يُعد ركوب الدراجة والمشي من أكثر أنواع الأنشطة الرياضية الهوائية شيوعًا. يمكن للمبتدئين أو للأشخاص الذين يعانون إصابات أو حالات صحية أخرى إجراء كِلا النشاطين.

يُقدم كل من النشاطين نشاطًا بدنيًا ذا تأثير منخفض مقارنةً بأنشطة هوائية أخرى مثل الجري أو القفز بالحبل. أيضًا، تمكن ممارسة كل منهما في الهواء الطلق أو في الداخل، ما يجعلهما مُتاحَين بصرف النظر عن حالة الطقس، لكن يختلف كلا النشاطين فيما يتعلق بالتكلفة. ركوب الدراجة يتطلب دراجة بالطبع، أما كل ما تحتاج إليه لبدء المشي فهو زوجين من الأحذية، والعزيمة على الحركة.

أيهما يحرق سعرات حرارية أكثر؟

تعتمد كمية السعرات الحرارية التي تُحرق عند ركوب الدراجة أو المشي على شدة التمرين. يُظهر الجدول التالي تقريبًا عدد السعرات الحرارية التي سيحرقها شخص وزنه 68 كيلوغرام خلال تمرين مدته 30 دقيقة.

على هذا، يحرق ركوب الدراجة سعرات حرارية أكثر.

أيهما يحسن عضلات الجسم بشكل أفضل؟

يتضمن كل من ركوب الدراجة والمشي استخدام العديد من العضلات لإنتاج القوة اللازمة للحركة. تشارك العضلات الألوية في الورك والعضلات الخلفية في الفخذ والساق في إنتاج القوة خلال كل من المشي وركوب الدراجة.

تزداد فعالية هذه العضلات عند زيادة السرعة في أثناء ركوب الدراجة، خاصةً عند الضغط على الدواسة، أيضًا يزداد تفعيل العضلات الألوية عند صعود المنحدرات أو الدرج.

تشارك عضلات الفخذ -العضلات الباسطة للركبة- بشكل أكبر في ركوب الدراجة مقارنةً بالمشي. فهي تنتج قوة أكبر خلال مرحلة الدفع في أثناء ركوب الدراجة.

أخيرًا، تؤدي عضلات الساق دورًا مهمًا في كل من ركوب الدراجة والمشي، إذ تمثل عضلات الدفع في الحالتين.

يعمل نوعا التمرين على تحريك نفس العضلات، إلا أن ركوب الدراجة يتطلب عادةً بذل مزيد من القوة.

أيهما يبني قوة عضلية أكبر؟

في دراسة حول القوة العضلية والضخامة، ارتبط ركوب الدراجة بزيادة القوة.

وجدت دراسة أن ركوب الدراجة زاد من القوة والضخامة العضلية. كان هذا التأثير أوضح لدى البالغين الأكبر سنًا مقارنةً بالشبان، لكن يمكن للبالغين الأصغر سنًا تحقيق ذلك بشدة أعلى.

لا يوجد الكثير من الدراسات عن تأثير المشي في القوة لدى البالغين الشبان الأصحاء وتفسير ذلك، ولكن وجدت دراسة أن الأفراد الأكبر سنًا غير النشيطين قد زادت قوتهم بعد بدء المشي.

يحتاج الأفراد الأصغر سنًا إلى ركوب الدراجة وقتًا أطول لتحقيق التأثير ذاته.

أيهما أفضل لفقدان الوزن؟

يتطلب فقدان الوزن زيادة عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص مقارنةً بعدد السعرات التي يتناولها يوميًا. إحدى الطرق الرئيسية لتحقيق ذلك هي زيادة مستوى النشاط مع تحديد كمية السعرات الحرارية المُتناولة.

كما يوضح الجدول السابق، يميل ركوب الدراجة إلى حرق سعرات حرارية أكثر مقارنةً بالمشي في المدة الزمنية ذاتها.

على هذا يُعد ركوب الدراجة الخيار الأفضل إذا كان الشخص يرغب في فقدان الوزن لكن ليس لديه الكثير من الوقت لممارسة التمارين، أما الخيار الأكثر حكمة فهو أن يمارس الشخص النشاط الذي يستمتع به أكثر مع تحديد عدد السعرات الحرارية التي يتناولها.

أيهما أفضل لمن يعانون إصابات؟

الإصابات أمر شائع. قد تكون مُعطلة وتؤثر في قدرة الشخص على ممارسة التمارين. من المهم وجود نشاط تمكن ممارسته للحفاظ على نشاط الشخص عندما يكون مصابًا، لكن تجب مراعاة نوع الإصابة.

مثلًا، أظهرت دراسة زيادة آلام أسفل الظهر لدى راكبي الدراجات. يتطلب ركوب الدراجات على الطرق اتخاذ وضعية انحناء الجذع لفترات طويلة. بالمقابل، ففي حالة الأشخاص الذين يعانون آلام أسفل الظهر المزمنة، فإن المشي يقلل من الألم والعجز وتجنب الأنشطة.

أظهرت الدراسات أن كلًا من المشي وركوب الدراجة ساعدا على تخفيف الألم المرتبط بهشاشة العظام في الركبة. على هذا، قد يكون كلا النشاطين خيارًا جيدًا لممارسة الرياضة في حالة الآلام الناتجة من التهاب المفاصل.

إذا كان الشخص يشعر بالألم عند ممارسة أنشطة تحمُّل الوزن مثل المشي، فقد يكون ركوب الدراجة خيارًا أفضل، إلا إذا وجد الشخص أن وضعية الانحناء في أثناء ركوب الدراجة تسبب له مزيدًا من الألم.

من يستفيد من كل من النشاطين؟

يميل ركوب الدراجة إلى إفادة الأشخاص الذين:

  •  لديهم وقت أقل لممارسة التمارين.
  •  يستمتعون بالسرعة العالية.

ركوب الدراجة بسرعة معتدلة أكثر فعالية في حرق السعرات الحرارية مقارنةً بالمشي بنفس السرعة. أيضًا يوفر ركوب الدراجة فرصة لزيادة قوة الجزء السفلي من الجسم، لكن إذا وجد الشخص أن ركوب الدراجة غير ممتع أو غير مريح بسبب آلام الظهر، أو إذا شعر بعدم الراحة عند الجلوس لفترات طويلة، فيفضل تجنب ممارسة هذا النشاط.

يُعد المشي مفيدًا إذا كان الشخص يعاني:

  •  مشكلات في كثافة العظام، مثل هشاشة العظام.
  •  آلام في الظهر.
  •  ميزانية محدودة لشراء دراجة ومعدات متعلقة بها.

مع ذلك، قد لا يكون المشي خيارًا جيدًا لجميع أنواع الألم. قد يجد الشخص أن ركوب الدراجة أكثر راحة له إذا كان يعاني ألمًا يزداد سوءًا في وضعيات تحمل الوزن أو الوقوف.

اقرأ أيضًا:

المشي أم الركض.. أيهما أفضل لتتقي البلل في أثناء التعرض للمطر؟

الصعق الكهربائي يساعد المصابين بالشلل على المشي مرة أخرى!

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: لين الشيخ عبيد

المصدر