحرارة القصوى، إذ تصل الحرارة إلى 121 درجة مئوية خلال النهار، وتنخفض إلى -133 درجة مئوية في الليل.

ويصبح الجو أبرد -يصل إلى -246 درجة مئوية- في الحفر المظللة في القطبين، إذ يأمل طاقم ناسا في العثور على الجليد.

أيضًا، يجب أن تكون البذلات محكمة الغلق ومحمية من الإشعاع الفضائي لإبقاء رواد الفضاء على قيد الحياة، والحفاظ على ضغط مريح.

يجب أن تكون البذلات مجهزة بنظام دعم الحياة، إضافةً إلى أي أدوات يحتاج إليها رواد الفضاء للتواصل والاستكشاف.

ويجب أن تكون الأحذية متينة بما يكفي لتحمل التضاريس القمرية. ويجب أن يكون رواد الفضاء قادرين على التبول. ويجب أن يشمل الحجم مجموعة من أشكال وأحجام الجسم. بجانب كل ذلك، يجب أن تكون البذلات مرنة بما يكفي للتنقل.

نجحت عملية تشغيل (AxEMU) بعد العديد من الاختبارات، وتُعد الآن في طورها الأخير.

أجريت اختبارات الضغط مع ناسا وسبيس إكس وأكسيوم سبيس، وستخضع للاختبار تحت الماء في المرحلة القادمة.

اقرأ أيضًا:

تصميم جديد لبدلات رواد الفضاء يسمح لهم بشرب البول المعاد تدويره

لماذا تعاني ناسا نقصًا في بدلات الفضاء؟

ترجمة: طاهر قوجة

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر