ربما سبق أن تساءلت مستنكرًا: هل رعشة الجماع هي سبب صداعك بعد ممارسة الجنس؟ هذا هو الحال لدى بعض الأشخاص، إذ وُجدت علاقة بين ممارسة الجماع والصداع، وأحيانًا الصداع النصفي الحاد، الذي يصيبهم بعد ممارسة الجنس مباشرة أو عند بلوغهم رعشة الجماع.
يختلف ألم الرأس في حدته، بين المعتدل الذي يزول سريعًا، وطويل الأمد الذي قد يكون ألمه غير محتمل.
يقول نيستور جالفيز جيمينيز، الحاصل على دكتوراه في الطب: «الصداع الناتج من ممارسة الجنس أمر ليس بالنادر، وإن عزف العديد من الأفراد عن ذكره». ثم يوضح مسبباته، والوسائل التي يمكن اتباعها إذا بدأ يؤثر في ممارستك لحياتك اليومية، ومتى تجب مراجعة الطبيب.
ما سبب صداع رعشة الجماع؟
تُعرف أنواع الصداع المختلفة التي يسببها الجماع «بالصداع المرتبط بالنشاط الجنسي». وهو الصداع الناتج من بذل الجهد البدني، سواءً أكان عنيفًا أم مفاجئًا -مثل الجري أو رفع الأثقال أو حتى العطس- وهي قد تصيب أي أحد، إلا أنها أكثر شيوعًا بين الذكور.
يقول الدكتور جيمينيز: «لا توجد إحصائيات دقيقة عن مدى انتشار صداع الرعشة الجنسية، فعادةً ما يخجل الأشخاص من قول إن صداعهم مرتبط بالجماع. إلا أننا نشهد وجود هذا الرابط كثيرًا في العيادات وغرف الطوارئ».
قد ينشأ صداع الرعشة الجنسية نتيجة ممارسة الجنس مع شريك أو خلال الاستمناء، ويمكن وصفه كالآتي:
- معتدل أو حاد الألم.
- تشعر به في أعلى الرأس، أو في إحدى الجانبين، أو خلف العينين، أو في الرأس بأكمله.
- يأتي في صورة صداع خافق أو حاد، وقد يكون خفيفًا.
- يشبه في ألمه الصداع النصفي.
- يحدث بصورة مفاجئة وشديدة، وهو ما يُعرف باسم صداع الرعد المفاجئ.
قد يستمر الصداع بضع دقائق إلى عدة ساعات، بصرف النظر عن شدة الألم.
يدرك الأطباء حقيقة أن ممارسة الجماع قد تكون سببًا للإصابة بالصداع لدى بعض الأشخاص، إلا أنهم يجهلون السبب الفسيولوجي وراء ذلك.
يشرح الدكتور جيمينيز: «يمكن تفسير الأمر كما يلي: يرتفع ضغط دمك وتتسارع نبضات قلبك في أثناء الجماع، فتتوسع أوعيتك الدموية وتنقبض عضلات رأسك ورقبتك وكتفيك». ما قد يترتب عليه الإصابة بالصداع، المفاجئ والقاسي بالنسبة إلى بعض الأشخاص.
أشار أيضًا إلى وجود علاقة بين حدة صداع رعشة الجماع ووجود تاريخ مرضي للصداع النصفي المزمن لدى الشخص، فهؤلاء أكثر عرضة للإصابة بأشد أنواع صداع الرعشة الجنسية.
هل يمثل صداع الرعشة الجنسية تهديدًا على الصحة؟
يقول الدكتور جيمينيز: «عادةً، لا يشكل الصداع في حد ذاته خطرًا على صحة الإنسان، وإن كان الألم شديدًا».
مع ذلك، ينصح بضرورة استشارة الطبيب إذا شعرت بصداع حاد بعد الجماع. ففي بعض الحالات النادرة قد يكون هذا نتيجة لتمدد الأوعية الدموية الدماغية لدرجة التمزق، وهو ما قد يحدث حين يرتفع ضغط الدم، إذ يتركز الضغط على أحد جدران الأوعية الدموية، التي تضعف نتيجة مقاومة الانتفاخ الناتج من تدفق الدم.
السكتة الدماغية كذلك إحدى الحالات النادرة شديدة الخطورة، التي قد تكون سببًا في صداع رعشة الجماع.
ينصح الدكتور جيمينيز: «من المهم مراجعة الطبيب، لدى اختبارك صداع رعشة الجماع لأول مرة، من أجل استبعاد المسببات الخطيرة المحتملة».
كيف يمكن التخلص من صداع رعشة الجماع؟
لم يتعمق الباحثون في دراسة علاج صداع رعشة الجماع. لكن الدكتور جيمينيز أشار إلى إمكانية تهدئة الألم بالمسكنات التي يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية، مثل أسيتامينوفين (الباراسيتامول) أو إيبوبروفين، ويمكن كذلك استخدام أي عقار متاح للصداع النصفي، المهم أن تفعل ذلك فور بدء ظهور الأعراض، وإلا قلت فعاليته.
إن اتبعت هذه التعليمات دون تحسن على الإطلاق، أو إن ساء الأمر، فينبغي حينها التوجه إلى غرفة الطوارئ.
كيف تقي نفسك من الإصابة بصداع رعشة الجماع؟
يظل تحصين نفسك ضد الألم هو النهج الأمثل مقارنةً بعلاجه. أوضح الدكتور جيمينيز أنه قد لا يكون التخطيط المسبق للجماع أمرًا واقعيًا، فعلى الأغلب سيفسد ذلك متعته. لكن إذا كنت على يقين من أن الصداع سيصيبك، فيفضل تناول مسكن للألم قبلها بنحو 30 دقيقة.
هل يمكن أن تخفف رعشة الجماع الصداع؟
كما قلنا، قد يسبب الجماع إصابتك بالصداع، ولكن إذا كانت رأسك تخفق بالفعل، فهل يساعد الجماع في تلك الحالة؟ يقول الدكتور جيمينيز: «غالبًا لن تساعد في حالة إصابتك بالصداع النصفي، إلا أن رعشة الجماع قد تساعد أحيانًا في حالات الصداع المرتبطة بالتوتر أو الإجهاد». يمكن لتفريغ الرغبة الجنسية التخفيف من التوتر النفسي والعضلي، وهو ما قد يتطلبه الأمر لزوال ألم الصداع.
أضاف جيمينيز: «مع ذلك، ليست ممارسة الجماع هي النصيحة الأولى لعلاج الصداع». وينصح بضرورة استشارة الطبيب فور إصابتك بالصداع الحاد أيًا كان السبب، والاحتفاظ بعلاج للصداع في غرفة النوم تحسبًا، حال أخبرك الطبيب أن صداعك مرتبطة بممارسة الجماع.
اقرأ أيضًا:
لماذا تخفف هزات الجماع من شعور النساء بالألم؟
كل ما تريد أن تعرفه عن الشقيقة ، الصداع النصفي
ترجمة: سامية الشرقاوي
تدقيق: أكرم محيي الدين