تُعد ركبة العداء (متلازمة الألم الرضفي الفخذي) حالة مرضية تسبب ألمًا شديدًا في مقدمة الركبة (الرضفة)؛ حيث تتصل الركبة بالنهاية السفلية لعظم الفخذ.
قد يكون سببه الجري، أو أي نشاط يجهد مفصل الركبة على نحو متكرر.
وفقًا لكلية الطب في جامعة هارفارد، فإن ركبة العداء أكثر شيوعًا عند النساء منها عند الرجال، خاصة عند النساء في منتصف العمر.
إن الأشخاص الذين يعانون البدانة معرضون للإصابة بها على نحو خاص.
تشمل الحالات التي قد تسبب الإصابة بركبة العداء: متلازمة آلام الركبة الأمامية، ومتلازمة الألم الرضفي الفخذي، وتلين غضروف الرضفة، ومتلازمة السبيل الحرقفي الظنبوبي.
ما مسببات الإصابة بمتلازمة ركبة العداء؟
قد ينتج ألم ركبة العداء عن تهيج الأنسجة الرخوة، أو بطانة الركبة، أو تآكل الغضروف أو تمزقه، أو التهاب الأوتار.
قد تكون ركبة العداء ناتجة عن خلل بنيوي، أو بسبب المشي أو الجري بطريقة خاطئة. وقد تشمل الأسباب الأخرى ما يأتي:
- فرط الحركة.
- رض في الركبة.
- خلل في توضع الركبة.
- خلع كامل أو جزئي في الركبة.
- القدم المسطحة.
- عضلات الفخذ الضعيفة أو الضيقة.
- التمدد غير الكافي (الإحماء) قبل التمرين.
- التهاب المفاصل.
- كسر في الركبة.
- متلازمة الثنية، أو متلازمة الطية الزليلية (تكون بطانة المفصل ثخينة وملتهبة).
في بعض الحالات، يبدأ الألم في الظهر أو الورك، ثم ينتقل إلى الركبة (الألم الرجيع).
ما أعراض ركبة العداء؟
السمة المميزة لركبة العداء الألم الخفيف حول الركبة أو خلفها، خاصة حيث التقاء الرضفة بالجزء السفلي من عظم الفخذ؛ إذ يشعر الشخص بالألم في الحالات الآتية:
- المشي.
- صعود أو نزول السلالم.
- وضعية القرفصاء.
- الركوع.
- الركض.
- الجلوس أو الوقوف.
- الجلوس لفترة طويلة وثني الركبة.
تشمل الأعراض الأخرى التورم وطقطقة في الركبة. في حالة متلازمة السبيل الحرقفي الظنبوبي، يكون الألم أكثر في الجزء الخارجي من الركبة؛ حيث يتصل السبيل الحرقفي الظنبوبي الذي يمتد من الورك إلى أسفل الساق بعظم الظنبوب، أو بالعظم الداخلي الثخين للساق السفلية.
كيف تُشخص متلازمة ركبة العداء؟
لتأكيد تشخيص متلازمة ركبة العداء، سيحتاج الطبيب إلى الاستفسار عن تاريخ الشخص الطبي، وإجراء فحص بدني شامل يتضمن: تحليل الدم، أو الأشعة السينية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير بالأشعة المقطعية.
كيفية علاج متلازمة ركبة العداء؟
يحدد الطبيب العلاج استنادًا إلى الأسباب الأساسية للإصابة وفقًا للمحددات الآتية:
- العمر.
- التاريخ الطبي والصحي العام.
- شدة الألم.
- القدرة على تحمل الأدوية أو علاجات معينة.
- مدة استمرار الإصابة.
- رأي المريض وماذا يفضل.
غالبًا، يمكن علاج متلازمة ركبة العداء بنجاح من دون الحاجة إلى جراحة. تتمثل الخطوة الأولى في العلاج باتباع الخطوات الآتية:
- الراحة: تجنب الإجهاد المتكرر للركبة.
- الثلج: لتقليل الألم والتورم، إذ يُنصح بوضع كيس ثلج، أو عبوة من البازلاء المجمدة على الركبة لمدة 30 دقيقة في كل مرة، وتجنب تعريض الركبة لأي حرارة.
