ليفوثيروكسين هو دواء شائع الاستخدام خاصة لكبار السن، إذ قد يرتبط تراجع وظائف الغدة الدرقية بالتقدم في العمر. ما زالت توجد تساؤلات حول مدى ملاءمة وصفه، إذ قد تسبب الآثار الجانبية مشكلات.
تشير دراسة حديثة إلى أن استخدام ليفوثيروكسين لدى الأشخاص ذوي المستويات الهرمونية الطبيعية قد يؤدي إلى انخفاض كتلة العظام وكثافتها لدى كبار السن بمرور الوقت.
أظهرت دراسة أن ليفوثيروكسين، وهو دواء يُستخدم لعلاج قصور الغدة الدرقية، قد يؤدي إلى انخفاض كتلة العظام وكثافتها لدى كبار السن ذوي المستويات الطبيعية للغدة الدرقية.
أظهر الباحثون أن كتلة العظام وكثافتها تنخفض لدى البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا الذين يتناولون ليفوثيروكسين، على مدى فترة متابعة استمرت 6 سنوات.
النتائج مصدرها دراسة صغيرة شملت 81 مشاركًا لديهم مستويات طبيعية من هرمون الثيروتروبين، الذي يُستخدم لتحديد وظائف الغدة الدرقية، وكانوا يتناولون ليفوثيروكسين.
يشير مؤلفو الدراسة إلى أن ليفوثيروكسين هو من بين الأدوية الأكثر صرفًا في الولايات المتحدة، خاصة بين كبار السن.
صرح الطبيب شون أورموند: «ليفوثيروكسين هو دواء شائع جدًا لأن مشكلات الغدة الدرقية تصبح أكثر احتمالًا مع التقدم في العمر. كبار السن أكثر عرضة لقصور الغدة الدرقية، إذ يتباطأ نشاط الغدة الدرقية ولا يصنع الهرمونات الكافية لجعل الجسم يعمل بسلاسة».
عندما تتراجع وظائف الغدة الدرقية، يشعر الناس غالبًا بالتعب، وزيادة الوزن، والشعور بالبرد بسهولة، أو حتى الاكتئاب. هذه الأعراض تصعب الحياة، لذا غالبًا ما يصف الأطباء ليفوثيروكسين لاستعادة مستويات الهرمونات ومساعدة الناس على استعادة حياتهم الطبيعية. إنه مهم خصوصًا في الحالات التي قد تسبب فيها مشكلات الغدة الدرقية غير المعالجة أضرار القلب أو الأعضاء الأخرى.
قد تؤدي المستويات المنخفضة من هرمونات الغدة الدرقية إلى أعراض مثل التعب، وزيادة الوزن، والتحسس للبرد، والجلد الجاف والمتقشر، وفقدان الشعر، وصعوبة التركيز.
على العكس، يرتبط فرط نشاط الغدة الدرقية بفقدان الوزن وضعف العضلات، وزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، والشعور بالقلق والانزعاج.
أظهر الفريق أن استخدام ليفوثيروكسين، خاصة لدى الأشخاص الذين يُستخدم لديهم دون ضرورة، قد يكون له مجموعة من الآثار الجانبية غير المرغوبة.
استخدام ليفوثيروكسين لدى الأشخاص ذوي المستويات العالية من هرمونات الغدة الدرقية كان له تأثير سلبي على الكتلة الخالية من الدهون لدى كبار السن.
للتحقق من تأثير استخدام ليفوثيروكسين على مجموعة مشابهة من البالغين، شملت الأبحاث الأخيرة 32 رجلًا و49 امرأة بعمر 65 عامًا أو أكثر عند بداية الدراسة، بمتوسط عمر 73 عامًا.
لتصميم مجموعة ضابطة، طابق الباحثون هؤلاء المشاركين مع خمسة أعضاء آخرين من المجموعة حسب الجنس البيولوجي، ومؤشر كتلة الجسم، والعمر، والعرق، وتاريخ استهلاك الكحول، وتاريخ التدخين، والعلاجات الأخرى التي كانوا يتلقونها.
حلل الباحثون هذه المجموعة بإجراء زيارتين إذ قيست كتلة العظام وكثافتها باستخدام قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي الطاقة.
على مدار فترة الدراسة، أظهر الأشخاص الذين لديهم مستويات هرمونية طبيعية وكانوا يتناولون ليفوثيروكسين انخفاضًا في كتلة العظام وكثافتها.
قد يكون فقدان العظام نتيجة لاستخدام ليفوثيروكسين لدى كبار السن، وإن استُخدم بالجرعة المناسبة، ما قد يكون مصدر قلق فيما يتعلق بخطر هشاشة العظام.
سابقًا، طُرحت تساؤلات بشأن صرف ليفوثيروكسين بإفراط لكبار السن، إذ أشارت دراسة نُشرت عام 2023 إلى أن قصور الغدة الدرقية قد يُشخص خطأ لدى العديد من الناس.
أشارت الدراسة إلى تفاوت مستويات هرمون (TSH) على مدار السنة، إذ تبلغ ذروتها في الشتاء وتنخفض في الأشهر الصيفية.
تقترح الدراسة أن عدم أخذ التفاوت الموسمي في مستويات الهرمون في الحسبان قد يؤدي إلى وصف أدوية لا تساعد الأشخاص، بل قد تعرضهم لآثار جانبية غير مرغوبة وقابلة للتجنب.
الإيقاف التدريجي للأدوية هو خيار للمرضى الذين يعانون آثارًا جانبية غير مريحة. تشمل مؤشرات وصف ليفوثيروكسين: مستويات (TSH) المرتفعة، مشيرة إلى ضعف نشاط الغدة الدرقية، والتعب، وزيادة الوزن، والتباطؤ العقلي. يمكن النظر في الإيقاف التدريجي إذا عانى المريض آثارًا جانبية مثل زيادة معدل ضربات القلب، والقلق، أو فقدان العظام، أو إذا عادت اختبارات وظائف الغدة الدرقية إلى طبيعتها.
أشارت الدراسة إلى أهمية المتابعة الدقيقة وخطط العلاج الفردية، خاصةً لدى كبار السن.
اقرأ أيضًا:
مركب فموي جديد قد يعالج هشاشة العظام
أشهر المشكلات والأمراض المتعلقة بالغدة الدرقية
سحب بعض أدوية الغدة الدرقية بسبب انخفاض فاعليتها
ترجمة: علاء الشحت
تدقيق: أكرم محيي الدين