اكتشف علماء الفلك وجود أماكن ساخنة على سطح القمر، فقد رصدوا 200 منطقة صالحة للسكن يقارب متوسط درجات حرارتها متوسط درجات حرارة سان فرانسيسكو.
تتقلب درجات الحرارة على القمر لتصل إلى 127 درجة مئوية في بعض أجزائه خلال النهار وتنخفض إلى 173- درجة مئوية في الليل، لكن الحفر المكتشفة حديثًا دائمًا ما تكون درجة حرارتها 17 درجة مئوية، أي أنها صالحة للحياة ويمكن أن يحتمي فيها رواد الفضاء من مخاطر الرياح الشمسية والنيازك الصغيرة والأشعة الكونية، فتكون بمثابة ملاجئ دافئة.
يقول تايلر هورفاث، طالب دكتوراه في علوم الكواكب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والمؤلف الرئيسي للبحث الممول من وكالة ناسا والذي نُشر على الإنترنت في 8 يوليو في مجلة Geophysical Research Letters: «البقاء على قيد الحياة في الليل القمري صعب للغاية لأنه يتطلب الكثير من الطاقة، ولكن مع وجود هذه الحفر فإن ذلك ممكن».
اكتشفت منظمة استكشاف الفضاء اليابانية (JAXA) الحفرة الأولى على القمر في عام 2009 بواسطة مسبار سيلينا، ونُفِذ العمل الجديد من بتجربة Diviner Lunar Radiometer باستخدام كاميرا حرارية، وهي مقياس إشعاع يعمل بالأشعة تحت الحمراء على متن المركبة المدارية الروبوتية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، استغرق هذا الاكتشاف أكثر من عشر سنوات.
بين المئتي حفرة المكتشفة توجد اثنتان أو ثلاث منها بها نتوءات متدلية تؤدي إلى كهوف، بينما تبدو 16 حفرة كأسقف لأنابيب الحمم البركانية المنهارة.
أنابيب الحمم البركانية على الأرض هي كهوف مجوفة توجد بالقرب من السطح في المناطق البركانية، أبرزها كهف كازومورا في حديقة براكين هاواي الوطنية ولا كويفا ديل فينتو في تنريفي في جزر الكناري.
يقول هورفاث:«عند تدفق الحمم، يتصلب الجزء العلوي من الحمم بينما تستمر بالتدفق من الأسفل وفي بعض الأماكن تترك الحمم البركانية الأنبوب، وتتشكل حفرة عند انهيار الأنبوب تكون بمثابة فتحة ذات تجويف لفترة طويلة».
حدثت مثل هذه العملية قبل مليارات السنين عندما شكلت الأحداث البركانية الضخمة على القمر حقول الحمم البركانية المظلمة الشهيرة على سطح القمر التي تسمى «ماريا».
يقول هورفاث: «تشكلت هذه الحفر بسبب التأثيرات التي أحدثت ثقبًا في سقف أنبوب الحمم البركانية أو بسبب النشاط الزلزالي الذي تسبب بإضعاف السقف».
حلل الباحثون في الدراسة الجديدة درجات حرارة الحفر الاسطوانية بعمق 100 متر في بحر السكون بالقرب من خط استواء القمر، وهو من بحار القمر ويعود إلى الفترة النكتارية ضمن الخط الزمني الجيولوجي للقمر. تقع الحفرة بالقرب من مكان هبوط اثنتين من بعثات أبولو التابعة لوكالة ناسا.
يقول هورفاث: «حفرة بحر السكون في نفس موقع هبوط أبولو 11 وأبولو 17، على بعد حوالي 375 كيلومترًا فقط، وإذا وصلنا إلى هناك سيكون من المذهل رؤية ما خلّفته بعثة برنامج أبولو وحالتها ومدى تأثرها».
كانت الدراسة في البداية للمساعدة على الحصول على معلومات أولية لمهمة غواص القمر Moon Diver Mission المقترحة من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في عام 2020، التي من المفترض أن ترسل مركبة إلى حفرة بحر السكون لاستكشاف كهوف هناك.
قال هورفاث: «ستكون هذه العربة قادرة على دراسة طبقات تدفقات الحمم البركانية في جدران الحفرة التي صورتها تجربة Diviner Lunar Radiometer ما سيساعد على فهم التاريخ الأولي للقمر وتطوره».
اقرأ أيضًا:
دراسة جديدة تفترض أن القمر قد يصلح للزراعة!
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: بيان عصفور