شاع استخدام المضاد الحيوي أزيثرومايسين في علاج عدوى كوفيد-19 رغم ضعف الأدلة حول فاعليته، فقد وجدت تجربة مضبوطة معشاة نُشرت في مجلة JAMA أن تناول جرعة وحيدة من هذا المضاد الحيوي واسع الطيف لم يغير نسبة حدوث أعراض عدوى كوفيد-19 في الولايات المتحدة خلال 14 يومًا.
أجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو تابعوا حالة 263 مريض كوفيد-19 غير مقيمين في المستشفى بين شهر مايو عام 2020 وشهر مارس عام 2021 وتناولوا إما المضاد الحيوي أزيثرومايسين بجرعة 1.2 غرام فمويًا أو العلاج الوهمي (البلاسيبو).
راقب الباحثون المشاركين الذين كانت نتيجة اختبار الإصابة بكوفيد-19 لديهم إيجابية في الأيام السبعة السابقة، لأكثر من 21 يومًا لمعرفة قدرة الأزيترومايسين على منع تطور المرض خلال 14 يومًا. معظم المرضى كانوا عرضيين في البداية.
لم يلاحظ اختلاف مهم بين المشاركين الذين اختفت أعراضهم خلال 14 يومًا (بلغت نسبتهم 50% في كلا المجموعتين) بغض النظر عن العمر، في حين تباينت المجموعتان في العديد من النتائج.
احتاج خمسة مشاركين من المجموعة التي تناولت أزيثرومايسين إلى استشفاء بحلول اليوم 21، بينما لم يحتج أي مشارك من المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي إلى ذلك (اختلاف الانتشار يبلغ 4%)، وقد لاحظ الباحثون أن هذا الاختلاف يستدعي استقصاءات إضافية.
تفاوتت أسباب استشفاء المرضى بين صعوبة التنفس (2) وذات الرئة (1) ومستوى الأكسجين المنخفض (1) والألم البطني الحاد (1). وبشكل مشابه راجع 14% من الذين تناولوا أزيثرومايسين قسم الطوارئ بحلول اليوم 21 مقارنةً بنسبة 3% فقط من الذين أُعطوا العلاج الوهمي.
حصل اضطراب في الجهاز الهضمي بنسبة أعلى في مجموعة الأزيثرومايسين بحلول اليوم الثالث مقارنةً بالمجموعة الأخرى؛ إسهال ( بنسبة 41% للمجموعة الأولى و17% للمجموعة الثانية)، وألم بطني (بنسبة 17% للأولى و1% للثانية)، وغثيان (بنسبة 22% للأولى و10% للثانية)، لكن لم تُسجل إصابات شديدة أو وفيات عند كلتا المجموعتين.
بلغ متوسط أعمار المشاركين 43 سنة، 66% منهم من الإناث، و57% من البيض و29% من اللاتين أو الإسبان، وأكمل 76% من المشاركين التجربة.
أنهى مجلس مراقبة البيانات والسلامة الدراسة مبكرًا في 16 مارس بعد تحليل مؤقت أظهر عدم جدواها.
خطر مقاومة المضادات الحيوية
لم تحدد التجارب السريرية المعشاة السابقة التي تضمنت المرضى المقبولين في المستشفيات ومرضى العيادات الخارجية فوائد أزيثرومايسين في علاج الإصابة بفيروس كوفيد-19، بغض النظر عن كونهم أعطوا دواء الهيدروكسي كلوروكوين المضاد للملاريا أم لا.
أوضحت الدكتورة كاثرين أولدنبيرغ مؤلفة الدراسة الرئيسية في بيان صحفي لجامعة كاليفورنيا أن النتائج لا تدعم المعالجة الروتينية بالأزيترومايسين لمرضى العيادات الخارجية المصابين بكوفيد-19. يستخدم هذا المضاد الحيوي الرخيص الثمن في علاج مرضى كوفيد-19 داخل الولايات المتحدة وخارجها «بسبب النظرية القائلة بامتلاكه خصائص مضادة للالتهاب تمنع تقدم المرض في حال المعالجة الباكرة، الأمر الذي لم تؤيده تجربتنا» حسب أولدنبيرغ.
لاحظت أولدنبيرغ أن التجارب السابقة على أزيثرومايسين لاستخدامه علاجًا لعدوى كوفيد-19 تضمنت الحالات الشديدة من الإصابة في المشافي.
تقول أولدنبيرغ: «تعد الدراسة التي قدمناها من أوائل الدراسات المعتمدة على العلاج الوهمي (البلاسيبو)، التي أظهرت عدم وجود دور لأزيثرومايسين في علاج مرضى العيادات الخارجية».
أوضح الباحثون أن الاستخدام المفرط للأدوية المضادة للجراثيم مثل أزيثرومايسين في علاج عدوى كوفيد- 19 مع غياب عدوى جرثومية واضحة يمكن أن يسبب مقاومة للمضادات الحيوية.
اقرأ أيضًا:
أزيثرومايسين: الاستخدامات والجرعات والتأثيرات الجانبية والتحذيرات
ما الأدوية الفعالة والأدوية الفاشلة في علاج كوفيد-19 ؟
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: أحمد فواز