لقد أثبتت دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة براون الأمريكيّة أنّ بعض الوديان المرّيخيّة قد تكون نتيجة للترسّبات الجبليّة — حيث تجري المواد السّائلة والرّطبة من أعالي الجبال إلى المنحدرات القريبة. شبكات الوديان التي تتفرّع في إتّجاهات عديدة على سطح المريخ تشير وبشكلٍ لا لُبسَ فيه أنّ الماء جرى على سطح الكوكب في نقطة معيّنة في تاريخه. ولكنّ السّؤال عن مصدر الماء — إن كان من المياه الجوفيّة أو من السّماء — ما زال محلّ خلافٍ بين العلماء. الدّراسة الجديدة من جامعة براون تؤيّد الخيار الثّاني: أنّ الماء هو نتيجة لهطول الأمطار والثّلوج من السّماء.
الدّراسة كشفت أنّ الوديان التي جرفها الماء في 4 مناطق مختلفة على سطح المرّيخ يبدو وأنّها كانت نتيجة للترسّبات الجبليّة — على شكل مطر أو ثلج الذي يهطل عندما يتمّ دفع الرّياح الرّطبة إلى أعالي سفوح الجبال.
الباحثون بدأوا بتحديد 4 مناطق حيث تتواجد شبكات من الوديان بجانب جبال مرتفعة أو حافات الفوّهات العالية. لتحديد إتّجاه الرّياح في كلٍّ من هذه المناطق، إستخدم الباحثون نموذجًا حاسوبيًّا تمّ تطويره مؤخّرًا بهدف محاكاة حركة الرّياح على المرّيخ. النّموذج يحاكي حركة الرّياح بناءً على مكوّنات الغازات التي يعتقد العلماء أنّها كانت موجودة على المرّيخ في ذلك الوقت. بعد ذلك إستخدم الباحثون نموذجًا للترسّبات الجبليّة لتحديد أين ستسقط المياه بناءً على ما نعرف عن إتّجاهات الرّياح. النّموذج أظهر أنّ الترسّبات كانت ستكون الأثقل والأكثر غزارة في المناطق التي نرى فيها أكثر شبكات الوديان كثافة.