وجدت دراسة صغيرة أُجريت على البشر وحيوانات المختبر أن مركبًا كان يستخدم لعلاج الملاريا قد يخفف من أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات Polycystic ovary syndrome PCOS.

متلازمة المبيض متعدد الكيسات هي اضطراب هرموني يتصف بمستويات عالية من الهرمونات الذكرية المعروفة باسم الأندروجينات. تُسبب مستويات الأندروجين المرتفعة هذه سلسلة من الأعراض مثل الدورات الطمثية غير المنتظمة، ونمو الشعر الزائد وحب الشباب. تتضمن اختلاطات هذه الحالة العقم والمشكلات الاستقلابية بما فيها مقاومة الإنسولين التي تزيد من خطر حدوث النمط الثاني من مرض السكري.

مع أن متلازمة المبيض متعدد الكيسات تؤثر على 10%-13% من النساء في سن الإنجاب، لا يعلم الباحثون تمامًا السبب الجوهري للحالة. ما يزال من الصعب تشخيصه وعلاجه، وتتعامل العلاجات المتوفرة مثل حبوب منع الحمل والأدوية التي تضبط سكر الدّم فقط مع أعراض الحالة.

أظهرت دراسة حديثة أن دواءً يستخدم في علاج الملاريا يعرف ب أرتاميزينين Artemisinin قد يخفف أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات بالتأثير على المسبب نفسه.

بينت النتائج التي نُشرت في 14 يونيو في مجلة ساينس أن أرتاميزينين ومشتقاته حسنت كثيرًا أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات مثل الدورات الطمثية غير المنتظمة عند الإنسان والقوارض.

في هذه الدراسة أدخل الفريق البحثي 19 مشاركةً لديهن أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات التي تتضمن الدورات غير المنتظمة والمستويات المرتفعة من التيستوستيرون. أظهر أيضًا الفحص بالأمواج فوق الصوتية امتلاكهن مبايض متضخمة مع عدة أكياس مليئة بسائل على المبايض، هذه الكيسات الجريبية شُوهدت عند الكل ممن لديهن متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

تناولت المشاركات واحدًا من مشتقات أرتاميزينين فمويًا ثلاث مرات في اليوم لثلاثة أشهر. لم تُتناول أية مجموعة دواء وهمي فكان هذا من محدوديات الدراسة.

تبين أن العلاج خفض مستويات التيستوستيرون عند المشاركات دون الإبلاغ عن أية آثار جانبية. فعند معظمهن، انخفضت أيضًا مستويات الهرمون المضاد لمولر -هرمون يساعد على تطوير الأعضاء التناسلية عند الجنين- الذي تنتج منه المبايض كميات كبيرة في متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

تزامنت التغيرات التي طرأت على هذه الهرمونات مع عدد أقل من الكيسات وتناقص ضخامة المبايض وانتظام أكثر للدورة الطمثية عند معظم المشاركات.

قالت آنا بينريك الاختصاصية بالفيزيولوجيا من جامعة غوتنبرغ في السويد ولم تشارك في هذا البحث: «تشير النتائج إلى أن أرتاميزينين هو علاج فعال محتمل لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات. لكن، كانت هذه الدراسة محدودة، فضمت فقط مجموعة صغيرة من الناس، ومن غير الواضح حتى الآن إذ كان أرتاميزينين يخفف من الأعراض الأخرى لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات مثل الاضطرابات الاستقلابية أم لا؟».

نظر الباحثون إلى القوارض للبحث عن كيفية معالجة الأرتاميزينين متلازمة المبيض متعدد الكيسات. وجدوا أن الدواء يفككك إنزيمًا في مبايض الفئران والجرذان يسمى CYP11A1 وهو الأساس لصنع الأندروجينات. من المحتمل أن ذلك يمنع الإنتاج الزائد من الأندروجينات التي تسبب معظم أعراض متلازمة المبيض متعدد الكيسات.

قالت بيندريك: «لأن مستويات التيستوستيرون المرتفعة هي إحدى السمات الرئيسية والسبب لمعظم الأعراض المتعلقة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات والأمراض المصاحبة لها، فإن العلاج الذي يستهدف إنقاص إنتاج الأندروجين هو هدف منطقي. يمثل أرتاميزينين اتجاهًا جديدًا واعدًا لإنقاص هذه الأندروجينات».

وتضيف قائلةً: «لم تكن النماذج الحيوانية مناسبة لدراسة اضطراب الوظيفة الاستقلابي المشاهد في متلازمة المبيض متعدد الكيسات. يمكن لدراسة ذلك لدى نماذج حيوانات مختلفة أن تعطي صورة أوضح لمدى جودة الدواء في معالجة هذه الحالة، ويمكن للدراسات المستقبلية أيضًا أن تنظر إلى تأثير معالجة أنثى الفأر بالأرتاميزينين على ذريتها، بما أن لدى الفتيات لأمهات لديهن متلازمة المبيض متعدد الكيسات خطر متصاعد للإصابة. من المحتمل أن سبب ذلك هو التعرض للأندروجين في الرحم، لذلك سيكون من المثير للاهتمام رؤية قدرة الأرتاميزينين بتخفيض الأندروجينات على الوقاية من متلازمة المبيض متعدد الكيسات عند الأجيال القادمة».

اقرأ أيضًا:

ربما نعرف أخيرًا السبب وراء متلازمة المبيض متعدد الكيسات

هل تسبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات زيادة الوزن؟

ترجمة: يارا سلامه

تدقيق: بشير حمّادة

المصدر