- الضغط: يُنصح بلف الركبة بضمادة مرنة، أو ارتداء أكمام ضاغطة للركبة للحد من التورم، والحرص على ألا يكون الكم مشدودًا حتى لا يسبب انتفاخًا أسفل الركبة.
- الرفع: يُنصح بوضع وسادة تحت الركبة في أثناء الجلوس، أو الاستلقاء لمنع زيادة التورم. في حالة التورم الشديد، يُرجى الحفاظ على رفع القدم أعلى من مستوى الركبة، وأن تكون الركبة أعلى من مستوى القلب.
عند الإصابة بركبة العداء، يُنصح بتناول بعض الأدوية المضادة للالتهابات التي لا تستلزم وصفة طبية (المسكنات) لتخفيف إضافي للألم، مثل: الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين، والأسيتامينوفين (العنصر النشط في تايلينول). يجب استشارة الطبيب قبل تناول هذه الأدوية؛ لتجنب الاختلاطات الدوائية في حال كان الشخص يتناول أدوية أخرى، أو كان يعاني حالات صحية أخرى.
عندما يهدأ الألم ويخف التورم، قد يوصي الطبيب بممارسة تمارين معينة، أو علاج فيزيائي لاستعادة قوة الركبة وحركتها على نحو تام.
قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى شد الركبة، أو إعطاء دعامة لتوفير دعم إضافي للركبة، وتسكين الألم. إضافة إلى ذلك قد يحتاج المصاب أيضًا إلى ارتداء حشوات للحذاء تسمى (مقومات العظام).
قد يُوصى بالجراحة في حالة تلف الغضروف، أو إذا كانت الرضفة بحاجة إلى إعادة تقويمها.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بمتلازمة ركبة العداء؟
توصي الأكاديمية الأمريكية لجراحي العظام بالخطوات التالية للوقاية من الإصابة بمتلازمة ركبة العداء:
- الحفاظ على اللياقة البدنية: الحفاظ على الصحة العامة، واتباع نظام غذائي للتخلص من البدانة التي تؤثر في الركبة.
- التمدد: ممارسة تمارين الإحماء لمدة خمس دقائق متبوعة بتمارين الإطالة قبل ممارسة الجري، أو أداء أي نشاط يزيد من الضغط على الركبة. يُفضل استشارة الطبيب حول التمارين التي تزيد من مرونة الركبة وتمنع تهيجها.
- زيادة التمرين تدريجيًا: عدم ممارسة التمارين القاسية على نحو مفاجئ.
- ارتداء أحذية مناسبة للجري: يُفضل شراء أحذية عالية الجودة ذات امتصاص جيد للصدمات، والتأكد من أنها مريحة للقدم. وارتداء مقومات العظام في حالة القدم المسطحة.
- الجري بوضعية صحيحة: الحفاظ على الظهر مستقيمًا، والحفاظ على ثني الركبتين. يُفضل الجري على سطح مستوٍ، وعدم الركض أو المشي بطريقة متعرجة في أثناء النزول على منحدر.
النقاط الرئيسية حول متلازمة ركبة العداء:
- ركبة العداء هي ألم خفيف حول مقدمة الركبة.
- قد يكون سببها خللًا هيكليًا، أو المشي والجري بطريقة معينة.
- تشمل الأعراض: الألم، والاحتكاك، أو صوت صرير ناجم عن احتكاك الغضروف في الرضفة.
- يشمل العلاج الامتناع عن الجري حتى زوال الألم. قد يساعد استعمال الكمادات الباردة، والضغط على الركبة، ورفع القدم في تخفيف الأعراض.
- قد تساعد الأدوية مثل الإيبوبروفين في تخفيف الألم والالتهاب.
- قد تساعد تمارين التمدد في الوقاية من الإصابة بمتلازمة ركبة العداء.
اقرأ أيضًا:
هذا العلاج يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل والإصابات في الركبة
ترجمة: محمد ديبة
تدقيق: ريمي سليمان
مراجعة: عبد المنعم الحسين